من يريد معرفة الجهة المنفذة لهجوم الأمس الجبان يعمل له جوله داخل صفحة الزميل فتحي بن لزرق ويتقنبر يتفرج على المعلقين رايح وواجي ويقرأ بتمعن نوعية الردود وفحواها وطريقة انشاءها لتظهر أمامه الحقيقة عن ماهية المنفذين الحقيقيين للعملية الإرهابية الجبانة، والجهات التي تقف خلفهم، ومن يحاولون طي صفحة الحادثة على عجل، ومن ينوون الإستفادة من الحدث الأليم لتعزيز مواقعهم سياسيا. استطاع فتحي بن لزرق، كصحفي، لوحده، أؤكد، لوحده، أن يصنع معمل، أو مختبر تحليلي، سياسي، هو الأبرز في اليمن منذ ما بعد العام 2015 تستطيع من خلاله قياس الرأي العام، بشفافية، ومعرفة توجهات كافة القوى السياسية المتصارعة على الساحة اليمنية، جنوبا في الأساس، وشمالا بشكل ثانوي، والخطاب السياسي الذي يتم تبنيه من قبل قيادات تلك القوى، ونظرتها للآخر، وللخطاب الإعلامي والإعلاميين، والإعلام بوصف أدق. القوى المتصارعة على الحكم في اليمن، وبالذات في عدن، تدأب عادة على توجيه بعض أبواقها الإعلامية الرخيصة، وإن كان عبر حسابات زائفة، تخفي وجوه إعلامية وسياسية معروفة، لاختلاق وتوجيه التهم التي غالبا ما يتم إلصاقها بصاحب الصفحة، وبطريقة تبعث على السخرية في معظم الأحيان، كإتهامه مؤخرا بأنه هو من تولى مسئولية القيام بمهام توجيه الإنتحاري، أو الجهة التي تبنت العملية الجبانة، من خلال صفحته، ذلك عندما تحدث عن جموع "الجوعى" الذين وقفوا في صفوف مكشوفة أمام معسكر الصولبان في منطقة العريش التابعة إداريا لمديرية خور مكسر يوم أمس! بحثا عن أرقام قيد، تضمن وجودهم في قوائم الجوعى الرئيسية التي تغطي كل مدن الجنوب دونما استثناء. أحرص دائما على قراءة ما يخطه الزميل "بن لزرق" في صفحته، متفقا ومختلفا معه، دون تعليق، ودون إعجاب، ويفعل ذلك الكثير من الإعلاميين اليمنيين، المعروفين، والمغمورين، من مختلف الأعمار والإنتماءات، جميعهم يحرصون على زيارة مختبر بن لزرق، إن لم يكن طلبا للمساعدة في فهم ما يدور على الساحة الجنوبية، فبالتأكيد لقراءة ما يراه الزميل من وجهة نظره واقعا ملموسا، مفروضا، أو غير وارد إفتراضه وفق نظرته لمجريات الأمور؛ يفعل الزميل "بن لزرق" ذلك بصورة يومية منذ سنوات، في صفحته أولا، ومن خلال صحيفته ثانيا، وبصورة مثيرة للإعجاب، مهما اتفقنا أو إختلفنا معه. يظل الزميل فتحي بن لزرق، مهما حاول ايذاءه المتربصون به، وهي عادة الكتاب الذين يحترمون ذواتهم، قبل احترامهم لقراءهم، أحد أبرز الكتاب والإعلاميين في اليمن، وليس الجنوب فحسب، وهذا ما يزعج الكثيرين، في عدن، بالذات، يزعجهم وجود أقلام تخالفهم النظرة، وليس الرأي فقط، والفرق شاسع بالطبع، بين اختلافنا بالنظر للوقائع، ومحاولة تبنينا رأيا مستقلا مبني على نظرتنا لمجريات الأحداث؛ وبين اختلاق وقائع تصنع حدث لا شأن له بالأحداث، ويخالف كل الوقائع الماثلة على الأرض! في عدن، تعمل بعض الأقلام على توضيح كل ما يجول في الساحة للناس، للبسطاء من الناس، ساعية لرفع مستوى الإعلام (التطبيلي) الجنوبي الهابط، والذي أمسى فريدا من نوعه، فأصبح ماركة تجارية مسجلة بأسم السواد الأعظم من العاملين في المجال، وهو مالا يتناسب اطلاقا مع مكانة هذه المدينة الرائدة التي عرفت المهنية الاعلامية قبل أن تعرفها البلدان التي تستقبل الان صحفيين يمنيين، من عدن، لتمنحهم دورات مكثفة في مجال الإعلام المسئول.. "إعلام مسئول" على طريقتها الخاصة! إعلام موضوعي عرفته عدن قبل حتى أن يعرف "الشرق الأوسط" مدينة الضباب لندن! لا أكتب دفاعا عن الزميل فتحي بن لزرق، هو يعرف كيف يدافع عن نفسه بشكل جيد، ويبلي بلاء حسنا، في كل مرة؛ كتبت عن الأمر الذي يثير مخاوفي، ومخاوف جميع الإعلاميين، المهنيين بالتأكيد، أكتب عن إمكانية السماح للإعلام، والإعلاميين، في عدن، مستقبلا، من امتلاك اقلامهم في جيوبهم، وهو ما لا يحدث مع الجميع عموما، على الأقل منذ الفترة القليلة الماضية، باستثناء بضعة أسماء، لم تسمح لنفسها أن تضع قلمها في المتناول، أو في جيب أحدهم، فأصبحت شاذة، للأسف، ومتهمة، وغير جديرة بالوطنية التي يقيسها البعض وفق ما يتناسب معه، وكيفما شاء وأراد وعمم. آزال مجاهد