أتدري لماذا سنبكيه يا منصور ما حيينا ؟ لأن مثل جعفر يستحق أن يبكيه الرجال قبل النساء والأطفال قبل الشيوخ كيف لا و قد كنا نرى فيه وطن لنا جميعا كدنا أن نفقده و ننساه . سنبكي جعفر يا صديقي لأن بقدوم جعفر إلى عدن أعاد لها الحياة فأهتزت الأرض و ربت بعد أن كانت ميتة . سنبكي جعفر يا هاذا لأن من يبكون جعفر ليس من خذلوه بل هم أولئك البسطاء الذين أحبوه و هم لا يعرفوه فسكن قلوبهم قبل بيوتهم . سنبكي جعفر لأن جعفر لم يكن بالنسبة لنا مجرد محافظا بل أبا و معلما و ملهما فهو لم يحتاج إلى الكثير من الضجيج ليعرفه الجميع بل أحتاج إلى حبه و عشقه الكبيرين لهذه المدينة و أهلها و إلى القليل من الدعم لينجز في شهرين ما لم تستطيع حكومات أن تنجزه ربما في سنوات . سنبكي جعفر يا بن صالح لأننا كنا نخشى عليه من الغذر و كان هو يعلم أيضا بأن هناك من يتربص به و مع ذلك لم يختبئ و كان شجاعا مقداما ينزل و يعالج المشكلات بنفسه و يجد لها الحلول المناسبة برغم شحة الإمكانيات و لكنه لم يهن أو يخور . سنبكي جعفر لأن جعفر أكبر بكثير من أن يعي من خذله و تركه وحيدا يواجه مصيره دون أن يسانده أو يدعمه ماذا كان يحمل جعفر في جوفه و عقله من حلم لهذه المدينةعدن و للجنوب عامة . سنبكي جعفر لأننا مهما قلنا لن نفي بحق رجل ترك كل ما ورائه من عيش طيب و رغيد ليأتي ليحمل هم مدينة و أي مدينة مدينة خرجت لتوها من أتون حرب ضروس دون أن يبالي بذلك كله لإنه يرى فيها وطنه و حلمه الذي يحلم . بعد ذلك كله أفلا يستحق الشهيد الأب و المعلم القائد جعفر محمد سعد مننا البكاء يا صديقي . فدعنا نبكيه يا صديقي فلا نملك غير البكاء و الدعاء له بعد أن خسرنا رجلا نعده وطنا فكيف لا تبكي الشعوب أوطانها إن هي خسرتها . بقلم/ نزار أنور