قال تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وما بدلوا تبديلا) ببالغ الحزن والاسى تلقيت نبأ استشهاد أخي ورفيق دربي اللواء الركن أحمد سيف المحرمي اليافعي فلم أتمالك نفسي من هول الصدمة والفاجعة الأليمة والتي اسأل من الله العلي القدير أن يؤجرنا في مصيبتنا هذه ويبدلنا خيراً منها إنه جواد كريم. لن أستطع في هذه السطور أن أعبر عما يجيش في صدري من ألم وأنا اراجع ملف ذكرياتي مع هذا القائد الفذ فمهما تحدثت وشرحت فلن أحصي سجايا وحسنات هذا الرجل الذي كانت معرفتي به في أوائل الثمانينات عندما ابتعثنا للدراسة في الاكاديمية العسكرية في موسكو عاصمة الأتحاد السوفيتي سابقا فبمجرد ان تعرفت على الرجل احسست بأنني امام مدرسة ثقافية أخلاقية وأحسست حينها من خلال ملاحظتي لهذا الرجل انه سيكون له شأن في المستقبل فقد كان طالبا مثابرا لايمل أو يكل والعجيب فيه انه كان كثير النصائح لزملائه وحاثا لهم على الاجتهاد والمثابرة فلم يكن زميلا فحسب بل كان المرجعية للدفعة المنتدبة. وقد توجت جهوده بحصوله على المرتبة الأولى. والتي نالها باستحقاق وكانت تربطني به علاقة حميمة بعد التخرج عندما كان في الاستخبارات العسكرية وبعدها تم تعيينه قائدا لمحور شبوة ووصل إلى هذا المنصب لكفاءته في المجالات التي هو متخصص فيها . ولما ان جاءت أحداث يناير المشؤومة وقف احمد سيف محايدا وحافظ على الكثير من الرجال وانقطع تواصلي معه بعد الحرب الظالمة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب وشعبه ومقدراته وتم تسريح كوادر الجنوب وقياداته فافترقنا ولكن قلوبنا ضلت متصلة إلى أن جاء الغزو الثاني للجنوب عام2015 والذي كان لأحمد سيف نصيب الأسد في الدفاع عن الدين والعرض والأرض الى جانب مجموعة من القيادات البطلة مثل جعفر محمد سعد وعلي ناصر هادي وجواس وفضل حسن وسيف الضالعي وغيرها من القيادات التي ردت الإعتبار للجنوب وحررت أرضه من المحتل فزرته إلى بيته في دار سعد برفقة الأخ المناضل علي سيف الطوحري فاستقبلنا بكل الحفاوة والترحاب وحسن الكرم والضيافة رغم المشاغل والهموم التي يحملها على كاهله ثم أصدر الرئيس قرارا رئاسيا بتعيينه نائبا لهيئة الأركان العامة ليقود عملية السهم الذهبي باقتدار ويحقق انتصارات ساحقة في فترة وجيزة وقال وفعل وتحمل المسئولية إلى ان اختاره الله شهيدا في الثاني والعشرين من فبراير 2017ليسدل الستار عن حياة قائد همام. مملؤة بالمواقف المشرفة والانتصارات الساحقة. السيرة الطيبة رحمك الله أخي أحمد واسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان ونعاهدك إنّا على دربك سائرون وللهدف الذي ضحيت من أجله مستبسلون وللشهادة طالبون. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)