حزبا صنعاء (الإصلاح والمؤتمر) ومرتزقتهم من بني جلدتنا حفروا حفرة للجنوبيين (حراك ومقاومة) عندما أقنعوهم أن منصب محافظ عدن ومحافظ لحج ومدير أمن عدن ومدير أمن لحج هي دولة الجنوب ، بل هي الدنيا كلها ، ولايوجد غيرها في وظائف الدولة ذو أهمية....!!! .. ثم دفعوا بهم للصراع على مجلس المقاومة فصوروه لهم أنَّه السلطة الحقيقة وليست السلطة "الشرعية" المعترف بها دولياً ؛ فأصبح معنا ثلاثة مجالس وكل مجلس يشيطن الآخر...!! فتصارع الجنوبيون عليها ، ونتج خلاف جنوبي حاد ، دفعهم لاصطفاف مناطقي غبي وأهوج مزق صفوفهم . . . واسقطوا قياداتهم بأنفسهم ، وكسروا شوكتهم بألسنتهم ، بل فجروا بالخصومة حتى قال جُهَّالهم (الأمن المركزي كان أرحم من الحزام الأمني) وقالوا (قيران أفضل من شلال) وقالوا (وحيد رشيد أفضل لنا من عيدروس) وقالوا (القمش أفضل لنا من حسين عرب) ....... إلى آخره.
يا الله ؛ ما هذا الغباء..؟ وما هذا الفجور بالخصومة..؟
على الجنوبيين أن يدركوا أنهم على وشك هدم مستقبلهم بهزيمة ثورتهم بأيديهم . . . وعليهم إن يتنبهوا أنهم تحت طائل مؤامرة خبيثة أوقعتهم في هذه الحفرة ... والتي رغم عمقها إلَّا أن الخروج منها وإنقاذ الثورة الجنوبية سهل جداً إذا صدقوا واصطفوا وأخلصوا لوطنهم أولاً وليس لمناطقهم..؟؟
والمخرج في رأيي يبدأ بإطلاق حملة واسعة لتولي المناصب والوظائف الحكومية ؛ حملة عبر وسائل التواصل الإجتماعي وكل وسائل الإعلام لترشيح الكفاءات في صفوف المقاومة والحراك ؛ حتى يصبح معنا 20 مرشح لمنصب نائب رئيس جمهورية ؛ و 50 مرشح لمنصب رئيس وزراء ؛ و 100 مرشح لمنصب محافظ ووكلاء محافظات ؛ و 200 مرشح لمنصب وزير ونائب وزير ووكيل وزارة ؛ و 300 مرشح لمنصب سفير ؛ و 5000 مرشح في السلك الديبلوماسي ؛ و 500 مرشح لمنصب قائد لواء ومدير أمن ؛ و 1000 مرشح لأقسام الشرطة ؛ و 1000 مرشح لمناصب قادة كتائب وسرايا...... إلى آخره . . .
فلتكن كل صفحات الإعلام والإذاعات والقنوات الجنوبية وصفحات التواصل الإجتماعي (الفيس والتويتر وغيرهما) مراكز تزكية انتخابية ؛ يعلن فيها الشعب الجنوبي رأيه . . . ليكن الترشيح والتعريف بالكفاءات ديدن الجنوبيين ، حتى يعرف العالم أننا شعب مليء بالكفاءات ولسنا عاجزين ، فيتشكل ضغط من كل الجهات على الرئيس لأنَّه المعني بالتعيينات ، ولن يرفض إرادة الشعب لأنَّه يعلم أن هناك مقاومة هي أنياب الشعب ومخالبه مسلطة على كل من يخالف إرادته .
بهذه الطريقة يتحقق التالي ؛
أولاً ؛ يخرج الجنوبيون من الحفرة ؛ ويصطف كل الشعب ؛ ويعتد كل قائد بالشعب ثم بنفسه فلايميل ولايترنح في مواقفه الوطنية ، ويحترم كل قائد زميله فلايقبل تجاوز الأعلى منه ولا إسقاط الأدنى ، وتعود المقاومة إلى قوتها ..
ثانياً ؛ تقتنع دول التحالف أن هذه إرادة شعب وعليها إحترام الشعب الجنوبي حتى يستمر احترامه لها ولايترك الاصطفاف معها فتهزم أمام المعسكر الفارسي..
ثالثاً ؛ يعطي الرئيس مكانته العالية التي يقررها الشعب وليس حزبا صنعاء ، ويتخلص من الحرج ومن ضغوط الحزبين ؛ فيحسب حسابه ألف مرة قبل أن يقيل قائد مقاوم كفوء من منصبه أو تعيين مؤتمريين وإصلاحيين سبق لهم الفساد والتورط بدماء الشعب "سواء تعيينهم في المناصب العليا والدنيا" ، وحتى الغير فاسدين منهم لن يجرؤ على تعيينهم إلَّا بعد أن يعين قادة مقاومين حقيقيين حتى يرضى الشعب الجنوبي .
ختاماً أقول ؛ لقد نجح الشعب الجنوبي المقاوم في المهمة الأولى (تحرير الجنوب) وتعثر في المهمة الثانية (إدارة الجنوب وحمايته وبناءه وتنميته) عندما ترك المهمة للسلطة الشرعية بوزرائها وجيشها الهارب الخائن وموظفيها وكل منتسبيها ، وعليهم استعادة المبادرة فكما تقول القاعدة الشرعية (مالايتم الواجب إلَّا به فهو واجب) والواجب الملزم اليوم هو حماية الجنوب وإدارته إدارة صحيحة والنهوض به (بناء وتنمية) وهذا الواجب لايتم إلَّا من خلال كراسي السلطة فلاتتركوها للفاسدين فتندمون . والله أعلم