ثورتان جنوبيتان ضد مستعمران احتلوا الجنوب وأرادوا تحقيق أهدافهم والسيطرة عليه.نظراً لما يمتلكه من موقع استراتيجي هام ممثلة بمضيق باب المندب المائي وأهميته بالنسبة للملاحة الدولية واقتصاد العالم من خلال العملية التجارية التي تمر عبر باب المندب يومياً وأهميته الأمنية والعسكرية والسياسية والذي يمكن أي قوى التحكم من خلال السيطرة عليه وعلى خليج عدن والبحر العربي والبحر الأحمر وتتمكن من بسط نفوذها أقتصادياً وسياسياً وعسكرياً على الشرق الأوسط وماتملكه من ثروات كالنفط الذي يمثل ثلثي الأقتصاد العالمي. فمن يمتلك السيطرة على باب المندب والحدود البحرية الجنوبية يكون قد أحكم واقعياً السيطرة على الشرق الأوسط وتحكم بالتجارة العالمية ناهيك عن المكاسب السياسية والعسكرية.ولكن إرادة الشعب الجنوبي لن تسمح بذلك. فالأستعمار البريطاني لم يتمكن من السيطرة على ثروات الجنوب والتحكم بكل الأمور بفعل ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م وإنتفاضتها المسلحة التي هزت عرش تلك القوة الكبيرة في العالم آنذاك. وأستمرت تلك الثورة حتى رحلت بريطانيا وتم إعلان الأستقلال ال30 من نوفمبر عام 1967م وإعلان قيام الدولة الجنوبية.أما الأستعمار الثاني المتمثل باليمن الشمالي كانت أحلام لم تتحقق هي الأخرى بالرغم من تحالف معهم من قوى أرهابية وبعض الدول كأيران وأطماعها بالسيطرة على باب المندب والجنوب عامة وتوسع نفوذها ومخططاتها تجاه دول الخليج العربي وإحكام السيطرة على الشرق الأوسط والتحكم بالإقتصاد العالمي والأمن القومي العربي والعالمي ولكنها كانت أحلام ووهم بفضل الإرادة الشعبية الجنوبية التي أستمرت بعد تفجير الثورة الجنوبية في عام 2007م التي لاتزال مستمرة وتستمر حتى تحقيق الاهداف كاملة وإعلان الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية. ثم أستمر هذا الأحتلال الذي أتى عام 2015م من خلال التحالف الحوثي العفاشي ومن تحالف معهم لغزو الجنوب مجدداً ولكن المقاومة الجنوبية البطلة كانت لهم بالمرصاد وتصدت لهم فعلى معظم مساحة واسعة من الجنوب عامة واجهتهم ليل ونهار برغم محدودية تسليحها فلقنتهم دروساً لن ينسوها وهزائم للذكرى لهم فرحلوا من الجنوب وتحقق له النصر ولدول التحالف الخليجي العربي فدماء الشهداء والجرحى رسمت على أرض الجنوب وتحالف جنوبي خليجي عربي..وهذا ما أكدته فعالية احتفالية الذكرى ال49 الثلاثين من نوفمبر 2016م وأظهرت للعالم المطلب الحقيقي لأبناء الجنوب المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن...