تبقى أنت القائد والرجل والإنسان بكل ما فيك من مدهشات وعجايب كاريزمية تستوطن في القلوب وخفايا الروح الداخلية وتجعل من ذكرك في كل اللحظات وليس في ذكراك الثانية وأنت مكبل ومقيد ومخفي ربما تكون الوحيد أيضا ليس عندي فقط وإنما عند جميع من كتب وتحدث عنك بأنك ولو أوقفنا عن الهرج والمرج الذي لم يسمن ولم يغني من تكبيل واستجابة فان صفحات القلوب وحبر الأوردة والعيون يكتب لك دوماً ليس في اليقظة فقط وحتى في المنام ...بل ان الشعب كله يكتب لك دعوات وابتهالات كل ساعة وحين ...وفي أقلام الساسة والمسيسين تكتب وتذكر دوما ان لم يكن في خصوماتهم وكيف خذلوك وغدروك ففي مواقف أخرى تجري إمام أعينهم صباح مساء كيف كنت أنت في مثل هذه المواقف وكيف تتصدر المشهد الواقعي والفعلي وليس الإعلامي والقول ..إن الكتابة عنك علناً أصبحت ضرب من العجز والاستجداء والتسول في نفوسنا التي تشربت منك العزة والشموخ والإباء والصمت كالأسود ..ومن ناحية أخرى نعيش سيرتك البطولية كل يوم ونحن نسمع طبول الحرب ونزور جريحا وننعي شهيدا وهم صنعك وتلاميذك وأنت نجمهم الذي يقتدوا به في ميادين الشرف والبطولة والالتحام وسط فوهات البنادق والمدافع والسنة النيران .. دعهم في غيهم يعمهون بكل إشكال الخذلان والصمت والتجاهل من الحكومة الشرعية وبكل إشكال الغرور والعنجهية والصلف والابتزاز والانتقام للمليشيات الانقلابية ففي الأخير تزيدك كل تلك التصرفات لمعاناً ووهجاً ومكانه كبرى في أصقاع الوطن ونفوس الشعب وهذا ما نذرت حياتك من اجله ودفعت في سبيله الغالي والرخيص إما المكاسب والمصالح فقد رفضتها حين كانت بين يديك وأنت متربع على عرش السلطة ففي الأصل أنت لا تريد ذلك العرش المادي السلطوي الجهوي انته تريد عروش قلوب البسطاء والعامة وكان لك ما تمنيت وأكثر.
تحيه لك من الأعماق كل صباح وكل مساء وكل يوم ايها الهمام البطل محمود الصبيحي بأخلاقك وصفاتك وأصلك وتاريخك ومسيرتك وليس وليس برتبتك ألعسكريه ومنصبك الحكومي ...كنت محمود الصبيحي البطل المحترم المبجل والعزيز وأنت خارج الزنزانة وصرت محمود الصبيحي الغالي والمعشوق والكبير وأنت في الزنزانة ..