ان العاصمة الشبوانيه عتق التي اجتاحتها مليشيات الحوثي والمخلوع عفاش في أواخر شهر إبريل من العام قبل الماضي ومكثوا فيها ما يقارب الخمسة أشهر وخلال هذه الفترة أسندت مهمة الأمن فيها للقيادي الحوثي (ابوحرب) الذي لا يتجاوز العقد الثلاثيني من العمر فرض حالة استقرار أمني لم تشهدها العاصمة عتق قبل دخولهم إليها و لا حتى بعد خروجهم منها في شهر أغسطس 2015 م. وفي أثناء خلافة ( ابوحرب) الأمنية لم تسجل أي جريمة جنائية جسيمة او متوسطة في العاصمة عتق على الرغم من قيام المقاومة الجنوبية بشن هجمات مباغتة على طريقة العصابات ليلية التي تستهدف جنودهم الشمالية في أزقة وحواري عتق واتذكر جيدا إنها قد سجلت عمليتين انتحارية ضدهم جوار مبنى شركة النفط وكل تلك الاستهدافات التي تطالهم لم تزعزع المناخ الأمني الذي يفرضونه في المحيط الداخلي وفي المحيط الخارجي بتطويق الخمسة المداخل الرئيسية المتمثلة في نقطة الجلفوز ونقطة مفرق جردان ونقطة درهم ونقطتين ترابية بتجاه قريتي الجبية والجشم التي تمنع دخول السلاح بالإضافة الى الدوريات الداخلية التي تعتقل كل مسلح في الشوارع مما ساهم في نزع أداة الجريمة ومتثل لها جميع السكان دون تحدي يكسر قيود الاجراءات البوحربيه . وحينما خلفتهم الشرعية بتعيين فريش النسي رحمة الله عليه, محافظا لشبوه وتعيين ناصر نوبه قائدا لمحور عتق وتعيين احمد عمير مديرا للأمن وتعيين احمد طالب قائدا للقوات الخاصة, وتنصيب احمد رويس قائدا للمقاومة الجنوبية, تلاشت حالة الاستقرار الأمني من أيادي الجنوبيين حماة الجنوب, حتى حين تم تعيين عوض الدحبول خلافا لعمير لم يحدث اي تغيير أمني وعندما تم تعيين احمد لملس محافظا لشبوه خلفا لراحل فريش تعشم ابناء شبوة الخير فيه في فرض مناخ أمني يحفظ للعاصمة عتق ماء الوجه ولو بنسبة (20%) مما فرضه الحوثي ( ابو حرب) حتى لا يترحم السكان على عهدة . وعلى الرغم من التناغم الحميم بين مدير الأمن الدحبول والمحافظ لملس من جانب ومن جانب آخر في احتوى مقاومة عتق إلى صفوفهم, إلا ان العاصمة عتق تسجل اول جريمة اغتيال لأحد ابناء جردان العقيد ( لشغم) في ضواحي إدارة مدير عام عتق, ولم يمر اسبوع على تلك الحادثة إلا وتم تسجيل حالة سطو في عمق سوق عتق القديم بنهب (15) مليون من أين عتق (السحم) امين صندوق البنك الأهلي, ولم تمضي ثلاثة أسابيع على تلك الحادثة إلا وتسجل حالة اغتيال ثانية في حق ابناء جردان ( آل لحامد) في احدى قرى عتق بمنطقة الشبيكه, ولم يمضي اسبوعين على جريمة الاغتيال الثانية إلا ونسمع اليوم خبر مدوي بالنسبة لنا في صفوف الحراك عن حادثة الاغتيال الثالثه التي حصدت روح الناشط الحراكي ورفيق درب الحرية المناضل البطل (حسن حنشل) رحمة الله علية, الذي لقى مصرعه في قلب العاصمة عتق التي أصبحت كمدينة حاضنة للموت على أيدي القتلة المجهولين . فإذا كان الغازي المحتل ( ابو حرب) قد حفظ لهذه العاصمة كرامتها الأمنية خلال خمسة أشهر في فترة غزوهم, فما الذي يمنع رجالات شبوه من محافظهم الى مقاومتهم من ان يحفظوا لهذه العاصمة هيبتها وكرامتها الأمنية وهم من أهلها الاصلين وليسو غزاة ولا محتلين , فأين تكمن المشكلة الحقيقية لخنجر الانفلات الامني المسموم في خاصرة العاصمة الشبوانيه عتق , هل المشكلة في القيادة الشبوانيه اما في السكان أنفسهم التي تكتض اسواقهم بالشماليين المسلحين في المحلات والشوارع بعكس المحافظات الجنوبية الأخرى التي تلاشت منها ظاهرة حمل السلاح من قبل الشماليين . فهل سيضل ذلك الخنجر بالانفلات الامني مغمود في خاصرة عتق لتسجيل جريمة اغتيال رابعة ونحن نحمل المباخر ونقرع الطبول للقيادات الشبوانيه بتهليل والتكبير المفرغ من مضمونة الوطني , ومن هنا نقول لاصحاب المباخر والطبول يكفي كفاء لمن تطبلون لهم فإما ان يكونوا رجال دولة ويحملون اكفانهم على أكتافهم بمشروع شهيد من أجل امن واستقرار شبوة او عليهم الرحيل بصمت ويتركوا الفرصة لمن يحملون مشروع الشهيد الشبواني لأنتشال شبوة من الحضيض ومستعدين ان يضحوا بأرواحهم من أجل شبوة الباسلة في الشدة والرخاء .