"عدن الغد" التي نجحت حين فشل الآخرون ، ووقفت إلى جانب الشعب ومطالبه الحقوقية والخدماتية والسياسية حين تخلّى عنه المسؤولون ، وأخذت بيده حين خذله المنافقون والأفّاكون .. "عدن الغد" التي نطقت وصرخت في زمنِ الصمت وتمرّدت بوجوه الطغاه والسفاحين في زمن اللا كلام تواجه اليوم حملة مقيتة من الانتقادات اللامسؤولة والتوصيفات الحاقدة التي تسعى دوماً لإرضاء "السلطان" على حساب معيشة الناس وقضايا المواطن وقوته وسكينته . فالعنوان أعلاه توصيفٌ غير موفق و"قبيح" يستخدمه بعضٌ ممن نحسبهم نُخَباً ونعدّهم طبقةً مثقفة وقادة رأي ، ونعتٌ أنانيٌّ مستفز يستخدمه هؤلاءِ ضد مؤسسة جنوبية رائدة في مجال الصحافة والإعلام ، فعدن الغد -يا سادة- مؤسسةٌ صحفية ناجحة بكل المقاييس المهنية والأخلاقية وتضمُّ في كنفها طواقمَ صحفيةً متخصصة وكوادرَ فنيةً مؤهلة ومحترفة وليسوا بقّالين أو "بتوع فرشات" أو جواري متنقلة !! هذه الحملة وتلك التوصيفات ليست لشيء غير أن عدن الغد أخذت على عاتقها قضايا مجتمعية تمس حياة المواطن ومعيشته بشكل مباشر ، وفي مقدمة هذه القضايا محاربةُ الفساد وكشف الفاسدين .. ليست لشيء غير أن ناشر عدن الغد من مؤيدي الاعتصامات السلمية المطالبة بصرف المرتبات وإعادة الخدمات وتحسينها و"هم" ضد تلك الاعتصامات ومن "المتكتكين" الذين يرون عدم جدية الاعتصام وكشف الفساد بالوقت الراهن في نظراتٍ قاصرة جدا وأفق ضيّق وتفكير سطحي لا يخدم إلا الفساد والفاسدين وما يزيد المواطن إلا تعذيبا والخدمات إلا سوءا وتدهورا . "عدن الغد" أخذت على عاتقها هذه المسؤولية كواجب أخلاقي يُفترض أن يضطلعَ به كلُّ صحفي وكل مؤسسة إعلامية ووسيلة نشر في الجنوب وهو ،لا محالة، مشروعٌ راقٍ وإنساني ووطني يوازي مشروع استعادة الدولة ويؤسس له ويبني مداميكه المتينة ، فالفسادُ فسادٌ حيثما كان وأينما وُجد ومتي ما ظهر فلا مواسمَ معينةً أو نجوماً في السماء تبيّن لنا مواقيت محاربة الفساد ، والصحفي لا يحتاج إلى "منجمين" أو إلى كهنة ودجّالين ليبينوا له تلك المواقيت ويشعروه بدخول "الموسم" ويأذنوا له حينها بمحاربة الفساد والكتابة والنشر ، الفساد -يا عالم- واحدةٌ من آفات العصر التي تهدّم الدول وتُعجِز الأنظمة وتفكك المجتمعات ، فما بال من ينخر الفساد مؤسساته وإداراته وهو لايزال ساعيا نحو بناء دولة ؟! .. محاربة الفساد وفضح الفاسدين أي كان انتماؤهم ضرورة أخلاقية وواجب إنساني تقتضيه المرحلة وظروفها وتعقيداتها ، والوقوف في وجوه الفاسدين والعابثين بمكتسبات الأمة ضرورة قصوى ولعدن الغد الشرف والعزة والرفعة أن تكون السبّاقة إليه والمدافعة عنه بقوة مهما نجّم المنجمون ومهما نظر العرافون في كؤس الوهم والخيال ومهما برر المتخاذلون والمرجفون ، نعم .. لعدن الغد ولكل قلم شريف ووطني غيور الشرف أن يبقى سلطةً رابعة في زمن لم يَعُد للسلطات الثلاث مكان ولا مكانة ولا قدر . في الخلاصة أن المناطقيةَ تتخلصُ بابسط صورها في أن تحافظَ على كرسي "سلطان" أو حاكم بالوقوف ضد اعتصامات سلمية تشكو الجوع والفاقة وتطالب بأدنى الخدمات الآدمية ، والعصبية أن تدافع عن فاسد أو تتستر على فساد والمواطن يئنُّ جوعا ويرتعش تحت أقدام السفاحين والمتنفذين الجدد فقراً وحاجة . وفي خلاصة الخلاصة أن "عدن الغد" المؤسسة والكادر والمهنية شلّت سكينةَ الفاسدين وأقلقت مضاجع اللصوص وهزّت عروش الطغاة .. فهلا استمرت وصبرت وصابرت !!