تشتد المعارك في مناطق مختلفة من اليمن، وما إن تعلن القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي استعادتها السيطرة على منطقة ما، حتى ينفي الحوثيون ذلك، مؤكدين تقدمهم في جبهات عديدة. وعلى الرغم من اشتداد المعارك في اليمن، فإنها لا تعني تمكن طرف من الانتصار على آخر، ولكنها تضع العقبات أمام الحل السياسي. فمع إعلان القوات الموالية لهادي السيطرة على منطقة باب المندب والتقدم نحو ميناء المخا، نفى الحوثيون ذلك. في حين تدور مواجهات عنيفة في مديرية نهم شرق صنعاء ومديرية عسيلان غرب محافظة شبوة وفي أطراف محافظتي مأرب والجوف من دون أن يحقق أي طرف انتصارا حاسما يمكنه من فرض شروطه وإنهاء القتال، ولكنها تفتح الباب أمام حرب طويلة الأمد وتسد الأفق أمام جهود تحقيق تسوية قريبة. وما بين الحديث عن انتصار هنا واستعادة موقع هناك، أكد الناطق الرسمي باسم القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا العميد عبده مجلي سيطرة هذه القوات بشكل كامل على معسكر العمري في مديرية ذباب، وأنها تتقدم بثبات نحو ميناء المخاء، الذي بات على مسافة 37 كيلومتراً، وتفصلهم عنه منطقتا الجديدة والكدحة. وخلافا لذلك، ذكر مصدر عسكري في جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) أنهم تصدوا لمحاولة زحف من عدة اتجاهات لقوات هادي باتجاه ذباب، وألحقوا بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأوضح المصدر أن المحاولة استمرت نهارا كامل من دون انتصار بمشاركة الطيران الحربي السعودي ومروحيات الأباتشي، والذي شن عشرات الغارات وساندته البوارج البحرية للتحالف. المصدر ذكر أيضا أن الحوثيين صدوا هجوما آخر لقوات هادي باتجاه مناطق تلة النوبة والدار الشرقي والعويد والحصن في مديرية مقبنة، وقتلوا وجرحوا العشرات. وعلى صعيد متصل، استأنف المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تحركاته من أجل عقد جولة من مباحثات السلام، والتقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني. ووفق مصادر رسمية، ناقش الزياني مع ولد الشيخ أحمد آخر تطورات الأوضاع والجهود، التي يبذلها المبعوث الأممي لاستكمال مشاورات السلام ودفع العملية السياسية فيها وفق المبادرة الخليجية، ومناقشة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216. بدوره قال مندوب اليمن في الأممالمتحدة خالد اليماني إن استبعاد ملف اليمن من أجندة مجلس الأمن الدولي خلال النصف الثاني من الشهر الجاري يأتي لمنح فرصة لجهود المبعوث الأممي، الذي يقوم بجولات حاليا في المنطقة لجمع الحكومة وخصومها في الأردن. وحدد اليماني مهمة ولد الشيخ أحمد ب " تفعيل عمل لجنة التهدئة والمتابعة وتدريب وتفعيل فرقها المحلية وانتظام عملها، باعتبار ألا جدوى من إعلانات وقف إطلاق النار إذا لم يمكن التحقق من الالتزام بالتهدئة في مناطق المواجهات كافة. إنسانيا، قالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" إن الاتحاد الأوروبي رصد مبلغ 12 مليون يورو لدعم جهود المنظمة من أجل معالجة مشكلة الجوع في اليمن. المنظمة الأممية أوضحت في بيان صدر عنها أنه في ظل معاناة 14 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، فإن ذلك التمويل سيستخدم لتفادي تصاعد الأزمة، وتقديم الدعم الزراعي الفوري إلى أكثر من 150 ألف شخص لمساعدتهم على تحسين إنتاج الغذاء. وذكر صلاح حاج حسن، ممثل منظمة الفاو في اليمن، أن البلاد تمر بإحدى "أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم"، وأن المساعدة المقدمة من الاتحاد الأوروبي ستعزز قدرة المنظمة على جمع البيانات المهمة حول الأمن الغذائي، لتتمكن من اتخاذ إجراءات سريعة لتفادي تدهور الوضع.