تشهد وزارة الإعلام بجميع قنواتها ووسائلها (هذه الأيام) استنفارا ونشاطا استثنائيا مبالغا فيه...مواكبة لما تسميه ذكرى ثورة 11 فبراير..وقلنا نشاطا مبالغا فيه لأننا لم نرى لها نشاطا بهذا المستوى او حتى نصفه في الكثير من المواقف والمناسبات الأكثر أهمية من هذه الذكرى كتمكن الرئيس هادي الخلاص من قبضة الحوثيين ..أوتحرير عدن وحضرموت والجنوب عامة أوحتى تحرير المخأ. ومع ذلك فإن ما دعاني للكتابة ليس مستوى هذه الحملة بل ما تتضمنه كل برامجها وفقراتها من استفزاز. وكذب ومغالطات... ونورد على سبيل الذكر لا الحصر ذلك التقرير أو الفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة اليمن الرسمية من الرياض من 10 إلى11 مساء يوم الجمعة 10-2-2017م حيث شرع في تناول الأحداث (بالطريقة التي رآها المعد) بدءا من خروج الشباب إلى ساحة التغييرفي ثورة كان هدفها ملخصا في شعار(ارحل) ..ثم اقتحام الحوثيون لصنعاء كمليشيات ظلامية أرادت أن تقضي على الثورة وأحلام الشعب اليمني (وبالطبع لم يتناول التقرير اقتحام القصر الجمهوري واعتقال الرئيس هادي) بل أطال في وصف الصورة القاتمة والخطر الذي أصبحت تشكله المليشيات.. لينتقل عبر هذا السؤال بل التساؤل (ولكن هل استسلم الشباب والشعب لهذه المليشيات الإنقلابية؟!!) وقد حرص المخرج إبراز هذا التساؤل وتضخيمه من خلال نبرة صوت المعلق وحجم ولون كتابته على الشاشة ليستأنف المعلق الإجابة:(لا لم يستسلم بل عاد إلى الساحات ليقضي على انقلاب الحوثي وينتصر للشرعية عاد الشعب بكل أطيافه تتقدمه رموز نخبه السياسية والقبلية والعسكرية والدينية ..) وكان هذا التعليق مصاحبا لصور كل من محمد قحطان واليدومي وصادق الأحمرو..وعلي محسن وزعتر والزنداني ..واستمر الفيلم بعرض مقاطع من مقابلات مع جرحى وأسر شهداء جمعة الكرامة ليختتم المعلق ذلك التقرير اوالفيلم بهذه الجمل أوالخلاصة (ولأجل هذا كله كانت وستظل ذكرى الحادي عشر من فبراير عيدا وطنيا خالدالأنها الصخرة التي تحطم عليها مشروع الحوثي السلالي الإيراني بما قدمه ثوارها من الشهداء والدماء). وبعد هذا دعنا عزيزي القارىء نستذكر معك ونتعرف على بعض الحقائق التي تكشف حقيقة وزيف إعلام الشرعية ومنها: _إن الحوثيين طرف أساسي شارك في ساحة التغيير وكان آخر من غادرها ولكن إلى القصر الجمهوري. _إن الرموز التي عرضها التقرير كقحطان واليدومي و..لم يعودوا بعد الإنقلاب إلى الساحات_حسب ما ورد_بل كانوا إلى جانب الحوثيين في موفمبيك يشرعون في تشكيل مجلس رئاسي في حين يقبع الرئيس هادي تحت الإعتقال وحتى بدء عاصفة الحزم. _إن جميع الصور والمشاهد و..التي وردت في التقرير كانت قد بثت من قناة سهيل ولنفس الهدف الذي خلص له التقرير وهو ما يؤكد أن حزب الإصلاح هو من يدير إعلام الشرعية.. _إن لكل ثورة أهداف ونتائج وقد عرفنا هدف اعتصام ساحة التحرير فأين هي النتائج التي سقط لأجلها الشباب في الساحات.. _إن المشروع الإيراني عبر سيطرة الحوثي سرى كالنار في الهشيم ولم يوقفه إلا الجنوبيون بمقاومتهم ودماء شهدائهم ولولا رحمة الله والجنوبيون والتحالف لما وجدت الشرعية مكانا لاستضافتها المؤقتة في عدن. _إن هذا التضليل والتهميش والنكران والتحريض الذي يمارسه إعلام الشرعية ضد الجنوبيين يتنافى مع كرم استضافتهم لهذه الحكومة التي يجب أن يقدم وزير إعلامها اعتذاره للجنوبيين ومراجعة السياسة الإعلامية القائمة واعادة مقر القنوات والإذاعات إلى عدن أو يبحث له ولحكومته عن مكان غير الجنوب الذي يعرف أبناؤه كيف يجعلون هذه الحكومة تعي الفرق بين الماء والدماء.