كشف تقرير اقتصادي يمني عن قيام ميليشيات الحوثي بإيجاد وإدارة سوق سوداء لبيع المواد الإغاثية الإنسانية، على غرار السوق السوداء التي أنشأتها لبيع المشتقات النفطية وجنت من خلالها مئات الملايين من الدولارات. وأكد التقرير الذي أصدره مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي "المستقل" أن المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية تواجه صعوبات كبيرة أثناء قيامها بتوزيع المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة، ما جعل كثيرا من تلك المساعدات لا تصل إلى المحتاجين الفعليين. وأشار التقرير إلى أنه "بالإضافة إلى المخاطر الأمنية العالية، هناك تحكم من قبل ميليشيا الحوثي بطريقة توزيع تلك المساعدات، وآليات عمل المنظمات الإغاثية والإنسانية في المناطق المتضررة. ووفقا للتقرير، فقد توصل الراصدون الميدانيون إلى أن كثيرا من تلك المساعدات تذهب إلى تجار في السوق السوداء . وتضمن التقرير إفادات لبعض التجار - دون الإفصاح عن أسمائهم - أكدوا فيها أن المساعدات الإنسانية المقدمة كإغاثة للمتضررين والنازحين مثل القمح والأرز وزيت الطبخ والتونة والفرش والبطانيات، تباع عليهم بطريقة ممنهجة وبتنسيق مع بعض القادة الحوثيين الذين يستولون عليها ويفترض أنهم يتولون عملية توزيعها على المحتاجين. ونقل التقرير عن أحد التجار بصنعاء قوله "في بداية الأمر حاولنا تجنب شراء تلك المواد لأنها مسروقة، لكننا تفاجأنا أنها غطت السوق بشكل كبير وبدأ الكثير من التجار التعامل مع من يبيعون مواد الإغاثة مما أحدث ركودا لدينا حيث بات المواطنون يقبلون على شراء المواد الإغاثية نظرا لانخفاض قيمتها ". يشار الى أن الميليشيات الانقلابية لا تزال تحتجز نحو 64 قاطرة محملة بالمساعدات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي كانت في طريقها إلى مديريات شرعب ومقبنة وجبل حبشي وخدير بمحافظة تعز، وترفض السماح لها بالمرور رغم مضي أكثر من 25 يوما على احتجازها في المناطق الخاضعة لسيطرتها جنوب غرب مدينة تعز. وكانت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قد قامت في الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي بالاستيلاء على قافلة إغاثية كانت تستهدف 400 أسرة تعاني من أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة وذلك في مديرية المسراخ بتعز . وفي الثاني من نوفمبر الماضي قامت ميليشيات الحوثي بمحافظة ذمار "جنوبصنعاء" بالاستيلاء على 54 طنا من المواد الإغاثية المقدمة من منظمات دولية بينها منظمة الإغاثة الإسلامية وصندوق الغذاء العالمي. وفي الثامن من نوفمبر، قال المتحدث باسم قوات التحالف العربي اللواء أحمد عسيري، "إن ميليشيات الحوثي تحتجز عشرات السفن المحملة بالمساعدات الإنسانية في ميناءي الحديدة والصليف، بعضها منذ نحو ستة أشهر، بهدف تعريض اليمن إلى خطر المجاعة. وأكد عسيري في تصريحات صحفية أن الميليشيات حاولت مراراً الاعتداء على السفن الإغاثية وهي في عرض البحر، وصادروا بعض الشحنات الإغاثية ووزعوها على منسوبيهم وأقاربهم، وقاموا ببيع الفائض منها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة لتجويع الشعب اليمني.