تحدثتُ -سابقًا- في مقال بعنوان: "وعادت لعنة الكهرباء !"… وقلتُ فيه :"بأن كلّ ما أخشاه بأن يتكرر سيناريو تاريخ (3 و 4) من شهر نوفمبر_تشرين_الأخر, لعام 2016م, المنصرم، حينما سجلت مدينة "عدن" أعلى معدل لانطفاء الكهرباء منذُ زهاء "50" عامًا؛ -وهو أسوأ تدهور للكهرباء منذُ عقود- حيث بلغت الانطفاءات إلى (7) ساعات كاملة، مقابل (45) دقيقة -فقط- من التشغيل؟!!"…
وما خشيته حدث اليوم فعلًا, فقد تجاوزت انطفاءات اليوم الانطفاءات السابقة بمرات عديدة -بل بترليون المرات؟!! ففي يوم الأحد والاثنين الموافق (19و 20) من فبراير_شباط 2017م, الحالي، سجلت مدينة "عدن" أعلى معدل لانطفاء الكهرباء منذُ ما يربو ل "51" عامًا ونيف؛ حيث بلغت الانطفاءات إلى (30) ساعة ونيف, كاملة, ومُتتالية -أي إنها انطفأت في يوم الأحد 19 فبراير_شباط, وتحديدًا في الساعة الخامسة عصرًا، وأستمرت منطفئة -والظلام الدامس هو المسيطر على كلّ أرجاء مدينة "عدن" العريقة- حتى اليوم التالي, الاثنين 20 فبراير_شباط 2017م, حيث عاد التيار الكهربائي لحياته غير الطبيعية في الساعة الواحدة ليلًا…
ولكم أن تتأملوا حجم المعاناة, والتقهقر التي عانى منها سكان مدينة "عدن"، والمرضى في المستشفيات والمنازل, والأطفال, وجميع فئات الشعب؟!!
لكن..قد لا تهم بعضكم هذه الاحصائيات والحقائق الدقيقة، وما يهم هو مدى القسوة والجفاء في التعامل مع الشعب!!!
فبا لله عليكم كيف للكهرباء أن تنطفى ونحن نملك آبار نفطية لا تُحصى؟؟؟ كيف للكهرباء أن تنطفى عن مدينة عريقة كمدينة "عدن"؟؟؟ كيف لهذه الجريمة والكارثة أن تقع, ونحن نمتلك ربع احتياطي العالم من المشتقات النفطية؟؟؟
لا بارك الله في إدارة تنعم بخيرات الوطن, وفي المقابل الشعب يعيش في معاناة وآلام لا تُقدر بحجم؛ ولا يمكن لقلمي أن يعطيها حقها الوافي؟!!
لكنني هذه المرة -وهي أول مرة- أرمي بعتابي الشديد على الشعب؛ لأنهُ صامت, وساكت عن أفاعيل هؤلاء؟!! لا تتعجبوا لهذا…
فهل تنهض يا أيُها الشعب, وتكشر عن أنيابك, وتزئر كالأسود, وتقول لهؤلاء :"كفى.. كفى.. كفى... لقد بلغ السيل الزبى"…