لا تفسير لتوقف الراتب ومن قبله الكثير من المستحقات والتي كان آخرها الحافز والذي هو جزء لا يتجزأ من الراتب لمواجهة غلاء المعيشة في وضع ما قبل الكارثة ومن ثم مقسطته (الراتب) سوى أن سلطة الأمر الواقع يأست أن تستمر كسلطة وحكم لها حقوق وعليها واجبات وأقل الواجبات استمرار المرتبات مع كافة المستحقات المادية للموظف ومع بلوغها حد اليأس فليس أمامها إلا التحوّل إلى عصابة بالشكل الظاهر وإن كانت هي العصابة مع أول يوم انقلاب على السلطة الشرعية بتلك المعاذير الواهية والتي للأسف أنطلت على الشعب، الشعب الأكثر من تافه وأحقر من حشرة والمتخلف كابر عن كابر وقد بلغ مع التخلف عتيا . نقل البنك لم يأتِ/يكن إلا متأخر وقد توقفت الحوافز ولم تعد سلطة الأمر الواقع تدفع أدنى ما عليها من التزامات والاحتفاظ بالمسمى سلطة تؤدي أدنى واجباتها وإن كانت تأخذ أكثر مما لها من حقوق بالرغم من عدم استجداد أي جديد وكل شيء على ما هو عليه من النواحي الاقتصادية فالإيرادات الداخلة البنك المركزي -صنعاء كانت مستمرة بتدفقها الثابت وبالمقابل لم يعد هناك من التزامات مادية خارجة سوى مرتبات الموظفين من عسكريين ومدنيين وهي تافهة بمقارنتها بما يذهب لطاحونة الحرب وفساد العصابة وتراءات الشخوص. ومن أول يوم لم يكن يخفى أنها عصابة إلا على الذين لهم مصالح من سقوط الدولة أو ذلكم الحمقى والبعع مع كل ناعق والمبترع مع قرعة الطاسة .
غير مؤسف أن وصل الوضع إلى هذا الحد وطبيعي أن يصل إلى ما هو أسوأ فالأفضل بحوامله -وهي اليوم العدم- ليس ذلك فحسب بل ووفرة حوامل وعوامل ما هو أسوأ ولكن لطف الله كبير ولذا قال : "ورب غفور" وربي لطيف لما يشاء . أما إنسان هذه البلدة الطيبة ليس إلا الكفور وإلا لما قال الله: ورب غفور، في سياق الحديث عن مملكة سبأ . وهل تكون المغفرة إلا لمذنب؟ شعب لم يذق طعم الدولة قط كي يتوق لذلكم المذاق، ولا يملك من الخيال أن يتصور جمال الدولة بالشكل أو مذاقات الجوهر. الدولة جنة الدنيا ...