انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    مليشيا الحوثي تنظم رحلات لطلاب المراكز الصيفية إلى مواقع عسكرية    بعد أيام فقط من غرق أربع فتيات .. وفاة طفل غرقا بأحد الآبار اليدوية في مفرق حبيش بمحافظة إب    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة الجيش الوطني للبحث عن الراتب .. طوابير ومعاناة

كان المجند ينتظر نهاية الشهر بفارغ الصبر ليقبض راتبه ويؤمن احتياجات أسرته أما الآن فإن عدداً كبيراً من الجيش وعلى وجه الخصوص الجيش القديم الذين من عدة أشهر بلا مرتبات.
هنا المجندون في محور معسكر العند يقفون في طابور طويل فترة لا بأس بها أذا كان تمتد لأكثر من ساعة، بل يستغرق أيام بين(4-7)أيام وأكثر ويحصل على الراتب بعد ان يكون الملل والتعب وصياح ولياح والضجر تسرب إلى نفوسهم وحال لسانهم يقول(هذا ثمن دفاعنا عن وطنا، ونظام الشرعية نظام أسوا من نظام المخلوع) آخذين بعين الاعتبار أن وجود هذه البصمة عمل حضاري وعلينا أن نواكب التطورات والقنيات، لكن هذه التقنية الجديدة شابها العديد من السلبيات، ولن تكتمل إلا إذا قامت الجهات المسؤولة عنها بتأمين هذه الخدمة وتوفير كافة الأسباب لنجاحها وتلافي سلبياتها، طبعاً لا أحد ينكر أهمية الخطوة التي قامت بها الحكومة الشرعية الممثلة بفخامة الرئيس "عبدربه منصور هادي".

بطء ومعاناة
رغم أهميتها لم تكن مكتملة والسبب قلة أفراد اللجنة التي تصرف وبطيئة في عملها بتحديد اللجنة المالية التي تقوم بصرف الراتب بعد استكمال الإجراءات تدوين معلومات المستلم بالاستمارة، السؤال الذي يطرح نفسة لماذا هذه البطء بعد تجهيز استمارة المستحق الذي يستلم الراتب؟.
أليس من الأجدى والأفضل تجهيز وتأمين العدد الكافي من أفراد اللجنة ومن ثم توطين رواتب الجيش والأمن، نقطة مهمة حديثة لتحسين إنتاجية الإنسان وتيسير أعماله، واللجوء إلى استخدام التقنيات لصرف الرواتب.
خطوة مهمة وضرورية لكنها في ظل ما ذكرناه أنفاً لم تؤدِ الغرض منها، وبحاجة إلى وقفة متأنية لتلافي السلبيات التي ظهرت مع بداية صرف الرواتب ومع كل لواء، حيث تتكرر المعاناة ويشتاط الجندي الذي يقبض راتبه، في حال أراد أن يتخلص من هذه المعاناة لكن في ظل الظروف المعيشة من يستطيع التريث لعدة أيام، وهل ينتظر البقال، وصيدلاني، وصاحب ،الخضار، وصاحب البيت اذا كان مستأجراً.

تسليط الضوء
تسليط الضوء على معاناة موظفي الجيش المنتسبين في محور العند اللواء الثاني مشاة حزم و اللواء (201) الذين يقبضون رواتبهم، التقينا ببعضهم الذين فضلوا عدم ذكر أسماءهم لأسباب احترازية وأمنية، المشكلة ليست إجراءات الاستمارة وبصمة اليد والعين، المشكلة هي اللجنة المالية التي تسلم لها الاستمارة وعلى ضوئها تعطيك الراتب، كل التعثر منها من أجل السمسرة، احد الجنود "عدنان عبداللّه سيف "يقول دخلت عند اللجنة لمباينة أسمي تفاجأت أن رقمي العسكري سرقوه، وأضاف هذا النظام عاده ظالم أكثر من نظام المخلوع صالح،
جندي آخر يقول :عندما نوصل إلى بوابة المعسكر يقموا الجنود بعد تلقي الأوامر من قيادة محور العند بتفتيشنا ثم يسمحوا لنا بدخول مباشرة، متجهين إلى اللجنة لأخذ الاستمارة، حيث يقوم باستقبالنا وتنظيمنا العقيد "أحمد حسين مسعود" أركان الكتيبة الثالثة المكلفة بضبط وربط، وتنظيم، وبطريقة نظامية وبشكل انسيابي دون معوقات تذكر، نقابل اللجنة وتقوم على مباينة أسمك وتدون معلوماتك وتوقع عليها، ثم نذهب إلى رئيس اللجنة من أجل التوقيع على الاستمارة، ومن هنا تبدأ المشكلة حيث يقوم بتوقيع لنا لكن بعد فترة طويلة من التأخير، بحجة أنها زحمة أقبال كثير مع العلم هو من يتعمد بتأخير التوقيع ولا ندري لماذا، وفي زخم الحديث يتدخل "هاني ضيف اللّه محمد "قائلاً أذا في وساطة ومعرفه يخارجك بسرعة أنا بنفسي أعطيت واحد الاستمارة حقي وقلت له خارجني وحقك خذه أنظر كيف يعاملونا وبتحديد أقارب الشهداء والجرحى والمرضى، ولعلمك بصمة اليد والعين متعاونين مع أقارب الجرحى والمرضى وكبار السن، وعملها سلَس وبشكّل انسيابي تتخارج منها بسرعة وصاحب التوقيع تنتظر (2-3)أو أكثر حتى تتخارج.
وجدت الازدحام على أشده وكان المجند يقف أمام خيارين لا ثالث لهما إما الانتظار فترة طويلة والتأخر عن بيته وأولاده الصغار، وإما العودة ثانية بعد عدة أيام، فأختار أن يعطيهم الاستمارة وينتظر لعدة أيام حتى يتم مناداته من قِبل اللجنة المالية لاستلام راتبة، أحد الجنود "نصر محمود حيدرة" يقول: وبعد تنهيدة وعين تدمع قهراً يا أخي طلعت روحي وزهقت متسأل لماذا يفعلون بنا كذا؟ سمسرة عيني عينك تشتي على أسريع هات (7000 ألف) تشتي على البطيء هات(5000 ألف) تشتي نظام وقانون أصبر أسبوع أثم صمت قليل، وقال :شرعية كانت بلا أشرعه وعلى شفير لهلاك وحافة الضياع، وقفنا معها واسترجعنا شرعيتها ثم تنسى وتعرض عنا وعن اصلاح نظامها، نظام مليء بالفساد وبدون حسيب ورقيب، وأضاف لم تتغير الصورة فساد مثل فساد نظام الرئيس المخلوع "صالح"، رأيت أحد الجرحى من الشباب يستند على عكازته اقتربت منه وسألته بعد أن عرفت أنه جريح ،قائلاً: هذا ثمن ضريبة الحرية، قدمنا زهرة شبابنا في خدمة دفاعنا ديننا ووطنا وبدل تكريمنا وتوفير أساليب الراحة لنا زادوا معاناتنا؟ إحدى الجنود "نبيل حسن علي الرتبة رقيب أول رأيته و حراسة اللجنة يدفعوه من البوابة وبقوه ثم أخذوه فوق الطقم ليأخذوه إلى السجن، فذهبت معه وطلعت الطقم لتأكد ما سبب احتجازه، فسألته ماذا حدث، فأجاب دخلت أستلم راتبي وبطريقة نظاميه، ثم رأيت عسكر دخلوا بوساطة ليستلموا قبلنا فصايحه قلت وساطة فلوس ثم أخرجوني، فلم ينتهي من حدثيه إلا ولعسكري ينهال فوقه بظرب وركض ويتلفظ عليه الفاظ سيئة، ثم تدخل أحد الجنود الراكبين معنا ليهدأ صاحبه.
كانت بالأمس قوات الجيش التابعة للمخلوع تصوب أسلحتها صوب أجسادنا وأحلامنا واليوم جاءت قواتنا الجنوبية مستخدمة نفس الأسلوب والعقلية ،وأتسأل أين فخامة رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي" من هذه اللجان ونظام حكومة بن دغر الفاسدة؟ لماذا لا يخلصنا من هؤلاء المفسدون ويخفف من معاناتهم؟.
كنتُ في أحد الأطقم العسكرية ثم جاء أحد الجنود "عبدالقوي مرشد الضحاك" إلى ضابط أمن المحور العقيد" أحمد مسعد اليمني" ويخاطبه يافندم طلعت روحي زهقت واللّه كأني بعامل على فيزة سفر، أيش رأيك أعطيك عشرون ألف يمني وأنت توسط لي لاستلام راتبي، فكان رد الضابط برفض، ثم أضاف قائلاً أصبروا أو انتفضوا لنفض هذا الفساد، أفضل من مساعدة المفسدون لنشر الفساد في الأرض، أن ثورة سبعه سبعه هي الفاصلة وستكون إلى الأبد لا للاحتلال لا للفساد لا لظلم.
وتستمر المعاناة، بعض مجندون يقفون طوابير لساعات طويلة ثم يتفاجأ بأن أسمه متشابه، أو مزدوج، أو سقط سهواً، ومطالبين الجهات المختصة بتفسير الأسباب التي أدت لسقوط أسماءهم من الكشف.

رحلة البحث عن الراتب
أعتاد الجندي في الجنوب بتحديد، أن يصطف على طوابير ليحصل على راتبه الشهري، وهنا تبدأ معاناة الجندي مع نهاية كل شهر في رحلة البحث عن الراتب، متسائلين لماذا لا يتم ردف اللجنة بعدد من القوة البشرية وأجهزة البصمة والكمبيوتر حتى يتم عملية الصرف بسهولة وبطريقة انسيابية، سؤال يطرح نفسه لماذا اللجنة المالية بطيئة بتسليم الراتب؟ والذي يفرز عدة إجابات وتساؤلات، هل من أجل الاسترزاق لحصولهم على مبالغ يومية مقابل عملهم، أم من أجل السمسرة - أخارجك كم تجيب، وفي كل الحالتين على حساب معاناة الجرحى والمرضى، وكبار السن، وأقارب الشهداء، والمجندون، معاناة ممزوجة بالقهر والألم، حيث يفترشون التراب عند نومهم لا شيء يحميهم من شدة البرد، الجوع ،عيونهم تحدثك عن جوعهم، وبعضهم لا يمتلك حق الطريق العودة إلى بيته، علماً ثلث الراتب أو نصفه يخسره مصاريف له نتيجة انتظاره الطويل لاستلام راتبه، معاناة والتي لا أستطيع وصفها، ولكن من يخدم؟ ومن المستفيد من كل هذه المعاناة التي يتاجرون بها؟ أم هذا ثمن وقوفهم مع شرعية الرئيس "عبدربه منصور هادي"، وما هو الثمن الذي عليهم أن يدفعوه من أجل قيادة تجمع بين الإخلاص والكفاءة؟.

أختفى الصرفة .. سوء تغذية
تصرف صرفه (1000) ريال سعودي من قِبل التحالف للمجندين المستجدين المنتسبين إلى اللواء الثاني مشاة حزم المرابط في جبهة كرش، وحسب تواصلنا مع أفراد وضباط في المنطقة العسكرية الأولى، والثانية، والثالثة مؤكدين أنهم لازالوا يستلموا الراتب الذي قدم من التحالف العربي الذي تقوده "المملكة العربية السعودية" فضلاً عن جودة التغذية وتحسينات التي تقدم لهم.
تبدو المنطقة العسكرية الرابعة في ذات المشهد الضبابي، غامضة، لغز محير ورموز متشابكة، كلمات تتجاذب وتتقاطع مفرداتها تحتاج التشفير وتعريب لحل كلماتها وألغازها، ربما لا تصدقون أن أفراد وضباط المنطقة العسكرية الرابعة لم يستلموا منذ عام مستحقاتهم من فراش وبذله عسكرية متكاملة، ناهيك عن سوء التغذية وخصوصاً أفراد وضباط اللواء الثاني مشاه حزم المرابط في جبهة كرش.
رأيت بعض الجنود في جبهة كرش أثناء تناولهم وجبة الغداء يجتمعون ثلاثة على كيس صغير أحمر يوجد فيه رُز مع ربع دجاج صغير جداً، فيتناولوا ربع الدجاج وقليل من الأرُز ثم يتركوه للغنم لتأكله، علماً ليس يعطوه الغنم لأنهم وصلوا إلى حالة الشبع بل لأنهم لا يستطيعون بلعه لأن جودة الرزُ سيئة للغاية ،حاولت أن اتأكد بنفسي فتناولت منه قليلاً فلم أستطيع بلعه، بالإضافة بدون طعم فاقد النكهة والرائحة، المستفيد من أكل الرُز هو الغنم فعلامات الراحة تبدو عليها بينما المجندون المقاتلون من أجل ديننا ووطنا عزة وشرف الجنوبيين تبدو عليهم علامات التهالك و التعب والجوع ومعاناتهم تحدثك عنها عيونهم.
عندما زار جبهة كرش قائد اللواء الثاني مشاة حزم قائد المنطقة العسكرية الرابعة أشتكى الجنود وطالبوا قائدهم بتحسين الأكل، فكان رد قائد اللواء الثاني مشاة حزم اللواء الركن "فضل حسن العمري" قائلاً أشكركم أيها الجنود الأبطال الصامدون المرابطون في الجبهات أنتم من صنعتم النصر بعد" اللّه سبحانه وتعالى" ويفتخر بكم فخامة الرئيس "عبدربه منصور هادي" أصبروا وأن شاء اللّه سوف يتحسن لكم الأكل، وانا واللّه عليا مضايقات يتم محاربتنا من قِبل عصابه، مستخدمين كل الوسائل لتربص بنا، بسبب أننا هزمنا الانقلابيين وحقدهم علينا يعملوا على محاربتنا، إلا أنه لم يذكر أو حدد من هي الجهة التي تحاربه، لكن ذهبت هذه الوعود في أدراج الرياح، علماً أن مقاول الإمداد وتموين للمنطقة العسكرية الرابعة التاجر "غسان العيسي" ويقال أنهو شقيق التاجر" أحمد العيسي" ومقاول طباخة الاكل لأفراد وضباط اللواء الثاني مشاة حزم التاجر "علي الكود"
فأصبح أل العيسي محتكرين التجارة في اليمن و متنفذين في مفاصل الدولة فما هو سر نفوذهم واحتكار التجارة؟ بعض الجنود وضباط ويفضل عدم ذكر أسماءهم لأسباب أمنية وخوفاً من القيادة، مطالبين فخامة الرئيس "عبدربه منصور هادي" تشكيل لجنة محايدة لتقصي حقائق تنزل إلى جبهة كرش من أجل تسمع لمعاناتهم و تحقيق مطالبهم، ناهيك عن بعض الجنود الذين تركوا المواقع العسكرية في خطوط التماس مع العدو، بسبب المعاناة وتأخير الراتب وصرفه وسوء التغذية وعدم الاهتمام بالمقاتلين، هذه العوامل أدت إلى ترك مواقعهم أو أتهرب منها وعدم الالتزام بضبط وربط العسكري ، فأصبحت بعض المواقع العسكرية بين الكر والفر حيث سقطت التبة الحمراء ثلاث مرات خلال الاسبوعين الماضية ،إلا أن قوتنا وبقيادة اللواء الركن "فضل حسن العمري" استطاعة من استعادة التبة الحمراء وبدون خسائر أرواح بشرية، وهكذا يبقى مصير مديرية كرش-الشريجة مجهول بين الكر و الفر .

ممنوع التصوير
حاولت أن أوقف بجانب باب اللجنة المغلق لالتقاط بعض الصور التي توثق بعضاً من المعاناة وتعذيب الجنود أمام بوابة لجنة المالية بدون حسيب ورقيب، فلم أتمكن سوى التقاط صورتين ومن الخلف وبشكّل سري، إذ تدخل احد الجنود منعني من التصوير، وقال إذا صورة سوف أبلغ القيادة ونحتجزك في السجن بذريعة (ممنوع التصوير داخل المعسكر، وممنوع كشف أسرار المعسكر معتبراً هذا من أسرار المعسكر يعاقب عليها القانون في حال إذا تكلمنا عن السمسرة والمتاجرة بمعاناة الجنود وما يلاقون من مشقه وعذاب أثناء أستلام مرتباتهم) هكذا وجه لي الكلام، والحمد اللّه فقد آزرني ووقف إلى جانبي في هذه المصيبة المفاجئة من كانوا بجوارنا حينها صرخوا في وجهه بالقول :"هذا صحفي مع (عدن الغد ) ومن حقه يصور ويكتب عن معاناتنا التي تتجاهلها حكومة الشرعية"، فحمدت اللّه سبحانه فلدينا قراء يكنوا لنا التقدير والاحترام، المهم أنني علمت بعد ذلك أن هذا المتطفل مجرد سمسار من سماسرة اللجنة.
حاولنا الاتصال بمرافقي قائد المنطقة العسكرية الرابعة لكن لا أحد يجيب على الهاتف، ثم أتصلنا على قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن "فضل حسن العمري "فأجاب علينا أحد مرافقيه" محمد سيف المرافق الشخصي للقائد" فبلغناه عما يجري فكان رده إيجابي سوف يبلغ القائد ثم يتصل بأركان حرب محور العند العقيد الركن "نجيب سعيد الصبيحي" لكن يبدو كان كلامه إرضاء لنا فقط لأن المشهد لم يتغير.

متى الخلاص
رغم التزام الجنود البسطاء بالطوابير، لكن اللجنة بطيئة، مما يؤدي الازدحام الشديد ويزيد المعاناة بتحديد الجرحى وكبار السن والمرضى واقراب الشهداء، مما يؤدي إلى ظهور السمسرة، ناهيك عن المشادات التي تنشب بصورة دائمه ورشق بالحجارة وشهدتها بنفسي، مما أدى رجال أمن محور العند لإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم وسيطرة على الوضع، فكان رجال آمن محور العند بقيادة ضابط أمن محور العند العقيد "أحمد مسعد اليمني" حاضر بصورة دائمه ليل ونهار يعمل على مدار(24)ساعة، أيضا ً أفراد وضباط الكتيبة الثالثة بقيادة أركان الكتيبة العقيد "أحمد حسين مسعود" التي ساهمة وبشكل كبير في الحماية وتنظيم ويستحقوا كل الشكر وتقدير على عملهم الفعال، لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل يرضي هذا فخامة الرئيس "عبدربه منصور هادي" وأين هو من المتاجرة بمعاناة الجنود؟ فلولاهم لم تكن لك شرعيه، شرعيه التي كانت بلا أشرعه على شفير الهلاك وضياع، أم أن مشهد الطوابير في بلادنا أصبحت موضة...!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.