بقلم : بشير الغلابي بكل فخر واعتزاز وشموخ الأبطال الميامين كان القائد الجسور الوالد عمر سعيد الصبيحي القدوة والمربي للشباب وأنا أحدهم من تعلم على يده معنى التضحية وحب الوطن والذود على قضاياه الوطنية منذ وضع اللبنات الأولى لمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي بعام 2006م ثم تفجير الثورة السلمية الجنوبية عام 2007م الذي كان هذا القائد المغوار أحد صناعهما وقادتها الصناديد الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلم يغره الترغيب من قبل نظام صنعاء آنذاك وامواله ومناصبه ولم يرهبه التهديد والوعيد ولا الزنازين والمعتقلات والتعذيب ..
الشهيد المجاهد العميد الركن عمر سعيد الصبيحي الذي كان يعتبرني أحد أبناءه، عرفته عن قرب وجمعتني به ساحات النضال والتضحية وجبهات القتال والفداء فكان قائدا صلبا حكيما ومدرسة نضالية وعنوانا للتضحية والعطاء والوفاء، منه تعلمنا معنى حب الوطن والتضحية في سبيله منه تعلمنا الثبات على المبادئ، منه تعلمنا الصمود ومواجهة الرصاص بصدورا عارية رحمة الله عليه وعلى أما أنجبته، فقد أنجبت اسدا همام لا مكان بقاموسه للخوف أو التردد أو التراجع إلى الوراء، قائد لا يساوم على المبادئ ولا يرضى الظلم أو الباطل ..
أبا وضاح رحمة الله عليه حيا وميتا، لقد عاش شامخا بشموخ شمسان ومات بخط النار موت الأبطال شهيدا مقبلا غير مدبر، هذا القائد البطل الذي سيخدله التاريخ بانصع صفحاته واحدا من الأبطال القلائل الذين أنجبتهم أرض الجنوب، فمنذ انطلاق الثورة الجنوبية الذي كان أحد أبرز قادتها تعرض للكثير من المضايقات التي لا يتحملها الا الرجال الصادقين حيث تعرض للاعتقال أكثر من مرة وتعرض للتعذيب والمضايقات الكثيرة من قبل نظام الطاغية عفاش حتى راتبه تم قطعه وذلك بعد أن وصلوا إلى طريق مسدود معه بالترغيب لأن هذا البطل لم يتزحزح قيد أنملة عن قضية ومطلب شعبه المشروع ..
وحينما شنت مليشيات الغزو والعدوان الحوثية العفاشية الانقلابية حربها على عدن والجنوب بمارس 2015م، كان الشهيد القائد من أوائل الأبطال الذين لبوا نداء الواجب دفاعا عن الدين والأرض والوطن فعملنا معا بداية الحرب حيث شغل رئيس المجلس العسكري بمدينة البريقة قلعة الصمود والمدد وبوابة التحرير من دنس المليشيات والانتصار العظيم عليها، فجرح وقدم ووجه وضحى وكان القائد الصلب الحكيم الذي له دورا بارزا في التصدي والإعداد والتدريب والتحرير والتطهير ..
وبعد تحرير العاصمة عدن والمحافظات المجاورة الذي كان أحد قادة تلك الملحة، رغم كبر سنه لم يعتكف البيت بل واصل مشواره المليء بالعطاء والإقدام والخبرة العسكرية والقيادة الحكمية وبناء اللواء الثالث حزم الذي كان قائده حيث تم تجهيز القوة بمعسكر رأس عباس لينطلق إلى جبهات القتال بباب المندب وحماية جزيرة ميون، وقبل شهر تقريبا التقيت بالوالد العزيز الذي يحضى بمكانة رفيعة لدى الجميع لاسيما الشباب فقلت له : ياعم عمر انتبه على نفسك مش ناقصين خسارة قيادتنا فوق الذين خسرناهم فرد مبتسما : نحنا مشاريع شهادة ياابني خلاص زمننا راح نحن سنكمل ما بدأناه وأنتم استلموا الراية ..
اه من السابع من يناير 2017م لقد كان يوما فاجعا لكل جنوبي وترجل القائد المغوار أبا وضاح فكان نبأ استشهاده كالزلزلة فخسارة قائد بحجم وطن موجع ولكن مع ذلك نقول هنيئا لك الشهادة ياعمر سعيد فقد كنت تواقا لها ونلتها بشرف واعتزاز بخط النار وظل جثمانك بساحة المعركة محاصرا لتلك المليشيات التي كبدهم الخسائر، فعظيم عزائنا والمواساة للأخ وضاح عمر سعيد الصبيحي وإخوانه ولكافة أسرته المناضلة الكريمة والصبيحة والجنوب كافة برحيل شهيدنا البطل، نسأل الله ان يتقبله بواسع الرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح الجنان، ويلهم أهله وذويه وانفسنا الصبر والسلوان، وعهدا لشهيدنا أنا على ما علمتنا محافظون وعلى دربك ماضون فنم قرير العين مع الشهداء والصديقين في عليين، رحمة الله عليك وعلى كل شهدائنا الأخيار ..