رحبت جامعة الدول العربية، اليوم الأربعاء، بالإعلان عن وقف لإطلاق النار في اليمن يبدأ غدا الخميس، وأشارت إلى أنها تعمل على الدفع قدما نحو التوصل لحل سياسي للأزمة الراهنة في البلاد. جاء ذلك في تصريحات لنائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، في رده على أسئلة الصحفيين، بمقر الجامعة في العاصمة المصرية القاهرة، حول ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم، من التوصل إلى هدنة في اليمن. وقال بن حلي، إن "الجامعة العربية ترحب بالإعلان عن الهدنة في اليمن وهي على اتصال مع مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد شيخ أحمد، ومع الحكومة الشرعية في البلاد، وتعمل على الدفع قدمًا؛ للتوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية". وأضاف، أن "رؤية الجامعة لحل الأزمة اليمنية ترتكز على ثلاثة محاور رئيسة تتمثل في: المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وتابع أن "هذه المرجعيات تتطلب ممن خرقوا الشرعية وتعدوا عليها في اليمن، وهم الحوثيون، العودة إلى رشدهم وموقعهم ومكانتهم؛ حتى يمكن أن تنفذ خطة الأممالمتحدة المدعومة عربيًا وإقليميًا من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة يقوم على وقف إطلاق النار". واعتبر بن حلي، أن "الخروج عن المرجعيات المذكورة لا يمكن أن يوصل لحل الأزمة في البلاد؛ لأنها منصوص عليها في القرارات الأممية، وتشكل منطلقا لاستئناف أي حوار سياسي في اليمن". وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، موافقة جماعة "أنصار الله" (الحوثي) على عدم التصعيد، والقبول بخارطة طريق تتضمن التسلسل الذي قدمه مبعوث الأممالمتحدة الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كأساس للتفاوض من أجل إنهاء القتال الدائر باليمن. وفي بيان نشره الحساب الرسمي للخارجية الأمريكية على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، قال كيري: "التقيت ممثلي الحوثيين (في مسقط)، ووضعنا برنامجا لمحاولة التقدم في المفاوضات؛ حيث وافقوا على شروط وقف النار في 17 نوفمبر (تشرين ثان) الجاري (غدا الخميس) إن التزمت الأطراف الأخرى (في إشارة للحكومة)". وأمس، صرح "كيري"، بأن "الحوثيين" و"التحالف العربي" اتفقا على وقف القتال باليمن، اعتبارا من 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إضافة إلى العمل على تشكيل حكومة وحدة بحلول نهاية 2016. ولم يٌعلن حتى مساء اليوم الأربعاء، عن توقيت محدد لبدء وقف القتال الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ غدا الخميس، كما أن التحالف العربي، بقيادة السعودية، لم يعلن رسميا موقفه من اتفاق مسقط، وقرار وقف إطلاق النار، كما لم يصدر أي موقف رسمي من قبل "الحوثيين" في هذا الصدد. وفي وقت سابق اليوم، رحب المبعوث الأممي بهذا الاتفاق؛ وهو ما يعني أن الاتفاق تم بعلم الأممالمتحدة. لكن وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، اعتبر أن تصريحات كيري "لا تعني الحكومة الشرعية في اليمن"؛ لأنه لم يتم إعلام حكومته بما تم من اتفاقات في مسقط. ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي، وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعا إنسانية صعبة. وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 7 آلاف و70 شخصاً، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتقود السعودية منذ 26 مارس/آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء "استجابة لطلب الرئيس هادي بالتدخل عسكرياً لحماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية لصالح".