إن شعبنا في الجنوب لديه من الوعي ما يكفيه لفهم متطلبات المراحل التي تسير فيها قضيته .. ولا ينقصه إلا القيادة الحكيمة التي تستطيع إيصاله إلى خط النهاية المطلوبة .. لكن البعض منّا قد تصيبه الصدمة من جرّاء ما يسمعه أو يصل إليه من أخبار وممهدات للحلول في الوقت الحالي ، أو بالأصح في المرحلة الحالية .. هذا البعض كان يظن أننا سوف نستلم دولتنا الجنوبية كنتيجة من نتائج تحالفنا في حرب التحالف العربي ضد الحوثيين والعفاشيين ! .. وهذا خطأ كبير في الفهم .. فإذا كان العدو في نظر التحالف العربي هم الحوثيون والعفاشيون ، فإن العدو في نظرنا هؤلاء ومعهم كل من يدخل في الاصطفاف مع الاحتلال اليمني لبلادنا منذ 94 ولا يزال يحمل في داخله نفس الدافع تجاه الجنوب أرضاً وشعباً ... وبالتالي فإن تحالفنا مع التحالف العربي هو عمل محدد بوجود عدو مشترك نحاربه مرحلياً معه ، ولكن المراحل التالية قد تفرض علينا السير في طريق قد يختلف في المآل والنتائج ، فالتحالف العربي يهدف إلى ضمان سلامة حدوده وسيادة بلدانه وحمايتها من المد الإيديولوجي والسياسي لإيران وأتباعها في المنطقة ، بينما نحن الجنوبيون نهدف إلى إستعادة وطن قد فقدناه لأسباب عديدة ثبت عدم جدواها مثل القومية الواحدة والعرق الواحد وغير ذلك ، لأنه على الأقل حوافزنا هذه لم تكن الأسباب والدوافع نفسها لدى الطرف الآخر بل كان حافزه باختصار شديد الجشع والطمع في بلادنا والحقد الدافع إلى الانتقام لهزائم سابقة .. وعليه فإننا لا يجب أن ننظر إلى إختلاف المسارات بيننا وبين التحالف العربي على أنه عمل عدائي من التحالف نحونا ، لأن السياسة تغلبها المصالح ، ومصالح التحالف العربي في هذه المرحلة تختلف نوعياً ومآلاً عن مصالحنا .. وبالضرورة ، فإنه يدخل في باب المصلحة لدينا عدم إستعداء الحليف وإبقائه نصيراً ولو بصمته فهذا أفضل من تحويله إلى موقف مضاد في الخندق المقابل لنا .. إن ما يجمعنا مع هذا التحالف العربي الكثير من الدم والتضحيات وأيضا الإمتنان من قبلنا لمواقف له ولولاها لكان تحرير الأرض أكثر صعوبة بكثير .. إن المرحلة الحالية تتطلب منّا معاملة المعطيات بحكمة ، وسوس الأمور بعقل وفاعلية لتحقيق نتائج تدفع بقضيتنا إلى النقطة الأقرب للحل النهائي إن لم تكن توصل إليه كنتيجة نهائية لها. وعلينا حُسن التقدير ولله التدبير قبلاً وأخيراً ...