لقد نشرت صحيفة عدن الغد في عددها يوم الأحد 1-1-2017م إعلان لمواطن اسمه رياض سلام محمد الذي حضر الى مقر الصحيفة معلنا عزمه على الإضراب عن الطعام حتى الموت اذا لم يصرف مرتبه الذي لم يستلمه منذ ثلاثة أشهر والذي يعتبر مصدر قوته وأسرته المكونة من ستة إفراد. لقد سبق وكتبت ثلاثة مقالات في صحيفة عدن الغد عن توقف صرف الرواتب ومعانات الموظفين والمتقاعدين من عدم انتظام استلام مرتباتهم وكنت اعتقد أنها كافية إلى جانب ما كتب من آخرين فإذا كان هناك من يقرأ من أصحاب القرار ويحمل أحاسيس ومشاعر إنسانية وضمير حي وقبل هذا كله خوف من رب العالمين ، فسوف يسعى بتسهيل عملية استلام المرتبات والمعاشات بيسر وفي حينها وسيعطي الأولوية لتوفير السيولة النقدية بأي شكل من الإشكال فهناك دول التحالف يمكن التعويل على الدول الغنية منها في تقديم الدعم لمنع كارثة المجاعة بين المواطنين ، ولكن نداء هذا المواطن والذي استهل به العام الجديد 2017م وفي أول أيامه جاء نداءه الحزين والمؤسف وسببه ودافعه هو استمرار السلطة في المماطلة والتسويف وتأخير دفع المرتبات وهو ما دفعني للكتابة مرة أخرى حول نفس الموضوع وأقول بصراحة التالي ً:
سلطة تحارب مواطنيها بقوتهم فهي سلطة لا تحمل الأمانة بل متسلطة ومجبرة على هذا الشعب سلطة توقف وتماطل في إعطاء مواطنيها حقوقهم فهي سلطة ظلم وجور سلطة لا تسمع صراخ مواطنيها ومطالبتهم بالحق وبمطلب شرعي فتهملة ولا تضع حلول سريعة وعاجلة فهي سلطة غير شرعية . سلطة تخذل شعبها و تهينه وتجرعه المر والحرمان والعوز فهي سلطة متعسفة .
سلطة جعلت مرتبات موظفيها ومتقاعديها هبة يبحثون عنها هنا وهناك وكانها سراب انها سلطة كيد ومكر .
سلطة تقمصت دور المحسن في صرف المرتبات واعتقدت انها تمنح حسنة او صدقة لمتسولين وتناست ان ذلك حق قانوني واجب عليها دفعه فانها هي السلطة المتسولة .
ماذا تنتظر السلطة من شعب يحتضر من الجوع والفاقة والإذلال أتريد إن يخرج من بينه مثل البو عزيزي يحرق نفسه في الشارع ليهب الشعب ويهيج ضدها .
الشعب اختار طريق تحرير أرضه وتحقيق النصر ليس لمجرد الحماية فقط بل من اجل حفظ كرامته ورفعته وشموخه . الشعب لم يختار تحرره وعتقه من عدو ليجد امامه عدو آخر خرج من معطفه ليحاربه بأدوات أخرى أصعب وأقسى على نفسه مما حاربه بها عدوه المحتل .
الشعب خرج للدفاع عن أرضه والموت في سبيل الله فلماذا تدفعه السلطة للانتحار وإغضاب خالقه؟ .
لا تقتل نفسك يا رياض جوعا ولا تضرب عن الطعام حتى الموت لكي لا تخسر حياتك وتغضب ربك من اجل سلطة فقدت الضمير والشعور والعواطف الإنسانية والرحمة الذي دعى إليها ديننا الإسلامي الحنيف وإنما اصبر واستعن بالله وسيأتي الفرج قريبا من عند الواحد الأحد بإذنه تعالى .