يقال ان المخالطة ممالطة بمعنى أدق أن تقاسم أي شيء أو الشراكة في مشروع معين في الغالب لا يحدث طفرة ولا تطور في المشروع ويحدث فشلا وحينما يأتي الفشل في المشروع الحتمي فأن كل طرف يرمي اتهامات الفشل إلى الطرف الآخر بإعتباره سببا في هذا الفشل الذريع . إذن المخالطة أثبتت فعلا انها ممالطة ولا يمكن أن تحقق شيء والدليل مانراه اليوم في الجنوب وتحديدا في عدن من اختراقات أمنية وحدوث إنفجارات إرهابية أودت بحياة العشرات من الشباب المجندين بسبب المخالطة بين قادة الجنوب الذين هم اصلا من الحراك والمطالبين بإستقلال الجنوب وهدفهم حماية عدن واخراجها من مستنقع الارهاب وقيادات الشرعية التي لاتتوافق مطالبها مع الطرف الآخر فيحدث الشرخ ويسهل الأعداء اختراق الصف لينفذ عمليات إرهابية وأعمال مخلة بالأمن نتيجة الانقسام الموجود والحاصل بين طرفي الشراكة .
على التحالف العربي الذي يعتبر شريكا خارجيا في إصلاح الأمور تفادي المخالطة التي تسبب المماطلة بين المتخالطين وحتى لايحمل طرف الأخر بما يحصل وعليه ان يرمي الأوراق لطرف واحد لاغير ليدير الأمور إما للشرعية ممثلة بالرئيس هادي وتسليمها لقيادات شرعية نزيهة لاتحمل أي حقد تجاه الجنوب وشعبه لتكون هي من تدير شئون المحافظات المحررة وتحديدا عدن بعيدا عن اي نوع من أنواع الاستفزاز للناس حتى وإن كانت سياستها لاتتوافق مع مطالب الجنوبيين وعليها تحمل المسئولية الكاملة عن خروقات أمنية أو أعمال إرهابية أو نوع من هذا القبيل وتوفير كل الخدمات للناس وإنهاء المعاناة أو تسليم عدن بشكل كامل للحراك الجنوبي ليكون هو المسئول عن في حال حدوث أي شيء ، أما مسألة المخالطة فهذا قد يسبب كوارث وتستمر الخروقات الأمنية حتى وإن كانت القيادات الجنوبية التي تسلمت شئون المحافظات المحررة قد حققت نجاحات في الجانب الأمني .
القيادة الجنوبية التي قررت خوض هذا التحدي العسير تدرك مدى صعوبة هذه المعركة وتعلم ربما ان المخالطة قد تسبب ممالطة وقد تواجه صعوبة في ذلك لكنها أصرت على البقاء وخوض التحدي والحفاظ على النصر الذي تحقق وبالتالي عدم ضياع الفرصة من أجل عدن وحتى لا تسقط بيد الإرهاب أو تعود إلى احضان صنعاء مجددا .