أطلق موالون للرئيس اليمني المصاب علي عبد الله صالح الأعيرة النارية في الهواء يوم الخميس للاحتفال بعدما أفادت تقارير بأنه سيعود قريبا الى اليمن الذي يمزقه القتال بين مناهضي صالح ومؤيديه. وقال موقع 26 سبتمبر الحكومي ان صالح تجاوز مشاكل صحية بعد جراحة ناجحة لإزالة شظايا وان مصادر توقعت أن يعود قريبا بعد استكمال تعافيه وعلاج بعض الحروق السطحية الخفيفة.
ويتلقى صالح العلاج في الرياض بعد اصابته يوم الجمعة في انفجار قنبلة في قصره وفقا لما قاله مسؤولون أمريكيون وعرب وليس نتيجة قصف بصواريخ كما كان يعتقد في أول الامر.
وقال موقع الحكومة اليمنية ان الاستعدادات تجرى في أنحاء اليمن للترحيب بعودة صالح الذي رفض دعوات دولية للتنحي وإنهاء قتال نشب بعد شهور من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
وسُمعت أصوات الاعيرة النارية التي تطلقها وحدات الجيش ومؤيدون لصالح في مناطق عدة بالعاصمة صنعاء أثناء احتفال ليل الأربعاء.
ووصف الموقع تصريحات مسؤولين أمريكيين ويمنيين أن صحة صالح متدهورة بأنها تلفيقات وقال ان الرئيس اليمني يتلقى علاجا لحروق في وجهه وأن الشظايا أزيلت من صدره. وصرح مسؤولون يوم الثلاثاء بأن الحروق تغطي 40 في المئة تقريبا من جسد صالح.
وقال دبلوماسي يمني في الرياض ان صالح سيجتمع مع أفراد في الجالية اليمنية في السعودية في غضون أيام قبل أن يعود الى صنعاء. وأضاف أنه خضع لعملية جراحية ثانية.
وقال طه الحميري رئيس الجالية اليمنية في الرياض ان شظية صغيرة أزيلت يوم الأربعاء وان صالح خرج من العناية المركزة.
ويثير الوضع المتوتر في اليمن الذي يطل على ممرات مهمة للشحن البحري قلق دول غربية وكذلك السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم حيث تخشى الرياض أن تسمح الفوضى بحرية حركة أكبر لتنظيم القاعدة داخل اليمن.
ونفذ وقف لاطلاق النار منذ نقل صالح للسعودية بعد مقتل أكثر من 200 شخص وفرار الالاف على مدى أسبوعين بسبب اشتباكات بين أنصار صالح وقوات الزعيم القبلي صادق الاحمر الذي يؤيد المعارضين.
ولا تمارس العديد من الوزارات عملها بسبب تغيب الموظفين وتعاني العاصمة اليمنية من انقطاع متكرر في الكهرباء ونقص في امدادات الوقود والماء مع استمرار القتال في بلدة زنجبار الجنوبية التي سيطر عليها مقاتلون اسلاميون.
واتهم بعض مناهضي صالح الرئيس اليمني بتعمد السماح لمقاتلي القاعدة بالسيطرة على زنجبار لتسليط الضوء على المخاوف الأمنية اذا ما ترك السلطة.
وقال بيان حكومي يوم الخميس ان 12 فردا في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قتلوا في اشتباكات بينهم شخصيات بارزة مثل عمار الوائلي وأبو علي الحارثي وأيمن المصري.
وذكر مسؤول محلي لرويترز أن ثمانية مقاتلين وأربعة جنود قتلوا في بلدة قريبة من زنجبار.
ووصف مسؤولو صحة وسكان مشاهد مروعة في زنجبار هذا الاسبوع حيث الجثث متروكة في الشوارع والكلاب الضارية تجوب في المدينة. وكان سكان المدينة أكثر من 50 ألف شخص لكنها أصبحت الان مدينة أشباح بدون كهرباء أو مياه صالحة للشرب.
ولم تصدر تصريحات من القوى الغربية والحلفاء الاقليميين وأحزاب المعارضة اليمنية بشأن أي جهود للاستفادة من غياب صالح للتحرك باتجاه تنفيذ مبادرة سلام تم التوصل اليها بوساطة خليجية وتشمل نقل السلطة وهو الامر الذي تجنبه صالح خلال الاسابيع القليلة الماضية رغم ما بدا انه وعود منه.
واحتشد الاف المحتجين الذين خرجوا الى الشوارع منذ فبراير شباط للمطالبة بتنحي صالح عند مقر اقامة عبد ربه منصور نائب الرئيس اليمني يوم الثلاثاء.
ويطالب المحتجون منصور بتولي السلطة رسميا لتفعيل تنحية صالح عن منصبه. ويقول اليمن أن منصور يقود حكومة انتقالية لحين عودة صالح.
وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة يوم الاربعاء ان الجوع يتفشى في اليمن بعد ان عرقل القتال هناك امدادات الاغذية ورفع أسعار الغاز والمياه والوقود وغيرها من السلع الاساسية.
وقال ممثل البرنامج في اليمن جيان كارلو سيري "ثمة تدهور حاد للوضع على صعيد الامن الغذائي في اليمن."
وأضاف "أسعار الغذاء تقترب من الوصول الى مثليها في المتوسط منذ العام الماضي فيما يتعلق بالسلع الاساسية مثل دقيق القمح والزيوت النباتية والسكر."