الإنسان وصل إلى هذا المستوى من التقدم التكنولوجي في شتى المجالات بعدما تنقل من جهل إلى جهل ليس بسبب عجز في العقل ولكن في شحة الإمكانيات والوسائل , والعلماء حين يكتشفون أمرا في الحياة وفي الكون أو يخترعون شيئا فإنهم لا يستأثرون به ولا يعاجزون به لأنهم يدركون أن ذلك هو الجهل بعينه , إذ لا يسعى وراء ذلك إلا الجاحدون والذين في العذاب محضرون , كما أنهم لا يفرحون ولا يستهزئون لأن ذلك هو الكفر إذ لا يجري وراء ذلك إلا المتعصبون . كناس بسطاء في المعمورة نحن الجنوبيون في الشرق يهمنا أن نتفاعل مع الغرب لإثبات قدراتنا لا الركون والاستسلام نتجادل فيما بيننا والآخرون يشتغلون بكل طاقاتها للقضاء علينا , فهذا حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي يسحب البساط من تحت الحراك الجنوبي يعمل بمنتهى الدهاء ينظم شئونه بأسلوب مؤسسي مستفيدا من تجارب دولة الجنوب السابقة من حيث تأسيس الجمعيات والاهتمام بالشباب والبعثات وإقامة علاقات على مستوى دول ومنظمات إنسانية لإدراكه بأهمية الجانب الإنساني في السياسة الدولية الجديدة , أصبح يدير شئونه بإمكانيات دولة بل صار دولة داخل دولة . البيان الصادر عن المؤتمر الأول للمجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي لتحرير واستقلال الجنوب بحضرموت المنعقد يوم السبت 4مارس 2017م بمشاركة 500 مندوب تمكن من تشكيل قيادة من 65 عضو كان مألوفا ليس فيه جديد متماشيا مع رغبات الجماهير الحضرمية والجنوبية متسقا مع النهج المرسوم للنضال في إطار موحد يحمل اسما واحدا هو المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي لتحرير واستقلال الجنوب من الطبيعي أن يضم تيارين احتراما للرأي والرأي الآخر , أحدهما آثر أن يتحالف مع شرعية الرئيس هادي اليمنية يشاركها في العمل يصبح حاكما لكنه فاشلا في بناء مؤسسات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية ناهيك عن بناء مؤسسات دولة جنوبية . وثانيهما معارضا لكل أشكال نظام الاحتلال اليمني سواء بالشرعية أو بدون شرعية معتبرا المشاركة في الحكم يمنيا إنما هو تخلف عن الواجب الثورة الجنوبية وتنصّل عن مسئولية المجلس الأعلى للحراك الثوري , يرى ضرورة أن يعمل الجميع تحت مسمى المجلس الأعلى للحراك الثوري في وقت نحن أحوج إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة وانضواء الفعاليات تحت رايته لما تتطلبه المرحة في تأسيس كيان سياسي جنوبي موحد وإرساء العمل المؤسسي . إن المؤتمرين في حضرموت عندما اختاروا هذا الاسم ليس طمعا بالمناصب أو للاستحواذ بقدر ما يبدو للمتابع من الوهلة الأولى أن الذين يعارضون نسبة المجلس الأعلى لمؤتمر حراك حضرموت إنما هم فئة متشبثة بالمناصب إن وجدت متفردون في اتخاذ القرار متمسكون بالشرعية اليمنية , ومهما يصدر منهم فلن يؤثروا على خيارات الشعب الجنوبي , لأنهم يتنقلون من موقف إلى آخر ومن وضع إلى وضع وهات يا مبررات . وأما التحالف العربي والذي لحد الآن لم يعلن رسميا عن اعترافه بالحراك الجنوبي رغم اعترافه بالشرعية اليمنية التي كانت يوما ما معارضة لنظام سابق عمل على تجنيب قطر المشاركة في وضع المبادرة الخليجية والتي هي ساهمت معه وعلى لسانه وضع وتعديل العديد من بنودها وهي الآن تعلن جهارا نهارا اعترافها بحزب الإصلاح اليمني الإخوانجي ودعمها للإرهاب المعيق لأمن واستقرار عدن والجنوب عامة , فنحن نرحب بأن الأمور تحت سيطرته إلى حين صدور منهم ما يثلج صدورنا فنحن نعد نفسنا شوكة في خاصرة الشمال وقوة ضاربة على الأرض بيد التحالف العربي لضرب أي اعتداء الاكتشافات أثبتت أن هناك صدى صور لجميع الأحداث التي جرت وتجري تسبح في الكون في رحلة أبدية لحين قيام الساعة , ونحن في الجنوب على الأرض عجزت الاهتمامات حتى من أقرب المقربين من تسجيل صدى صوتنا المطالب بحقوقنا وحريتنا لأصحاب العقول الكبيرة والرؤى والبصيرة والأدمغة المستنيرة , ربنا لا تجعلهم وتجعلنا من المهطعين مقنعي الرؤوس .