كم أضطجعت أقلامنا على صدر صفحاتنا،وكم كتبنا بدم قلوبنا ومشاعرنا واحاسيسنا كلمات أسمعنا بها العالم الفاني،عن معاناتنا مع مشكلة (العصر) الكهرباء التي باتت شغلنا الشاغل وهمنا الجاثم على الصدور.. بيد أن إدارتها الموقرة ممثلة بمديرها الذي أظن أنه (كالأطرش) في الزفة،لم تعرنا أدنى إهتمام ولم تلتفت لمعاناتنا،حتى أيقنا أنه وزبانيته يسعون لشق (عصا) تأخينا وتلاحمنا بتيار (أديسون) الملعون،وأيقنا أننا نخاطب قلوبٌ (غُلف) وأذان صماء.. وأن تلك السياسة الرعناء التي يقودها زعيمها سيادة المدير وزبانيته باتت تذكي نار الحسرة والالم في دواخلنا وتشعرنا بالتهميش والإقصاء بل والإحتقار وعدم الإكتراث بنا كمدينة جارة وواسعة لا تقل أهمية عن عروس المنطقة (لودر) التي بات عشقها يغذي الأرواح والأفئدة.. لم نعد ندري ما المغزى الحقيقي لهذه السياسة وهذا التعامل اللأخلاقي من قِبل (شلة) الفساد والإفساد،وإلى ما ترمي؟ ولماذا تتعامل بدونية مقيتة معنا أبناء (العين) وقرآها (المهمشة) تماماً،على الرغم من أننا في فصل الشتاء ويسهل التغاضي عن التيار الكهربائي في أحياناً كثيرة،فكيف بالصيف إن أتى يجر أذياله وجحافله؟ الأدهى والأمر أننا نسمع حُجج وأعذار ما انزل الله بها من سلطان فقط حينما يتم قطع التيار عن مدينتنا (البائسة)،بينما باقي المناطق تذوب أمام قوتها وعظمتها وهيبتها كل الأعذار وتتلاشى،وكأن سيادة المدير وزبانيته يختلقون الأسباب والأعذار ويبيعون لنا الوهم بالجملة.. لفترة طويلة توقفت عن الكتابة عن الكهرباء بعد أن أيقنت أن الطعن في (الميت) لايجدي نفعاً ولن يبعث تلك الروح أو يحيي العظام وهي (رميم)،أو حتى يحرّك في (رجولة) تلك (الشلة) شيء،ولكنني أعود مجدداً بفعل هذا الواقع المرير وذلك التعامل المقزز جداً والمؤلم،لعل وعسى أن تستفيق الضمير وتصحوا من سباتها.. وأعلم جيداً أن الواقع الذي نعيشه أشد إيلاماً من حالنا مع الكهرباء، ولكن كيف نحتمل نحن البسطاء وأولاد (الخالة) مرارة الواقع وسياسة التمييز،ونغلق أفواهنا ونختم عليها،كيف نتغاضى عن هكذا تعامل وهكذا سياسة (قذرة) دون أن تثور حفيظتنا وتنتفض أقلامنا وتكتب عن هذا الواقع الذي لم يعد يُحتمل أو يُطاق.. ياسيادة المدير ويا أيها العقلاء، ويا من لايزال يحمل في جوفه قلب ولم يلغي السمع وهو شهيد لانريد أكبر من حجمنا ولا اكثر من حقوقنا،نريد فقط عدلٌ ومساواة وأمانة،وثورة ضد تلك العصابة التي تنخر في جسد المنظومة الكهربائية ولن يحل الصيف إلا وهي خارج نطاق الخدمة،فهل سنجد آذان صاغية أم نقول سلاماً على الدنيا..