انعقدت صباح اليوم في قاعة احتفالات بفندق "شيراتون جولد مورد" على خليج الفيل في مدينة عدن كبرى مدن الجنوب الجلسة الأولى من المؤتمر الوطني الذي أطلقت عليه لجنته التحضيرية اسم "المؤتمر الوطني لشعب الجنوب". ويترأس اللجنة التحضيرية الوزير الجنوبي السابق "محمد علي أحمد" الذي عاد من المنفى في مارس/آذار من العام الجاري للتهيئة للمؤتمر.
وأحيطت قاعة المؤتمر بحراسة أمنية مشددة وشاركت أربعة أجهزة عسكرية وأمنية في حراسة القاعة, حيث شوهد جنود من الشرطة العسكرية والأمن المركزي والأمن العام وشرطة النجدة في محيط الفندق, وتولى مدير أمن المحافظة اللواء "صادق حيد", وقائد شرطة النجدة بعدن "مجاهد أحمد سعيد" الإشراف على جهود تأمين المؤتمر إضافة إلى الحراسة الخاصة التابعة لرئيس التحضيرية.
وانتشرت بعض دوريات الأمن في تقاطعات شوارع قريبة من الفندق الذي احتضن الفعالية الافتتاحية للمؤتمر, ورفع جنود في بعض الدوريات أعلام اليمن الموحد لكن هذه الأعلام غابت داخل قاعة المؤتمر وداخل الفندق.
ويستمر المؤتمر لثلاثة أيام وفقاً لعبارة مكتوبة في لافتة كبيرة انتصبت خلف منصة قادة المؤتمر داخل القاعة وتوسطت علمين لدولة الجنوب السابقة.
وفي اللافتة يمكن رؤية علم ثالث لدولة الجنوب خلف صورة رمزية لحمامة بيضاء وكتب في حلقة دائرية حول الشعار اسم المؤتمر.
وجلس رئيس التحضيرية في منتصف طاولة القادة وجلس على جانبيه شركاؤه في المؤتمر, وقال "أحمد القنع" مدير فقرات برنامج المؤتمر بزهو أن جميع المديريات في الجنوب لديها مندوبون في القاعة, مضيفاً "بعض المديريات والجزر كانت لا تذكر.. اليوم لو ناديت أي مديرية في المحافظات (الجنوبية) الست لوجدت ممثلاً عنها في هذا المؤتمر".
وأمام البوابتين الداخلية للقاعة والخارجية للفندق وقف العشرات يحملون صور شهداء الحراك الجنوبي وأعلام دولة الجنوب السابقة وهتفوا ضد المؤتمر وقادته.
ورفع مشاركون في الاحتجاج لافتة تحمل صور أربعة من القادة الجنوبيين السابقين عليها إشارة (X) وهم حيدر أبوبكر العطاس, علي ناصر محمد, عبدالرحمن الجفري, محمد علي أحمد.
وهتف المحتجون "لا تفاوض لا حوار, نحنا أصحاب القرار", وكانت فئات سياسية مهمة وفاعلة وأخرى تمثل المجتمع المدني قد انسحبت من المؤتمر خلال اليومين الماضيين وأعلنت أن نتائجه ستؤدي إلى تشكيل "فصيل جنوبي جديد" وليس تمثيل شعب الجنوب لكنها رحبت بنشوء هذا الفصيل.
وفي كلمته رحب رئيس التحضيرية بالضيوف بينهم الأمين العام المساعدة للأمم المتحدة, ونائب رئيس مجلس النواب "محمد علي الشدادي", و"أعضاء مجلس النواب".
وقال أن "شعب الجنوب أوصل قضيته إلى السياسة الدولية", مشيراً أن "لمكان المؤتمر رمزية في وجدان الجنوبيين هي عدن التاريخ", وهتف الحضور "بالروح بالدم نفديك ياجنوب".
وتطرق رئيس التحضيرية إلى نبذة عن قيام الوحدة, ثم نبذة عن التحضيرات التي انطلقت في مارس/آذار, مشيراً إلى انعقاد 168 لقاء واجتماع مع مختلف شرائح الجنوب, ثم "تشكيل لجنة مصغرة في شهر مايو (أيار).
واعتبر أن "هذه اللقاءات (هي) التي تؤسس لبناء الوحدة الوطنية الجنوبية".
وألقت المحامية "عفراء حريري" كلمة عن النساء أكدت فيه أنه "من خلال النضال السلمي المستمر سنصل لحقوقنا", وأضافت "إننا أصحاب دولة مدنية يجرنا دائماً الحنين إليها ولكن بأفضل ثوب وحلة لها .. ما حدث لنا فاجعة".
وأضافت "ينبغي على المجتمع الدولي والإقليمي أن يعترف بقضيتنا.. لأن الدولة المدنية التي يتحدثون عنها شبيهة بتلك الدولة التي نريد استعادتها".
وأشارت حريري أنه "إذا لم يستطع الكبار أن يعقلوها فنحن النساء وشباب الجنوب نستطيع أن نحمل قضيتنا الجنوبية بلا توصية أو وصاية".
وقال "محمد هشام باشراحيل" في كلمة ألقاها عن فئة الشباب في المؤتمر أن "ثورات الربيع العربي كسرت حاجز الخوف عند الإنسان العربي (عموماً) والجنوبي بشكل خاص الذي بدأ حراكه في 2007".
ودعا إلى أن "نكون على مستوى المسؤولية ونستعيد دولتنا على أسس كفل الحقوق المتساوية.. (لقد) عانينا من الإقصاء والتهميش بفعل عوامل ذاتية وموضوعية واليوم نعلن تصالحنا وتسامحنا ونفتح صفحة جديدة نكتبها بأحرف من نور, نحن التغيير نحن الحاضر والمستقبل".
وفي كلمة ألقاها عن منظمات المجتمع المدني قال "فضل علي عبدالله": "من هنا (نحن) فاتحين أذرعنا للكل لاستعادة وطننا المغتصب في 94".
وأضاف متحدثاً عن وثيقة الشرف التي وقعت أمس السبت "الوثيقة شكلت وثيقة إجماع كامل شامل لكل الجنوب.. أخطاء الماضي علينا أن ننساها, نحتاج لكل جنوبي ليقف معنا لتحقيق أهدافنا من الحرية والعدل, وهذا لن يتحقق إلا بتظافر الجهود".
وفي الجلسة الافتتاحية دعا العميد "ناصر الطويل" في كلمة عن جمعيات المتقاعدين العسكريين والمدنيين "كافة أبناء الجنوب من كل الأطياف المشاركة وغير المشاركة إلى رص الصفوف واعتبار مبدأ التصالح والتسامح مدخلا لحل كل الإشكاليات".
وأشاد بالدور الريادي لجميعات المتقاعدين مضيفاً "كنا السباقين (في) تفجير ثورات الربيع العربي من عدن يوم 7-7-2007, ندعو المجتمع الدولي لتقديم مبادرة جديدة لقضية الجنوب". وعقب استراحة قصيرة أدارت القيادية في الحزب الاشتراكي "رضية شمشير" الجزء الثاني من جلسة اليوم, أعقبتها كلمة للناشطة "إحسان عبيد" قرأت من خلالها الرؤية السياسية وهي الجناح الثاني من أدبيات المؤتمر إلى جانب ميثاق الشرف.
وشارك في الافتتاحية بعض النشطاء من حزبي التجمع اليمني للإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي العام, وغاب جميع قادة ونشطاء فصائل الحراك الجنوبي المطالب باستقلال الجنوب عن الشمال لكن مشاركين في الحراك وأنصاراً له حضروا افتتاح المؤتمر الذي تتواصل فعالياته ليومين تاليين.