لم تخطى رصاصة صنعاء طريقها نحو رأس الدستور في 17 ينار 2015م ، لقد جعلته في حالة موت سريري إلى هذه اللحظة ، وغير قابل لأي نوع من الإنعاش لمعاودة سريان دبيب الروح إلى مفاصله ، المشكل أنه يؤصل إلى صياغة واقع جديد على ارض لن تتحمل هذا المخطط وبناءه عليها ، إعادة صياغة الجنوب وتذويبه في ما تسمى واحديه اليمن في هكذا مخطط بزيادة تقسيمه إلى شطرين هو الاستخفاف الواضح بشعب الجنوب وقضيته ونضاله وشهداءه ، وفي الاتجاه الآخر تأسيس حدود جديدة لليمن وتقسيمه حد التشليح إلى أربعه أشطار يعد أمر كارثي لأنه يستخف بالقوة الحقيقية على الأرض ومحاولة فرض بهلوانية مضحكة لا تسمن ولا تغني من جوع . صراع العائلات – حميد وصالح- على الحكم والتملك وفي خلف كل عائله أحزاب ومكونات تم صناعتها بأموالهم ، هذا الصراع والهدف منه حرك اليمنيين بوقود الريالات إلى الساحات ، وافرز مشكل وصنع حل كارثي ، يشاع أن هذا الحل يقضي على العائلة ويحفظ ثروات الشعب في مناطقهم ويسعى على أن تدير كل منطقه نفسها عبر شعبها ، والمؤكد انه سيتجلى واقع تدميري كامل لليمن والجنوب وأزمات لا نهاية لها ، وسيصبحان أثرً بعد عينً ، وستنتشر المناطق الآمنة للأقاليم الخائفة والتي ستطالب بحمايتها من اعتداء الأقاليم القريبة أو البعيدة عنها بسرعة تدخل دول كبرى ، نعم على مدى ليس بعيد ستعزل كثير من المناطق وستنكمش على نفسها بعيدا عن أرضها الواسعة اليوم . الأرض الواسعة الكبيرة يأتي منها الماء وترعى فيها الدواب وتصطاد منها الاسماك وتستخرج منها الثروات بلا قيود وتتحرك رؤوس الأموال وحاجات الناس من كل مكان ويسكن الإنسان في أي بقعه ويتملك عليها بلا منغصات أو أي تحقير استفزازي نتاج الأسئلة الأكثر تكرار في كل شطر أو ما يسمى إقليم : من أين أنت ؟! ..وليس هنا مكانك! ، لن يمنع البترول ولن يحاصر البحر ولن تُحصر الوظيفة ولن يمنع التملك أو التنقل أو العلو الإداري و السياسي ، و أن قيل كل هذه الأمور تلغيها (المواطنة المتساوية) وتحمي كل هذه الحقوق قوانين مقيده ، هنا سيتجلى وبلا أدنى شك فكرة تفتيت الوطن وبقاء التدخل الخارجي الذي لن يخرج دوره عن إضعاف قوتي الجنوب واليمن انطلاقا من تفتيت أراضيه وزرع بذور الفرقة فيها حد الاقتتال الدائم وغير المتوقف . لا خير في اليمن إلا أن يكون موحدا في جغرافيته قوي بتنوعه كبير بمساحته يتنقل فيه الناس وكل الأشياء بلا أدنى تمييز أو قيود ، ولا خير في الجنوب العربي إلا موحدا بجغرافيته قوي بتنوعه يتنقل فيه الناس وكل الأشياء أيضا بلا تمييز أو قيود وتؤسس كل واحدة منها قوانينها التي تحفظ العدل والأمن والاستقرار والنماء الدائم ، نصيحتنا لليمنيين الحفاظ على وطنكم مع مجالدة الطغاة أو التعايش في كنفهم إن انتم ضعفاء وهذا خير وأكثر فائدة من شتاتكم واستخدامكم مطيه من قبل السياسيين فيكم ، استخدامكم من قبلهم ليس لكم ولا لوطنكم أو أمنكم واستقراركم بل من أجل إشباع نهمهم الكارثي ، لا تتبعوا من تركوكم وذهبوا بعيدا عنكم في كل اتجاه وانتقلوا وتوزعوا على الكثير من الضفاف يستجلبوا منها منافعهم الشخصية بعيدا عنكم وعن آلامكم ودمار وطنكم ؛ بل يطمحون اليوم أن يحكموكم ! ، نصيحتنا لليمنيين عدم الهروب باتجاه الآخرين للنجاة لأنها مذلة ، نصيحتنا لليمنيين أن الحرب الأخيرة أفرزت واقع جديد لن يقووا على فرض غيره ، لا الجنوب سيستكين ولا سيتم تسليمه للعابثين المدمرين . في الجنوب خرج الناس على صوت أنين الوطن المغتصب ، لم يترك الجنوبيين وطنهم المغتصب دون أن ينتفضوا له من غزو الجلادين منذ استباحته عام 94م ، وقاوموا ببسالة الغزو الأخير على عدن وبلداتهم الجنوبية ، كانت مقاومه شعبيه شبابيه خالصة بلا قائد بلا جيش بلا عتاد عسكري بلا خطط بلا دعم ، وعندما وقعت كل هذه الأشياء بيد الجنوبيين لم تتوقف مقاومتهم في حدود جغرافيتهم بل تجاوزت نحو إسقاط مناطق في عمق اليمن ، و النصر يلوح في الأفق هناك في اليمن لولا خنوع اليمنيين المطلق للأقوياء فيهم . نقل الجنوبيين للقتال في مناطق اليمن لا يخرج عن واقع فيه كثير من المكائد للجنوبيين وقضيتهم والغدر بهم ، أصبح الانتهازيين اليمنيين يتكلمون عن هذا الفعل انه يترجم الدم المسفوح لوحدة الأرض ، وحدة الأرض يا هؤلاء تقتضي توحيد راية ألقتال واختلاف الرايات وتنوعها يؤسس أن هناك خلل عظيم و أهداف مختلفة للمقاتلين وان كان القتال موجه نحو عدو واحد مفترض . الجنوبيين كانوا أكثر صدق عندما رفعوا علم دولتهم وقاتلوا تحت رايته وغرست بعمق في الأرض المحررة ، إنه عمق الهدف والمعنى الحقيقي للقتال والاستشهاد ، نعم كان الجنوبيين أكثر صدق مع قضية وطنهم ( الجنوب ) ، وكانوا صادقين بهذا الفعل مع التحالف العربي ومع المستضعفين من اليمنيين من بطش إخوتهم هناك ومع الفارين أيضا إلى الجنوب من جبابرة صنعاء ، رفع علم الجنوب يوضح الهدف الأساسي من دخول الجنوبيين المعركة ، ويحدد بجلاء واضح أن الدم الجنوبي المسفوح على الأرض هو من أجل علوا دولتهم المغتصبة على كامل ترابهم وحدود ما قبل عام 90 م واستعادتها مجددا لشعبها المغدور به. المناطق التي تسير باتجاه لملمة نفسها وترسيم حدودها ودراسة حجم ثرواتها بالتزامن مع غفلة الآخرين في القتال وشراسة وقعه على الأرض والناس ؛ لن يؤسسوا إلا إلى عزل أنفسهم كونهم يتحركون في الوقت الخطاء والصياغة الخطاء ، ويسهموا من حيث لا يعلموا في فرض خيارات لا تحتملها طاقتهم غدا ، الحرب لم تضع أوزارها بعد وتحت ضلال هذه الحرب مشروع لا يرحم ، لحمة الجنوب في توقيته الآن يؤسس مستقبل ثابت آمن لكل الجنوبيين لن يتجلى في مرحلته الأولى إلا بتوجيه رصاصة الجنوب على رأس الدستور الاتحادي الذي تم غزله في صنعاء فظاهره الحياة أما الباطن منه هو الموت .