ليس ثمة فعل أسوأ من الجحود، والتنكر لأهل الفضل؛ الساعين لإعادة الوجه المشرق للحياة في هذه المحافظة الجميلة والعريقة (عدن) المؤدين لواجبهم بكل أمانة، وإخلاص، وحرص؛ وكما تقتضيه الأمانة في أداء المهام المنوطة في هذه المرحلة؛ بل وما قبلها في أثناء الحرب التي فرضتها (الحوفاشية)؛ أي مرحلة الحرب وما بعدها بكل تعقيداتها، وظروفها، وبكل إشكالاتها، وأخطارها الكثيرة. من أجل ذلك، وللذين لا يبصرون، أو لا يريدون أن يبصروا ما حولهم، ولاسيما الجوانب المشرقة من جهود العاملين المخلصين في النظافة، الهادفة لإعادة الروح إلى جسد الحياة الجميلة في محافظة عدن؛ نقول ل(هؤلاء): إذن حدقوا ملياً في الأرقام.. لا تذهبوا بعيداً؛ فخلال العام المنصرم على سبيل المثال لا الحصر تم رفع ما مقداره أكثر من 216 ألف طن من القمامة التي يتم جمعها يومياً من المحافظة؛ فضلا عن فتح الشوارع، ورفع ركامات الحرب؛ والتي قدرت بأكثر من 300 ألف متر مكعب من مخلفات الهدم، والقصف، والأعمال الإجرامية للانقلابيين الحوثعفاشيين.. قارنوا هذا الواقع إن أردتم بالجبال الشامخة من القمامة في الأوضاع الاعتيادية التي شهدتها عدن منذ نهاية الثمانينات من القرن العشرين المنصرم، واستمراراً حتى منتصف التسعينات.. يوم تحولت عدن بفعل فاعل إلى مقلب قمامة .. هل تذكرون؟!! وحتى نكون واضحين؛ وصادقين في الوقت نفسه؛ فلا بد من الإشارة إلى دور، وأهمية الجهود الكبيرة في هذا الصدد ؛ التي بذلها اللواء عيدروس قاسم الزبيدي محافظ العاصمة المؤقتة (عدن) منذ مباشرته تحديداً العمل كمحافظ للمحافظة، وذلك في تأمين الجانب الأمني؛ الذي ساعد كثيراً صندوق النظافة وتحسين المدينة/ عدن؛ مثلما ساعد كذلك الجهات، والمصالح الحكومية، والمكاتب التنفيذية الأخرى في المحافظة في إعادة، وتفعيل نشاطها على مختلف الصعد.. ليس ذلك فحسب؛ بل إن الأخ المحافظ قد قام في هذا الإطار بالتوجيه بإعادة تحصيل رسوم النظافة في ميناء الحاويات، وميناء المعلى؛ بعد توقف هذا العمل لفترة طويلة خلال فترة الحرب، وما بعدها؛ عقب توجيهاته بإخراج المجموعات المسلحة؛ التي كانت تسيطر على الميناءين، وهو ما كان له بالغ الأثر في تعزيز موارد الصندوق، والتهيئة لمجابهة صرفيات النظافة والتحسين، والانطلاق بالتالي صوب العمل مع قيادة الصندوق ممثلة بالأخ المهندس قائد راشد أنعم المدير العام التنفيذي، ونائبه للشؤون المالية والإدارية نبيل غانم أحمد للإسهام في صيانة الحدائق والألعاب، ومنها حديقة فيكتوريا بالتواهي, والنغم بالمعلى، وحديقة الطويلة في صيرة، وحديقة السكنية، وحديقة بلوك65 في المنصورة, وحديقة السي كلاس في البريقة , إضافة إلى حديقة مدينه الشعب، وحديقة عبد العزيز بالمنصورة؛ اللتين مازالتا قيد الإنشاء. إن هذا الإنبعاث المشرِّف لعمل صندوق النظافة والتحسين بعدن؛ إثر الحرب الطاحنة للانقلابيين، وبعد أن تم سرقة عدد كبير من آليات الخدمة ؛ أو تخريبها وتدميرها لم يكن بالإمكان حصوله لولا تضافر الجهود بين قيادة المحافظة، والصندوق، حيث قام الأخ المحافظ بالسعي لتعزيز أسطول الصندوق بآليات جديدة، تمكن قيادة الصندوق من النهوض بواجباتها المختلفة، وذلك من خلال متابعة الهلال الأحمر الإماراتي، وتعزيز الصندوق من خلاله باثنتي عشرة فرامة صغيرة حمولة 3 أطنان، وأربعة قلابات كبيرة (مرسيدس) و1500برميل بلاستيك و100حاوية قمامة ، والترتيب مع المنظمات الأخرى لمنح الصندوق 100برميل حديدي. وهكذا؛ فإن هذا العمل البناء، المتضافر لقيادتي المحافظة والصندوق؛ الذي يبدو أن البعض ما زال غير قادر على رؤيته، وربما استيعاب أهميته في ظل هذه الظروف، أو ربما لا يريد أن يراه لسبب في نفسه.. هذا العمل غدا اليوم خيراً، وافراً، متدفقاً.. يمثل بحق إنجازات تتعزز يوماً عن يوم، ومن ذلك: تشغيل مقالب القمامة في بئر النعامة، إضافة إلى تنظيم حملات النظافة، وإشراك منظمات المجتمع المدني في أعمال النظافة والتحسين، واستعادة ورشتي خورمكسر و المنصورة, واستعادة مكاتب النظافة في صيرة والتواهي, فضلاً عن طلاء الشوارع الرئيسية في التواهي، وصيرة، والشيخ عثمان، والبريقة، والمعلى، وتركيب شرائح على آليات النظافة ، وهو ما أدى إلى الحد كثيراً من أعمال السرقات. بقي أن نتساءل بعد هذا : ترى؛ متى يبصر البعض هذه الجهود ؟ ومتى يخرجون من دائرة الجحود وظلمات العمى؟!! .