ضياء الدريوال(أو الجنوبي) هو طفل في جسم رجل. توقف نموه العقلي عند سن البراءة . يحب الغناء والعزف على الإيقاع(الدربوجة) على وجه الخصوص. أحب ضياء الغناء والطرب والضرب على الإيقاع منذ نعومة أظافره نتيجة لما كان يراه ويسمعه في طفولته في منزل الفنان احمد الشلن الذي كانت وماتزال تربط أسرته بأسرة ضياء علاقات جوار قوية، بل وتعمدت بزواج أخي ضياء بإحدى بنات الفنان الشلن.
من شدة حب ضياء للعزف على آلات الإيقاع فإنه يمكن أن يحول كرتون أو قصعة حليب إلى آلة إيقاع يُسعِد بعزفه عليها أطفالاً صغاراً أو شباباً عندما يطلبون منه ذلك.
عندما يسمع ضياء صوت أغاني تصدر عن ميكروفون فإنه يتجه صوب مصدر الصوت، لا يهمه من يكون صاحب الفرح، ويقضي هناك الساعات الطوال فيه لا يهمه إذا كان جائعاً أو شبعاناً.
في الليلة التي أُصيب فيها ضياء برصاص دورية الحزام الأمني كان قد خرج لتوه من مخدرة أُقيمت خلف مسجد الدولة وقضى فيها وقتاً امتد من العصر إلى بعد العشاء. ويبدو إنه ذكر أن أهله أو أن بطنه ذكرته بأهله فعاد إلى منزله ليتناول طعام العشاء. ويبدو أيضاً أنه لم يكتفي بما سمعه في تلك المخدرة من أغان فأراد العودة إليها مرة أخرى ليسمع المزيد أو إنه كان يطمع في إن يسمح له الفنان بالمشاركة بالعزف على ألإيقاع كما يحدث معه من قبل بعض الفنانين في بعض الأفراح.
لكم أطرب واشترح على أنغام ضياء بعض المشاركين في المليونيات التي كان يقيمها الحراك الجنوبي في ساحة الحرية بخور مكسر.
وفي الأخير، هناك سؤال يطرح نفسه، وهو: هل سنحتاح لمساحات آمنة في جنوبنا القادم كتلك التي تقيمها منظمة اليونيسيف لدعم الأطفال نفسياً بعد الحروب التي شهدتها بلدانهم، وذلك لأمثال ضياء(الجنوبي)؟
تُرى ما ضر حزامنا الأمني، الذي نفتخر بإنجازاته على الصعيد الأمني، لو أنه استعان بأحد الجنود الأمنيين الثقاة من أبناء الحوطة أو تبن في دورياتهم ومداهماتهم حتى لا يصيبوا أمثال ضياء بأذىً، لا سيما وأننا قد سمعنا بأن ما حصل مع ضياء قد حدث من قبل مع آخرين وكانت النتيجة بالنسبة للسابقين كارثية ؟
ربنا يشفيك ياضياء الجنوب. ونرجو أن تكو ن إصابتك ضياءً يهتدي به السائرون نحو جنوب جديد حر ومستقل وآمن