"حينما تتعمقون في دراسة الاعلام المرئي.. ستفقدون برائتكم عند المشاهدة" جملة عميقة قيلت لنا في اول ايام الدراسة الجامعية على مقاعد البترا الاردنية، مازالت عالقة" في رأسي طيلة السنوات التالية.. مازلت اتذكرها في كل مرة اشاهد فيها التلفاز... او السينما.. او المسرح.. مازلت اتذكرها وانا بين الاهل او الاصدقاء او حتى الجمهور .. الكل يشاهد مستمتعا" ... متفاعلا" سلبا" او ايجابا".. بينما اكون منشغلا" في ادق التفاصيل (حركة الكاميرا.. فيدر النقله.. هندسة الصوت.. الملابس.. الاكسسوارات.. تركيبة الجمل.. المونتاج.. الاداء..الخ) فاقدا" المتعه التي يعيشها كل من حولي بمشاهدة العمل ككتلة واحدة.. ليس من السهولة ان اعجب بعمل.. وحينما اعجب بشئ.. كثيرا" ما اتحسر بل اتألم.. سائلا" نفسي متى نعيش هذا الابداع متى ننتج اعمالا" مرئية بهذا الابهار... متى نستثمر اعلاميا"... الاعلام محرقة المال... ولكنه مثلما يأخذ يرجع اموالا" طائلة.. ويحقق بالمقابل مكاسب اكبر من ان تشترى بمال... ولكن عند من!... عند من يفهم..... عند من تخصص وبحث وتعب.. على الواقع.. ارى الكثير من الطاقات الشابة.. ولكن غالبيتها للأسف طاقات مهدرة لم تلقى التوجيه الصحيح ولم تجد الرعاية المؤسسية.. لتصبح مع الايام عاهات تعيش وهم الابداع باعمال ابسط مايقال عنها انها لاتحمل كلمة الابداع.. اقولها دوما" بصدق.. لكل من يطلب استشارة شخصية اقرأ.. اطلع.. طور من نفسك.. لاتنتظر الفرصه تاتي فحسب.. كن مستعدا" لها حينما تصل.. طلوع السلم رويدا" رويدا" يضمن لك الوصول وان تأخرت.. فالوصول متأخرا" خيرا" من عدمه.. والوصول الى القمة يحتاج الى التنفس بعمق الامر الذي لا يتوفر حينما تصل قافزا" على مراحل معينة .. وهنا لا اتحدث عن العمر الذي يتشبث به المحنطون.. بقدر ما اتحدث عن الالمام والثقافة والمعرفة بالتخصص.. انظر الى نفسك اليوم هل انت هو انت قبل عام.. انظر الى اعمالك اليوم!.. هل تحمل نفس الرؤية التي كنت تحملها قبل عام!.. وبالمقابل فمن المؤكد انك ستكون اكثر ابداعا" بعد عام.. وهذا لن يكون الا حينما تهتم بمعرفتك.. سيأتي يوم يفرض الاستثمار الاعلامي نفسه بميداننا بقوه.. ويومها لابد ان تكون طاقاتنا الشابه في اتم الاستعداد المعرفي والعملي ... والا فلا عزاء لنا حينما يقال وقتها ليس في عدن قدرات اعلامية ابداعية او فنية.. ولا حيلة لنا حينما نرى شبابا" مستوردين من اماكن اخرى يعملون في حقل عدن الاعلامي.. قانون الاستثمار الاعلامي لايبحث الا على الاجود والافضل.. والافضل حينها يعلوا ثمنه.. فكن دوما" باحثا" على ان تكون الافضل..