تعاني مدينة تعز من الحصار الخانق الذي فرضته الميلشيات الحوثية على المدينة منذ اندلاع الحرب قبل حوالي عامين حتى اليوم، وحرب مستمرة، صاحبتها جرائم وانتهاكات مروعة لحقوق الإنسان تتكرر مراراً ولم تتوقف حتى اللحظة. ويروي فاروق عبدالله مدير اذاعة تعز، بشاعة جرائم المليشيات واستهدافها قبل ايام وسط السوق الكبير، المكتظ بالمتسوقين، وهو ما اسفر عن سقوط جرحى، مؤكدا ان قذائف الكاتيوشا والهاونات أصبحت مشهدا يوميا مألوفا في المدينة. ويعيش فاروق في جزء فقط من منزله المدمر، والتي تسببت قذائف المليشيات بهدم الطابق العلوي منه، وقتل احد المستأجرين فيه وإصابة شقيقه، يتذكر برعب واضح الليلة الاكثر رعبا في حياته، التي عاشها قبل اكثر من عام، وكيف امطرت مدرعة بي ام بي تابعة للحوثيين منزل بينما كان ووالده وشقيقه في غرفة داخلية بالطابق الاراضي، حيث قضوا ليلة عصيبة قبل ان يغادروا المنزل مع اول خيوط الفجر، ويعود اليه بعد اشهر عقب دحر المليشيات من المنطقة. من جانبه يؤكد محمد مارش ان سكان تعز تعايشوا مع دوي الانفجارات اليومية، واستسلموا لقدرتهم، وكلما دوى انفجار هرعوا لاسعاف الجرحى ودفن شهدائهم وعادوا ادراجهم الى بيوتهم واعمالهم بانتظار سقوط قذيفة اخرى في أي وقت. ومن جانبه ندد الناشط الحقوقي ذي يزن السوائي بالصمت الدولي المخيف الذي لم يحرك ساكناً في هذه المدينة المكتظة بالسكان من أجل إيقاف هذه الجرائم الوحشية التي تُرتكب بحق تعز ومواطنيها يومياً. وأوضح أن مدينة تعز هي أكثر المحافظات اليمنية تضرراً من حيث عدد القتلى والجرحى والنازحين، كما أنها تحتل الصدارة من حيث المدن اليمنية الأكثر إصابة بوباء الكوليرا. وأكد أن الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءاً ويتفاقم كل يوم، حتى وصل الأمر حد الكوارث والمجاعة في بعض المناطق الريفية مثل منطقة بلاد الوافي وجبل حبشي والكدحة والوازعية، وتدهور إنساني مخيف نتيجة الحصار الذي فرض عليها من قبل ميلشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ما أدى إلى وضع مأساوي خطير وانتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير جداً، ومستوى معيشي متدني سيطر على أبنائها بسبب انعدام المشتقات النفطية والماء والدواء والغذاء ونفاد الأكسجين في بعض مستشفيات المدينة، إضافة إلى صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تعاني من كثرة النازحين مثل مديرية جبل حبشي والمعافر والوازعية، حيث أن الأسر النازحة المتعرضة للتهجير القسري في مناطق المواجهات بتعز تلجأ إلى المدارس، والكثير من هذه العائلات لم تسنح لهم الفرصة لأخذ ما يلزم من أمتعتهم وممتلكاتهم الشخصية.