الأمن في عدن يتحسن ولكن يجب المزيد من اليقظة والحذر استضافت قناة العربية مساء أمس الأحد الموافق 18ديسمبر2016م الكاتب والباحث الكاديمي د.علي صالح الخلاقي للحديث عن الحادثة الإرهابية في معسكر الصولبان، وكان السؤال الأول الذي وجهه المذيع:
بداية هذا الهجوم ليس الأول من نوعه مستنسخ عن هجوم سابق في العاشر من هذا الشهر، برأيك أين يكمن الخلل؟
أجاب د.الخلاقي: في البدء نترحم على أرواح الشهداء وندعو بالشفاء للجرحى، وفعلا الحادثة أليمة، ليست الأولى من نوعها ونتمنى أن تكون الأخيرة، إذ شهدنا قبل أسبوع تقريباً حادثة مماثلة وبنفس السيناريو والإخراج والتنفيذ ، وهذا يظهر أن هناك خللاً ما في مراقبة وحماية وتأمين المعسكرات التي ينبغي أن تكون محصنةً وفي مأمن عن مثل هذه الاختراقات . ولا شك أن السؤال الهام هو من يتحمل هذه المسئولية؟ّ خاصة وأن هذه الجريمة ليست الأولى وليست الثانية إذ سبقتها عدة حوادث قرابة خمسة خلال هذا العام بدءاً من معسكر رأس عباس ثم معسكر بدر وبجانب منزل الصبيحي ثم الحادثين الأخيرتين، وهذا يبين أن تعدد الجهات والأطراف في المؤسسة العسكرية والأمنية وكلاً يلقي باللائمة على الجهة الأخرى يضعنا أمام مهمة توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية في قيادة واحدة وتحت إشراف واحد وغرفة عمليات تنسيقية مشتركة لتوحيد الجهود ومواجهة مثل هذه العمليات الإرهابية وتجفيف منابع الخلايا التي زرعها المخلوع على مدى عقدين من الزمن . لكن إذا ما تعاملنا مع الواقع الموجود..عندما يؤكد مسئول عسكري أنه تم اتخاذ كافة الاجراءات لتأمين المنطقة ويحدث هذا الخرق، هل هذه تبريرات كافية أم أنها مصدر إدانة أيضاً؟
مثل هذه الحوادث في تقديري أنها مرشحة للحدوث لأنها حوادث يقوم بها أفراد يمكن لهم أن يندسوا بطريقة أو بأخرى واستغلال أية تجمعات مثل هذه التجمعات العشوائية التي تكون على أطراف المعسكرات. ومع ذلك فالأمن في عدن بدأ يتحسن وهناك فارق كبير بينما كان عليه الأمن والإنفلات الأمني قبل عام ولا ننكر الجهود المبذولة في هذا المضمار، ولكن هذا لا يلغي المسئولية على الجهات المعنية في المزيد من اليقظة والحذر وإعداد الأجهزة الاستخباراتية التي سيكون من اختصاصها مثل هذه الإجراءات وكذلك التنسيق بين تلك الجهات المتعددة التي تفتقر لمثل هذا التنسيق ويشكل مثل هذا خرقا لمثل هذه الأحداث، ثم أن مسألة الحصول على الراتب الشهري للعسكريين ينبغي أن يكون في معسكرات خارج العاصمة ومؤمنة أكثر، لأن وجود هذه التجمعات في مناطق سكنية يتيح مثل هذه الاختراقات وهذا يحدث حتى في أكثر الدول تطورا.
برأيك هل وجود متآمرين لتسهيل مثل هذه العمليات احتمال وارد؟ عدن موبوءة بخلايا إرهابية ، وأستطيع أن اقول أيضاً أن هناك حتى من يرتدي لباس الشرعية وربما الجيش الوطني وهو ما زال مرتبطاً بأجندة المخلوع وربما الحوثيين، لأنهم عملوا على مدى سنوات طويلة لكسب مثل الخلايا ، ولذلك ينبغي أن تأخذ هذه المسألة اهتماماً كبيراً ، ويجب الاهتمام بأمن عدن قبل أي شيء آخر، وهذا ما أكدنا عليه منذ اللحظات الأولى للانتصار على الغزاة الحوثيين وقوات المخلوع وطردهم من عدن التي تدفع الآن ثمن انتصارها ، ولهذا فأن على السلطة الشرعية والسلطة المحلية وبدعم من التحالف تأمين عدن لتكون عاصمة سياسية تعطي نموذجاً في الأمن وفي الإعماروإعادة الحياة الطبيعية في كل المؤسسات حتى يُقتدى بها، وهذا ما لا يسر الانقلابيين ويعملون على عرقلته ويبجب أن لا نعطي لهم فرصة في هذا المجال.