تشهد المواجهات المسلحة المحتدمة بين الجيش الوطني والميلشيات الانقلابية في تعز تطورات محورية عقب تمكن قوات الشرعية من استعادة السيطرة على مقر أكبر ثكنة عسكرية تابعة لقوات الأمن الخاص الموالية للرئيس المخلوع، واقترابها من محيط «القصر الجمهوري» الذي يعد أحد أهم مواقع التمركز للحوثيين وقوات صالح. وتواصلت المواجهات والقصف المتبادل في شرق وغرب مدينة تعز، وتركزت أبرزها في محيط معسكر التشريفات، شرق المدينة، فيما استمرت الميليشيات في قصف الأحياء والقرى السكنية في شرق وغرب المدينة وجبل صبر. ويشي سير المواجهات بتصعيد القتال في مدينة تعز وريف المحافظة، مع محاولات حثيثة للميليشيات لاستعادة المواقع التي خسرتها الأسبوع المنصرم، شرق المدينة وجبهة الضباب، حيث تشهد الأخيرة تبادلاً للقصف بين الطرفين. وأمس، قصفت قوات الشرعية مواقع الميليشيات في تبة السلال الاستراتيجية، وشهدت مواقع «الكمب»، بالقرب من مستشفى الكندي، وحي الدعوة، بالقرب من كلية الطب، مواجهات، ليل الخميس، واستمرت حتى، فجر أمس الجمعة، وسط سقوط قتلى وجرحى. وأفاد مصدر في المقاومة بمقتل ثمانية من عناصر الميليشيات بعد مواجهات نشبت، ظهر أمس، بجوار كلية الطب في محيط القصر الجمهوري وبالقرب من مستشفى الكندي، شرق المدينة، فيما قُتل أحد أفراد الجيش الوطني. وأكد العميد عبد الغني أحمد حمود الشرماني أحد القيادات الميدانية بقوات الجيش الوطني بتعز في تصريح ل«الخليج» أن قوات الشرعية صعدت استعدادها عقب تحرك تعزيزات عسكرية مزودة بمعدات حربية ثقيلة إلى تعز بتوجيهات من الرئيس هادي لخوض معركة حاسمة مع الميليشيات الانقلابية بهدف استعادة السيطرة على موقعين استراتيجيين يتمثل الأول في مقر «القصر الجمهوري» والثاني ب«تبة السلال»، مشيراً إلى أن الأخيرة تم التقدم والسيطرة على مواقع متقدمة فيها. وأشار العميد الشرماني إلى أن سيطرة قوات الشرعية على القصر الجمهوري وتبة السلال سيمثل خطوة متقدمة في طريق تحقيق الحسم العسكري النهائي، كونه سيسهل تقدم القوات إلى منطقة «الحوبان» التي تمثل آخر مناطق تمركز الانقلابيين الخلفية ويستخدمونها لقصف الأحياء المكتظة ومواقع الجيش والمقاومة المحاذية في شمال وشرق تعز. من جهة أخرى، أكدت مصادر مقربة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ل «الخليج» أنه شدد في توجيهاته لرئاسة هيئة الأركان بالجيش الوطني على التسريع بحسم المواجهات بتعز ودعم قوات الجيش في اللواء 35 مدرع على السيطرة على مقر القصر الجمهوري ومنع أي انتكاسة لانتصارات الجيش من خلال تأمين الحماية لكافة المواقع المحررة.