ما أن تأخذ صحيفتك صباحاً بغية الترويح عن نفسك وازاحة كرباتك المزدحمة تشعر ان الحقيقة غير مكتملة والوطن قضية مبتوره بتصريحات الساسة واقلام الصحفيين ووحده الضيق مكتمل الاركان يلقي بأثقاله على صدرك فالسياسة تحاكي كل شيء ولو كان أمراً لا علاقة لها به . كل الاحوال مسيسه وكل الازمات الحاصلة في البلاد والمتضرر منها العباد هي بسبب السياسة أيضاً .. فإذا ما تأملنا الواقع فإننا سنجد أنفسنا وجهاً لوجه مع عدو الحضارات ومدمرها الذائقةُ صارت معطوبة والثقافة مقلوبه .. فأن تتأبط الشر فأنت بطل ... وحين تضيء دروباً للسلام فأنت نذل .... أن تهب لمعركةَ تشيدها البندقية وتصبغها الدماء البريئة فتلك بطوله ... وتهادي الورود وحملها إقدام ينافي الرجولة ويلغيها .. أن تتشبع ثقافتنا بالعنف فذلك ما تلزمه الضرورة فيما الموسيقى تورث النفاق فلا ترى النور إلى مناهجنا ... في عدن عاصمتنا الابية أصبح التناقض يعشعش .. كأن تجد المسؤولين يتحدثون عن النظافة وفي الطرقات تجد اكوام الزبالة متراكمه وموجوده وطفح المجاري يملئ الشوارع ويغرقها ... و نجد مسؤولاً أخر يصرح عن موعد تسليم الرواتب وتجد المتقاعدين منذ شهور بلا رواتب ومفترشين الطرقات لإغلاقها ، ولهم العذر في ذلك طبعاً . ونجد الحكومة طرفاً في افتعال ازمات انقطاع الكهرباء وانعدام الوقود ومشتقاته النفطية ، وغيرها من الازمات نجد المسؤول يصرح بشيء والمتضرر الوحيد من افتعالهم للأزمات في البلاد هو المواطن الغلبان وحده فقط .. ولعل قمة الحماقة أن نصفق لشرعية نظام عاجز عن توفير الرواتب لأفراد شعبه ( موظفين ومتقاعدين) ومن البلاهة التعامل مع كل ما يحدث رغم أن اسبابه واضحه وتكمن في الفساد المتشبث والمتجذر في البلاد ... ولهذا إن اردنا إقامة دولة نظام وقانون وجب علينا اقتلاع الفساد وكل رموزه في الدولة .. إن الانتصار الحقيقي لنا يكمن في ترميم الوعي وكل القيم والاخلاق التي تعزز القبول بالأخر والتعامل معه وترفض الإلغاء والاقصاء والتهميش لبعضنا في إطار مجتمعنا والايمان الصادق منا بالشراكة وأن نؤمن جميعاً بأن الكل يجب أن يكونوا شركاء في إعادة وهج الوطن وبناءه ورفعته ... وبناء دولتنا في إطار مؤسسي تحت هيبة سلطة النظام والقانون .. الانتصار الحقيقي لنا ليس مجرد أن نسقط ظالماً ولكن أن نعمل بأسس صحيحة لمنع صعود ظالماً وطاغية أخر !! انتصارنا هو أن نجسد روح الشموخ و التسامح فيما بين أبناء هذا الوطن ... انتصارنا هو انتصار للأرض والانسان .. انتصار لتضحيات والشهداء الذين قدموا ارواحهم فداءً لأجل هذا الوطن ولأجل عيش كريم لكل أفراد شعبه .