واهم من يعتقد ان الشرعية في غضون أسابيع أو أشهر في طريقها إلي الزوال من المشهد السياسي اليمني وواهم أيضا من أصحاب الشرعية من يعتقد ان نهج سياستهم الحالية بطاقمها و بطريقة عملها يؤمن لها الاستمرار في المشهد السياسي لعدة اشهر أو لسنوات قادمة . ما يثير التساؤلات في توقيت حديث الأخ خالد بحاح رئيس الوزراء ونائب الرئيس السابق ل ال بي بي سي يوم الأحد الماضي وقوله ان الرئيس هادي في غضون أسابيع او الأشهر القادمة سيترك السلطة . لنفاجأ بزيارة كيري وزير خارجية الولاياتالمتحدة الي سلطنة عمان وتصريحه الذي أشار فيه الي وقف أطلاق النار بدءاً من يوم الغد الخميس 17 نوفمبر 2016 مع التوافق علي تشكيل حكومة وحدة وطنية قبل نهاية هذا العام مع الحوثيين ودول التحالف العربي ؟؟ إزاء هذه التصريحات لكيري جاء رد فعل الحكومة اليمنية علي لسان وزير خارجيتها الاخ عبد الملك المخلافي بنفي علمها بما أعلنه كيري وطلب توضيحات من الحكومة الأمريكية . ماذا يعني كل هذا هل هي زوبعة إعلامية أم ماذا ؟؟ بغض النظر أكانت زوبعة إعلامية ام لا إلا انها كشفت الستار عن بعض المعطيات التي لا تصب في صالح الشرعية 1- إعتراف غير مباشر بالحركة الحوثية الانقلابية من قبل الإدارة الأمريكية بلقاء علي مستوي وزير خارجية الولاياتالمتحدة بوفد الحوثيين وهي تعتبر حركة إنقلابية علي الشرعية الدستورية وهذا الاعتراف غير المباشر أقتصر في الماضي علي مستوي السفراء بلقاءات عدد من السفراء الغربيين بوفد الحوثيين المفاوض في مفاوضات الكويت . والسؤال المهم الذي علي الشرعية تحديد موقفها من ألان ماذا ستعمل في حالة موافقة جهات أجنبية اللقاء بأعضاء من المجلس السياسي الأعلي الذي لا تعترف به الشرعية وأحجم عن حق مبعوث الأممالمتحدة السيد ولد الشيخ الاجتماع بهم عند إحدي زياراته الأخيرة لصنعاء لعدم إعتراف الأممالمتحدة بهم .
2- إقرار وزير الخارجية تلاه بعد ذلك تصريحات لمدير مكتب الرئيس هادي الدكتور العليمي الذي أكد فيه ان “اي إتفاقات مع الإنقلابيين لا تكون الحكومة اليمنية هي الطرف الرئيس فيها لن نتعامل معها ولا علاقة لنا بها “ والسؤال هنا : ماذا لو تم وقف إطلاق النار يوم الغد الخميس هل ستلتزم به الحكومة ام ستستمر العمليات العسكرية كا المعتاد أفهم ان قوات التحالف العربي قد تمتنع عن الضربات الجوية وفق تصريحات كيري بانها وافقت علي وقف إطلاق النار هل سيعني هذا اذا صحت تصريحات كيري بهذا الصدد انه للمرة الاولي سيكون هناك موقفين متناقضين بين موقف الشرعية وموقف قوات التحالف وكيف سيقرأ ذلك سيا سيا من قبل المراقبين والمحللين ؟ ام ان وقف إطلاق النار من جانب التحالف سيقتصر فقط علي وقف العمليات العسكرية بين الحوثيين والقوات السعودية في الحدود بين البلدين ولن يشمل المناطق الاخري؟؟ أخشي في حالة إعتبار وقف إطلاق النار شامل دون وجود تنسيق وتوافق بين الشرعية وقوات التحالف شبيه باتفاقات الولاياتالمتحدة مع روسيا في وقف إطلاق النار في حلب في سوريا دون مشاركة الحكومة السورية الذي تقبل بذلك كأمر واقع ؟؟ أريد ان أذكر هنا الي مقال كتبته في 19 يوليو الماضي بعنوان “ الأزمة اليمنية في مؤتمر وزاري عالمي في لندن بغياب السلطة الشرعية “ وهو المؤتمر الرباعي لوزيري خارجية الولاياتالمتحدةوبريطانيا مع وزيري خارجية السعودية والإمارات . والذي انعقد مرة أخرى في الرياض ( المقر آلمؤقت للشرعية ) دون مشاركة الحكومة الشرعية وهذا الأمر يخلق مفارقة صادمة بعقد اجتماع للرباعية نفسها تقريبا في لندن . أيضا منذ قرابة شهرين دعي الي المشاركة في الاجتماع لبحث الأزمة السورية الهيئة العليا للمفاوضات السورية وهي من المعارضة السورية والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يتم إشراك المعارضة السورية في الاجتماع ولم يتم إشراك الحكومة الشرعية في إجتماعات الرباعية ؟ ليس هذا فحسب بل ان المعارضة جهزت نفسها الي الاجتماع بتقديم خارطة طريق في سبل حل الأزمة السورية وهنا السؤال : أيضا قرار الرئيس هادي الشجاع برفض خارطة الطريق التي قدمها ولد الشيخ المبعوث الأممي هل قدمت الشرعية خارطة طريق بديلة من جانبها أم إكتفت بتفنيد أسباب رفضها الخارطة الأممية ؟
في الخلاصة
من الواضح ان الانقلابيين يتقدمون سياسيا ودبلوماسيا مقارنة بحكومة الشرعية ولا يستبعد ان الواقعية السياسية ستجعل مستقبلا الدول الغربية تعترف بالمجلس السياسي الأعلى للانقلابيين إذا تجاوز الطرفان الحوثي وصالح خلافاتهما . والسؤال الذي يفرض نفسه هنا : لماذا مانجحت فيه المعارضة السورية في فرض نفسها في المشاركة في مؤتمر الرباعية في لندن لم تستطع الشرعية المشاركة في رباعيتي لندنوالرياض ؟ الإجابة المختصرة علي ذلك يكمن في نوعية قادة المعارضة السورية ومستوي تأهيلهم العلمي وايمانهم انهم أصحاب قضية وليسوا ممن يتخذوا من السياسة مصدراً للثراء السريع . والسؤال الأخر : لماذا جماعة الحوثيين وصالح في بعض الحالات يبدون أكثر حنكة من جماعة الشرعية ؟؟ فإذا أخذنا جماعة صالح فهم لديهم خبرة في إدارة الحكم والتفاوض تمتد لثلاثة عقود وإفراد الشرعية من فترة حكم صالح لا يبدوا ان جميعهم مع توجهات الشرعية في إنهاء فعلاً حكم الانقلابيين آما بخصوص الحوثيين فهم مدعومين من الخبرات الإيرانية طالما هم يمثلون أداة في سبيل تحقيق طموحات إيران في المنطقة العربية من هنا علي الشرعية وعلي الرئيس هادي شخصياً مسئولية غربلة كل هذه الامور سواء علي مستوي الكفاءات القيادية لحكومة الشرعية أوعلي مستوي السياسات المتبعة حتى ألان من قبل الشرعية . فالشرعية ستنتهي فترتها عند تطبيق المرجعيات الثلاث ولكن دون التعديلات علي السياسات المتبعة والأفراد القائمين عليها قد يعجل ذلك بنهايتها