عدن هي العاصمة السياسية للجنوب العربي وتعتبر بمثابة الجنوب المصغر وكل مايحصل فيها سلبا او إيجابا يؤثر على بقية الجنوب، بعد تحريرها من الغزو اليمني الثاني الحوفاشي في 2015م شارك في إدارتها بعض من قادة الحراك الجنوبي وهو استحقاق فرضته الحرب والتحالفات مع الشرعية والتحالف العربي في معركة مصيرية للحفاظ على العروبة ونقائها وهو ما يتسق مع مناشدات الحراك الجنوبي السلمي بإن يكون هناك دور لدول مجلس التعاون الخليجي في إنصاف شعب الجنوب وتمكينه من استعادة ارضة وهويتة بالاستقلال وبناء دولته الجنوبية الجديدة المقتدرة على رعاية مصالح ابنائها مع دول المنطقة والعالم ومحاربة الاستبداد والفساد والقرصنة والإرهاب . ما يؤسف له هو أن ما الكثير من المصاعب والتفاعلات السلبية وعبث بعض الأطراف أدى إلى بروز تجليات مؤلمة للنتائج على الارض عكس مايطمح اليه شعب الجنوب من الأطراف الثلاثة التي تشاركت في ادارة المرحلة وهي بعض قادة الحراك الجنوبي وشرعية الرئيس هادي ودول التحالف الامر الذي تمعن في التدليل عليه مشاهد الفشل في ادارة العاصمة عدن على نحو مزر ومخز من كل النواحي ولايحتاج لتوضيح طالما القائمون عليها لم يوضحون او يتخذون إجراءات عملية خلال العامين التي تتعرض عدن لابشع صنوف التخريب في بنيتها التحتية وتعذيب اهلها الذين دافعوا عنها وقدموا قوافل من الشهداء. فالشرعية لم تقدم نموذجا ناحجا في بناء دولة بالحد الأدنى في ظل استمرار الحرب على اليمن بما يزيل الصورة النمطية من الفشل التي رافقتها منذ سقوط صنعاء وماقبلها حتى تمكن المشروع الايراني في السيطرة في العربية اليمنية ولم يستطع التحالف العربي الحفاظ على الحاضنة وحالة الترحيب والاندفاع الجنوبي للمشاركة معه في دحر المشروع الإيراني في المنطقة فبدلا من الاهتمام بالمناطق المحررة لتكون نموذجا لبقية المناطق الأخرى تركها تتردى في أتون الخراب والمعاناة وانعدام ابسط حقوق العيش الكريم للشعب في مجالات ترسيخ الامن وتوفير الرواتب بحيث غدت معظم الخدمات في حالة مأساوية تحاكي صور الانهيارات التي تعصف بسوريا والعراق وليبيا .
فهل من مراجعة شاملة لهذة الأوضاع وما افرزتة الحرب من خراب ودمار والاعتراف بما أظهرته تفاعلات الحرب من حقائق جلية بان الجنوب جنوب وان اليمن يمن لا يربطهما سوى الجوار والامتثال لموجبات إعادة الاعتراف بالدولتين وترتيب الفصل بينهما فذاك أفضل من الاحتراب لأكثر من عقدين من الزمن ولعل أهم ما أكدته احتدامات الحرب التي تدخل عامها الثالث بعد بضعة أيام هي أن أمن المنطقة يبدأ بالتوجه صوب بناء دولة الجنوب العربي بفكر جديد يمكنها من أن تشكل بموقعها المحوري رافدا مهما من روافد تعزيز الأمن القومي العربي ودحر الأطماع والمشاريع التوسعية الإيرانية المتعاظم خطرها على المنطقة العربية عموما .