سيضل تاريخ (13يناير1986م) يوماً اسوداً ومأساوي في تاريخ ابناء الجنوب وذلك لما لهذا التاريخ المشؤوم من جرم وجرح في قلوب كل الجنوبيين والذي راح ضحيته كوكبه من ابرز ابناء الجنوب الابطال، وهذا التاريخ الاسود ترك جرح كبير وخلف الحقد والكراهية بين ابناء الوطن الواحد واكتوى بناره عامة الناس ممن فقدوا اعز ابنائهم واخوانهم وفلذات اكبادهم في هذا اليوم الاسود الذي يفترض ان نتناساه من قاموس حياتنا اليومية ولا يستحق الذكر او نتذكّره، لأنه بالأصح يغلب مواجعنا وآلامنا ونحن نتذكر اعز الناس ممن فقدناهم في هذا اليوم الاسود، وكذلك نتذكر ذلك الزمن الجميل والمرحلة الاجمل الذي عشناها في رفاهيه وحياة امنه ومستقرة لا تعوض مقارنة بوضعنا اليوم التعيس. صحيح انه مر وقت طويل وعقود من الزمن على هذه المأساة التي اكلت الاخضر واليابس وعصفت بكل شيء جميل ورائع في البلد حينها مما ترك لنا جرح كبير من الصعب علاجه ونسيانه الا من خلال التعايش والتلاحم والتسامح في حياتنا اليومية والذي يعززه وجود العدل والمساواة بين ابناء الوطن وعدم سلوك المسلك القبلي والمناطقي الذي يزيد من معاناتنا ويخلق اجوا مشحونة بالحقد والكراهية بين ابناء الوطن الذي يحتاج الى التلاحم والتراحم والاحترام المتبادل لصنع المستقبل المشرق لأولادنا واحفادنا وللأجيال القادمة. ان حكاية التصالح والتسامح التي يتغنى بها اليوم الكثير ويرددها كشعارات فقط بدون افعال ، انما هي نغمة مشروخة عفا عليها الزمن لان الكل تصالح وتسامح بروح الاخوة والوطنية ولم تعد تلك الدعوات التي يروج لها البعض اليوم في هذا التاريخ الاسود ماهي الا شعارات زائفة وغير نافعة لا تفيد بشي لان الكل تصالح وتسامح ولا وجود للخلافات والقطيعة فالكل من ابناء الوطن تربطهم علاقة حب واحترام ووئام وسلام ويسود حياتهم كل معاني الحب والمودة . وما نتمناه من دعاة التصالح والتسامح ان يتناسوا هذا اليوم الاسود من قاموس حياتهم اليومية ولا يستحق الذكر والتذكير بهذا التاريخ الاسود والمشؤوم في حياة كل ابناء الجنوب الاحرار الذي يتوجعوا بذكر هذا التاريخ المرير الذي كان منعطف خطير ويوم اسود في حياتهم الذي ترك جرح والم كبير وجحيم اثر على نفسياتهم وانعكس سلباً على حياتهم العامة ولايزال الكل يعانوا منه كثيراً لانه سبب في ماسيهم ونكباتهم التي يعيشونها اليوم، لذا نقول انسوا هذا اليوم الاسود لاننا تصالحنا وتسامحنا وعرفنا مصالحنا وبتذكيركم وترويجكم لهذا التاريخ المشؤوم انما تذكرون به الاجيال القادمة لخلق مزيد من الحقد والكراهية بين ابناء الوطن التي تربطهم علاقة حب وتسامح وتصالح واحترام وعلاقة حب الوطن والوفاء والاخلاص له.