قبل ستة أشهر من الموسم التلفزيوني في رمضان 2017، بدأت الخريطة العامة للأعمال المنتظرة تتضح، إذ أعلنَ بعض الفنانين عن مسلسلاتهم، فيما بدأ البعض الآخر التصوير بالفعل من أجل أن يكون لديهم مساحة كافية للعمل دون الضغوط المعتادة في اللحظات الأخيرة. وتكتسب بعض المسلسلات أهميتها من نصوصها المكتوبة، أو أسماء الممثلين الذين سيلعبون أدوار البطولة، أو المخرجين الذين سيقومون بتنفيذ هذه الأعمال. في هذا التقرير، سنستعرض أكثر المسلسلات المنتظرة في رمضان القادم: واحة الغروب يمتلك هذا المسلسل كل العناصر التي ستجعله على رأس قائمة الأعمال المنتظرة في رمضان القادم. فهو مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للروائي، بهاء طاهر، والتي فاز عنها بجائزة "البوكر" للرواية العربية عام 2008، وتولت كتابته السيناريست، مريم نعوم، صاحبة الأعمال الناجحة في الأعوام الماضية مثل "موجة حارة" و"تحت السيطرة". وتتعاون فيه للمرة الثالثة مع المخرجة، كاملة أبو ذكري بعد "ذات" و"سجن النسا"، فيما يقوم ببطولته خالد النبوي ومنة شلبي، وكلها عناصر تنبئ بمسلسل درامي قوي تدور أحداثه في واحة "سيوة" في مطلع القرن العشرين، إذ ينتقلُ ضابط مصري مع زوجته، ويبدأ الاحتكاك مع الأهالي، ومع العالم الغريب الذي لا يعرف عنه شيئاً. الجماعة 2 اسم وحيد حامد في حد ذاته، هو أمرٌ كاف ليجعل العمل الذي يؤلّفه منتظراً، وأعماله التلفزيونية في الفترة الأخيرة دائماً ما تكون ناجحة وجماهيرية. وفي هذا المسلسل، هناك أيضاً سببان إضافيان. الأول، هو أنه الجزء الثاني من "الجماعة"، والذي يقدِّم فيه رؤيته التاريخية للإخوان المسلمين، إذ بعد تناول حياة المؤسس، حسن البنا، في الجزء الأول عام 2010، يأتي هذا الجزء ليكمِل جانباً تاريخياً جديداً في علاقة الإخوان بثورة يوليو وبجمال عبد الناصر ثم أنور السادات. وهو أمر مثير للانتباه، وسيفتح الكثير من النقاشات السياسية والفنية، خصوصاً في تلك المرحلة في مصر. أما السبب الثاني، فهو فنيّ، ويتمثّل في وقوف المخرج الشاب، شريف البنداري، وراء المسلسل، وهي المرة الأولى له في مسلسل بهذا الحجم، ومع كونه واحداً من أكثر المخرجين الموهوبين في السنوات الأخيرة، والذي سيعرض فيلمه الأول "علي معزة وإبراهيم" ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي، فإن التقاءه مع حامد يحمل الكثير من المغامرة والانتظار. آدم وحواء خلال السنوات الماضية، ارتبطت أغلب الأعمال الكوميدية الكبرى في التلفزيون والسينما بأسماء أحمد مكي والثلاثي "فهمي وماجد وشيكو"، سواء "لا تراجع ولا استسلام" و"الحرب العالمية الثالثة" كأفلام، أو "الكبير" و"الرجل العناب" كمسلسلات، إذ تميَّزت كلها بالطزاجة كشكل وأفكار مختلفة. وبعد انفصال فهمي عن شيكو وهشام ماجد، قرر الأخيران أن تكون خطوتهم الجديدة مع مكي للمرة الأولى، إذ يقومان حالياً بكتابة مسلسل "آدم وحواء" الذي سيجمع ثلاثتهم في بطولته، تحت قيادة المخرج، هشام فتحي، الذي سبق أن تعاون مع مكي من ناحية ومع ماجد وشيكو في برنامج "الفرنجة". وكل المؤشرات تقول إن هذا المسلسل سيكون مفاجأة رمضان الكوميدية عام 2017، وسيحمل قدراً كبيراً من التميز وخلق الكوميديا بأشكال غير متوقعة. دم مريم: ترنيمة إبليس أصبح المؤلّف، محمد أمين راضي، نجماً تلفزيونياً في السنوات الأخيرة من خلال عدّة أعمال ناجحة مثل "نيران صديقة" و"السبع وصايا" و"العهد" وأخيراً "أفراح القبة" الذي شارك في كتابته. لذلك فإن مجرد وجود اسمه على مسلسل جديد هو سبب كاف لإثارة الانتباه. وحين يضاف إلى ذلك وجود المخرج الكبير أسامة فوزي (الذي يعتبر من أهم مخرجي التسعينيات في مصر وصاحب أفلام "جنة الشياطين" و"عفاريت الأسفلت") في عمله التلفزيوني الأول، فإن هذا المسلسل، والذي لم يُكشَف عن تفاصيله وقصته بعد، سيكون تجربة تستحق المشاهدة. وإذا أضفنا للمؤلف والمخرج اسم، روبي، كبطلة في دور قد يكشف عن قدراتها التمثيلية الكبيرة، فإن "دم مريم" بالتأكيد هو من أكثر المسلسلات انتظاراً. كفر دلهاب في رمضان الأخير، ومع عرض مسلسل "القيصر"، طالب جمهور الممثل، يوسف الشريف، أن يعود للعمل مع المؤلف عمرو سمير عاطف لأن ثلاثة من أفضل مسلسلات "الشريف" وأكثرها جماهيرية ("رقم مجهول"، "الصياد"، "لعبة إبليس") كانت من كتابته. وبالفعل، يقرر "الشريف" أن يستمع إلى النصيحة، وكعادته في محاولة تقديم أجواء جديدة ومبهرة بالنسبة لفئة جمهور المراهقين (الذي يمثل شريحة عريضة للغاية من مشاهديه)، فإن المسلسل سيدور في أجواء من الرعب والغموض وفي أجواء قديمة أقرب إلى "ألف ليلة وليلة"، إذ تحدث الحوادث الغريبة والأساطير التاريخية، ويتم استخدام السحر والتعاويذ. ومن المقرر أن يخرج "كفر دلهاب" أحمد نادر جلال في تعاونه الرابع أيضاً مع "الشريف".
