أمر يستحق الثناء و التقدير و الاحترام أن يتم التركيز على إعادة تأهيل بنيان المدارس لإعادة بناء المجتمع على أسس صحيحة... و لكن ذلك ليس كاف! علينا توفير المواد التعليمية.. علينا ضبط سلوكيات الطلاب و غرس القيم الحميدة في عقولهم بدلاً عن ثقافة الانهزام و الاستسلام بأن لا مستقبل لديهم يعملون لأجله...
علينا استقدام مدرسيين مؤهلين من إخواننا العرب كما بدأتاها في السبعينات لرفع المستوى التلعيمي مع إعادة تأهيل المدرسين المحليين من يستحقون ذلك..
لقد تعرض كل شأ إثناء حقبة حكم عائلة الفيد و الفساد للتخريب و الهدم لفترة ربع قرن من الزمن و تم العبث بنسيج المجتمع و تم تشويه أخلاقياته و قيمه و مبادئه و تعليمه..
لذلك و قبل إي شأ فإننا إن كنا بالفعل جادون و نريد أن نسطر ذكرى لجيلنا على صدر التأريخ، ليحكى بأننا الجيل الذي هب لإنقاذ مجتمعه من الخلل و العطب الذي تسبب به المخلوع و نظامه الفاسد.
و إن أردنا إن يرضي الله علينا.. إن كنا فعلاً نتوق لنخدم مدينتنا الحبيبة عدن أولا و من ثم الانطلاق إلى باقي المدن.
فيجب ان يتم التركيز على محور هام و التسلح به و الذي هو الجدية و الصرامة و الإخلاص و الاستعداد للتضحية بالمصالح الشخصية فداء لأجل إعادة تأهيل مجتمعنا و إصلاح إعطابه و ترميم التشوهات التي نخرت نسيجه.
العمل جبار و شاق و لن تؤتى ثماره في القريب العاجل و لكننا نستطيع أن أولاً نحد من تأزم و تدهور الأوضاع و الأخلاق و المعاملات اليومية أكثر مما هي عليه و ننقذ ما تبقى قبل السقوط في هاوية لا عودة منها.
دعونا كذلك بالتزامن مع إصلاح أنفسنا و تغيير السلوكيات التي للأسف تعودنا على ممارستها و أصبحت طبيعية و هي مطلقاً ليست كذلك.. دعونا نبدأ بإخلاص و تفاني بترميم أخلاقنا نحن و مراجعة السلوكيات التي أصبحت تمارس علنا و قد كنا نخجل منها قبل عشرات السنوات.
ثم دعونا نخلص في القضاء على ما حل بمدينتنا من فساد و تفشي حالات اجتماعية تصنف بالمرضية الغير طبيعية... نقضي على الرشوة و الغش و السرقة و المحسوبية و كل روؤس الفساد النتنة.
نصلح تعليمنا و ننشر الفضيلة و نغرسها في النفوس.. نجعل قلوبنا تربة خصبة لنزرع به الحب في الله فيما بيننا أليس ذلك أفضل من لطم الخدود و الصدور أسفا و حسرة على تفشي هذه الأمراض الأخلاقية و مضاعفاتها بسبب انفراط زمام الأمور من بين أيدي الخيريين ليصبح الشر هو المتحكم الوحيد بكل شأ.
لقد خلقنا مسلمين و يحب الشعور بالفخر لأننا كذلك.. و الحمد لله على هذه النعمة، فقط يحب علينا التصرف على هذا النحو.
نبني مجتمعا نموذجياً يعكس أصالة الإسلام في روحنا... نزرع الحب و الخير نشمر سواعدنا للبناء نؤجي وظائفنا بكل إخلاص دون إن ننتظر ان يدس في جيوبنا مال حرام لانجاز المعاملات، نتنافس بشرف لتقديم الأفضل.
نقدم الإسلام الذي انجذاب إلى عدالته و قيمه و حسن السلوك فيه ملايين الغير ناطقين العربية من أقصى آسيا مروراً بأفريقيا حتى أقصى أمريكا.
اللهم وفقنا لنعلي كلمتك و أنصر الحق و أزهق الباطل!