سقط عشرات القتلى والجرحى بمعارك عنيفة بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة اخرى، غداة استئناف جولة ثانية من محادثات السلام اليمنية التي ترعاها الاممالمتحدة في الكويت. واعلن الحوثيون عن مقتل واصابة العشرات من حلفاء الحكومة استهداف معسكر لقوات التحالف في مديرية المضاربة الممتدة الى مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الاحمر بصاروخ باليستي، غير ان متحدثا حكوميا نفي تلك الانباء قائلا ان "الصاروخ، وهو من نوع توشكا سقط في منطقة خالية، دون وقوع خسائر". الى ذلك قال اعلام الرئيس السابق، ان 10 مدنيين من أسرة واحدة قتلوا بغارة جوية استهدفت سيارتهم في الطريق العام الرابط بين العاصمة صنعاء ومديرية نهم، حيث تصاعدت حدة المعارك على نحو لافت بين الطرفين خلال الاسابيع الاخيرة. وشنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في محافظاتمأرب والجوف وحجة وتعز ومحيط العاصمة اليمنيةصنعاء. وافاد حلفاء الحكومة بمقتل 18 مسلحا حوثيا وإصابة 23اخرين بمعارك واستهداف الطيران الحربي تعزيزات للجماعة كانت في طريقها الى جبل كهبوب القريب من مضيق باب المندب. يأتي هذا التصعيد في وقت عادت فيه الاطراف المتحاربة الى جولة ثانية من محادثات السلام اليمنية في الكويت بالتركيز على تثبيت وقف الاعمال القتالية وتفعيل لجان التهدئة وتشكيل لجان عسكرية للاشراف على الانسحاب وتسليم السلاح وفتح الممرات الانسانية. وقال المبعوث الأممي إلى اليمن ان هذه الجولة التي ستمتد لأسبوعين، قد تكون الفرصة الأخيرة لكسب ثقة اليمنيين. وخاطب وفدي الحكومة والحوثيين وحلفائهم قائلا " لقد حان وقت القرارات الحاسمة التي ستبرهن للشارع اليمني عن صدق نواياكم ومسؤولياتكم الوطنية". اضاف:" سنجتمع في الكويت لأسبوعين اضافيين سوف نركز خلالهما على تثبيت وقف الأعمال القتالية الكامل والشامل وتفعيل لجنة التهدئة والتنسيق واللجان المحلية بالاضافة الى تشكيل اللجان العسكرية التي تشرف على الانسحاب وتسليم السلاح من المنطقة "أ " وفتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات الانسانية. واكد انه " في نفس الوقت، سوف تواصل لجنة السجناء والأسرى والمعتقلين عملها". كما جدد تشديد المجتمع الدولي على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين في أسرع وقت ممكن. اضاف: الأولوية الآن لتثبيت وقف الأعمال القتالية وتحسين الوضع الانساني والاتفاق على الترتيبات الأمنية لنتمكن من التطرق الى كافة المواضيع الأخرى. وتابع " ان الأممالمتحدة وضعت تحت تصرفكم كل خبراتها السياسية والادارية ودولة الكويت جندت مشكورة فريقا كاملا للدعم اللوجستي والأمني والسياسي. ولكن ذلك كله لا يكفي ان لم تبذلوا كل الجهود الضرورية لضمان الأمن والاستقرار في اليمن. الى ذلك قال وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي المفاوض عبدالملك المخلافي، ان الجولة الثانية من محادثات السلام اليمنية في الكويت التي بدأت مساء امس السبت، ستكون هي مشاورات "الفرصة الأخيرة" لمناقشة تنفيذ المرجعيات والاتفاقات التي ترعاها الأممالمتحدة والدول الراعية للعملية الانتقالية في اليمن. ودعا الوزير اليمني، الى الالتزام بالسقف الزمني للمشاورات والمحددة باسبوعين. اضاف: " نأمل ان لا نضيعها في نقاشات خارج اطار جدول الاعمال". من جانبه اعلن كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام، تمسك جماعته وحلفائها ب"حل سياسي وأمني واقتصادي وإنساني شامل"لانهاء الصراع الدامي مع حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية منذ مارس العام الماضي. وطالب عبدالسلام في الجلسة الافتتاحية لجولة المشاورات الثانية في الكويت، بتشكيل مجلس رئاسي، وحكومة وحدة وطنيه تمهيدا لاستئناف الحوار السياسي من النقطة التي توقف عندها قبل التدخل العسكري بقيادة السعودية. رئيس وفد الحوثيين قال ان الاجراء والترتيبات الامنية والعسكرية المتعلقة بالانسحاب من المدن وتسليم الاسلحة للدولة، يجب ان تتم "في ظل السلطة التنفيذية التوافقية الجديدة، على ان تشمل جميع الأطراف و المناطق" في اشارة الى مطلب الحوثيين وحلفائهم بادخال المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة ضمن الترتيبات الامنية المؤقتة. الحوثيون طالبوا ايضا في الجلسة التي راسها مساء المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد، ب" خروج القوات الأجنبية "، ودفع التعويضات وإعادة إعمار ماخلفته الحرب، فضلا عن الغاء العقوبات الدولية تحت الفصل السابع ضد الرئيس السابق ونجله وزعيم الحوثيين ومعاونيه . وكانت الجولة الاولى من مشاورات الكويت التي استمرت اكثر من 70 يوما انتهت باعلان المبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد مقترح خارطة طريق تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيون، وهو ما ترفضه حكومة الرئيس هادي التي تتمسك بعدم الخوض في اي ترتيبات سياسيه قبل الانسحاب الكامل للمليشيات وتسليم السلاح واستعادة الحكومة الشرعية لمؤسسات وأجهزة الدولة. وكانت الحكومة اليمنية لوحت بمقاطعة الجولة الثانية من مفاوضات الكويت في حال تبني الاممالمتحدة خطة ولد الشيخ احمد، قبل ان يعلن وزير الخارجية عبد الملك المخلافي السبت عودة الوفد الحكومي الى المفاوضات بعد تلقيه ضمانات بالتزام الحوثيين بمرجعيات الحوار في مشاورات لا تتجاوز مدتها الاسبوعين. لكن مصادر خاصة بمونت كارلو الدولية، قالت ان المشاركة الحكومية جاءت بموجب ضغوط اممية مدعومة من مجلس الامن الدولي.