مما لا شك فيه أن لكل شخص أحلامه وأهدافه في الحياة وهي التي تلازمه منذ الصغر وتحديدا عند التحاقه بالمدرسة واكتشافه لعالم الدراسة بكل مناهجه وموداه الدراسية ومشاكلة وهمومه وكل تفاصيله. بعد أن يتدرج الطالب في مراحلة الدراسية من الأساسي الى الثانوي تتغير لدية الكثير من الأفكار والطموحات ويبدأ بتحديد ما الذي يتمنى تحقيقه مستقبلا وبعد تخرجه من الثانوية تدق أجراس الجامعات لتنذر ببدأ حياة ومرحلة أخرى لا تختلف عن مثيلاتها سوى بأن من يلتحق بها يتمنكن من أن يخدم نفسه ومجتمعه مستفيدا من مجال دراسته حتى وإن كان بسيطا. ولكن عندما تصبح الأحلام كسراب بقيعة تتبخر كل الأمنيات التي كانت ملازمة لنا , هذا هو واقع طلاب الجامعات اليوم فلا توجد أي كلية من كليات عدن إلا وفيها جملة من المشاكل التي يعاني منها الطلاب والهيئة التعليمية نفسها , فالأوضاع الصعبة التي تتجرعها العاصمة المؤقته قبل الحرب إضافة لها اوجاع أخرى بعد الحرب وازداد الطين بله. فحالة الفوضى والعشوائية في الكليات وانعكاس الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على نفسيات ودراسة الطلاب كان السبب الرئيسي لعزوف الكثير منهم عن الالتزام بمواعيد المحاضرات والغيب لأيام عن الحضور كبقية الزملاء , ناهيك عن اختفاء البعض لعام دراسي كامل واحضاره تراخيص وأوراق رسمية لإعفائه من المداومة ودخوله الامتحان فقط دون أن توجد رقابة أو محاسبة له أو لمن يسهل له هذه الإجراءات التي اضحت دخيلة عن المجتمع العدني الذي لطالما عرف بنظامه وقوانينه التي يلتزم فيها الجميع دون أي اعتراض. لمعرفة تفاصيل أكثر عن معاناة الطلاب في مختلف كليات عدن وما هي الصعوبات التي يواجهونها ومطالبهم نعرض اليكم الاستطلاع التالي...
استطلاع : دنيا حسين فرحان
حشو في المناهج وصعوبة في الفهم يقول محمد فهمي (طالب بكلية الطب): تعد كلية الطب من الكليات المهمة في مجال التعليم العالي(الجامعي) فنحن سنعمل مستقبلا في مجال حساس وهو انقاذ حياة الناس وتقديم الرعاية الصحية لهم لذلك الدخول لها أمرا صعبا للغاية ويتطلب جهدا غير عادي للمذاكرة واجادة اللغة الانجليزية , للأسف عندما بدأنا الدراسة لم نجد المنهج المطلوب للتعلم والاستفادة بل اصطدمنا بواقع مر وهو حشو في الملازم وتكثيف كبير من قبل الدكاترة , وفي احيان كثيرة لا نتمكن من استيعاب كل ما يشرح بسبب ضيق الوقت والاوضاع التي نمر بها والتردي في مختلف الخدمات لذلك نريد أن يتم الالتفات لنا ومراعاتنا كطلاب فيكفي أننا نشاهد الوساطات تلعب دور كبير في دخول أشخاص الى كلية الطب دون أن يكونوا مؤهلين أو مستواهم ضعيف. نريد الانصاف وتقدير تعب كل طالب مجتهد وعمل تلخيص تفهمه عقولنا وتتقبله حتى يتسنى لنا اكمال الدراسة بالشكل المطلوب وليس فقط تمضية وقت على الفاضي.
اوراق واجراءات لإعفاء الطلاب من الحضور: تقول بسمه علي(طالبة بكلية الآداب): هناك اشياء تسبب لنا الازعاج من قبل الإدارة والاساتذة نلاحظ أن زملاء لنا لا يحضرون الا وقت الامتحانات وعند السؤال عن السبب نعرف أن لديهم اوراقا من مرافق عملهم أو إن كانوا افرادا في المقاومة والجيش تعفيهم من حضور الكلية والالتزام بالمحاضرات , لم يحدث هذا من قبل الا بعد الحرب بغض النظر عن الظروف التي يمرون بها يبقون طلاب ولديهم التزام بالحضور والمداومة لأن الجامعة ليست لكسب الشهادة فقط بل للتعلم والاستفادة وكسب الخبرة تحديدا لأننا في كلية تحمل أقساما سيتخرج طلابها وسيعملون في أمكان مهمه وسيكون لهم دور فعال في المجتمع. نريد التدخل السريع من قبل المسؤولين في جامعة عدن ووزارة التعليم العالي للحد من هذه الظواهر والزام الكل باحترام قوانين الدراية في الكليات.
عرقله وتحديات كبيرة تواجه الطلاب يقول سمير عبدالله(طالب بكلية العلوم الادارية): كلية العلوم الإدارية احدى الكليات التي تعاني كثيرا بسبب بعد المسافة من مديريات عدن فهناك عدد من الطلاب يغامرون في المجيء وتحديدا الفتيات وكلنا ندرك الاوضاع الأمنية التي تمر بها عدن في هذه الفترات وتجدد الاشتباكات بين الحين والآخر فبعض الأحيان يتم اغلاق الطرق والتشديد في النقاط المتواجدة في الطريق فنضطر الى البقاء في الباصات أو لا نستطيع الحضور الى بعد فتح الطريق , اضافة الى تغيب بعض الدكاترة والاساتذة عن المحاضرات وبالتالي يأتي الامتحان وتكثف علينا المذاكرة وتراكم الدروس ندرك أننا في وضع حساس وخطير لذلك يتطلب من الجميع الالتزام والحضور حتى نصارع الوقت ونكمل السنه الدراسية على خير وبدون أي مشاكل.
غياب التطبيق يضيع مجهود الدراسة تقوم خديجة اسلام (طالبة بكلية الحقوق): بعد الحرب اغلقت العديد من المرافق الحكومية المهمة منها المحاكم واصاب الكثير منا كطلاب الاحباط واليأس لضياع مجهودنا في الدراسة سدا خاصة من هو على مشارف التخرج والخروج لممارسة مهنته في المحاكم والنيابات , والابشع من كل هذا خروج بعض الطلاب من أول وانتقاله الى كليات أخرى كل هذا انعكس سلبا على نفسياتنا. والأمر الذي نعاني منه كثيرا هو عدم قدرتنا على تطبيق ما تعلمناه في كلية الحقوق فيصبح المنهج نظري فقط ولا مجال لتطبيق ذلك في محكمة محددة أو نيابة أو مراكز شرطة فما فائدة أن نتعلم ونحفظ ونختبر أو نمتحن بشكل آلي وليس تطبيقي لنعرف هل استفدنا شيء أم لا. نحن غذا سندافع عن حقوق الناس وسنطالب بالعدل والقانون في دولة نعرف انه لا يطبق فيها ولكن سنبذل قصار جهدنا لذلك فعلى الأقل نجد مكانا لتطبيق ما تعلمناه نأمل بعد اعادة فتح المحاكم واستئناف العمل فيها أن تكون لنا زيارات مكررة يرتبها لنا العميد وادارة الكلية ومعلمينا في أقرب وقت.
وتبقى معاناة الطلاب العنوان البارز على صفحات التعليم العالي الذي يصارع من أجل البقاء بأقل من ما هو مطلوب , لتترنح آمال الملتحقين بالكليات بين الواقع المؤسف التي تعاني منها البلاد والأوضاع الصعبة التي تلاحقهم بين الحين والآخر آملين في غدا أجمل وانصاف من قبل الجهات المعنية.