تسارعت الأحداث بالمنطقة واثبت الجنوبيين انهم على قدر عالي من المسؤولية ومن التعاطي الايجابي مع المتغيرات والقدرة على الشراكة وتوحيد الأهداف مع الأشقاء العرب وفي مقدمتهم دول الجوار. ففي معارك التحالف العربي ضد الحوثي شكل الجنوبيين اهم واقوى شريك للتحالف العربي وخاضت المقاومة الجنوبية معارك حاسمة في كل جبهات القتال حتى تم تحرير ارض الجنوب من مليشيات الحوثي وصالح متقاسمة الانتصار مع قوات التحالف. وهذا الوفاء والالتزام الذي سطره شعب الجنوب والتضحيات التي قدمها من المفترض ان تعكس صورة ايجابية عن قدرة الجنوبيين في العمل المشترك مع دول الجوار وتقدم خير دليل على قدرتهم العالية في الحرب والمواجهة والحسم. ولكن للاسف وحتى يومنا هذا لم يتعامل الأشقاء العرب مع المقاومة الجنوبية كشريك في الانتصار وشريك في مواجهة النفوذ الايراني بالمنطقة. وجعلوا منها جزء يقبع في طيات الشرعية مثله مثل الآخرين الذين لم يحركوا ساكناً في الحرب. بينما بالمقابل نجد ان المجتمع الدولي يعتبر كلا من الحوثي وصالح أطراف رئيسية ويتعاملوا معهم كند للشرعية. كما ان صالح برغم سيطرته على الجيش والقوات الا انه لم يلغي الحوثي بل احتفظ به كشريك حقيقي في الحرب. ان الوضع القائم من الضروري ان يقود الجنوبيين الى اعادة بلورة تعاملهم واعادة إدارة طرق تحالفاتهم والاهم من هذا اعادة صياغة هيئاتهم ليتعامل الجميع معهم وفق اسس واهداف وكشريك له قضية واهداف مستقلة وليس كتابع يضعوه هنا او هناك. ولعل ما تحتاجه المرحلة بعد كل ذلك الاستبسال الجنوبي هو اثبات الذات السياسية بعد ان تم وبتفوق اثبات الذات الميدانية. ان اهم عمل يجمع عليه اليوم الجنوبيين في الداخل من اكاديميين وسياسيين ومقاومة وحزام امني والشباب والمرأة وكل الشرفاء هو الاسراع في تشكيل حكومة جنوبية تمثل ارادة شعب الجنوب العظيم وتعكس أهدافه وتطلعاته وتضحياته. حكومة تمثل الجنوب وتشارك كطرف مستقل في اي مفاوضات واي حوارات تخص الجنوب والمنطقة. لقد تجرئ الانقلابيين على تشكيل حكومة في صنعاء فكيف لا يقدم الجنوبيون اصحاب الحق في أرضهم على تشكيل وإعلان حكومتهم المستقلة في عدن عاصمة الجنوب والتي سوف تستمر بوفائها وتحالفها مع دول الجوار بإذن الله تعالى.
ان هذا الحق لن يمنحنا إياه أحدا ان لم ننتزعه بأنفسنا دون استجداء من احد او انتظار القيادات التي اصبح بعضها مكبلا بالمصالح والمشاريع الذاتية.
الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار الشفاء العاجل للجرحى الشجعان الحرية للمعتقلين الابطال وأنها لثورة حتى النصر بإذن الله ودمتم.