سبق وان كتبنا مقالا حول ظهور هذه الظاهرة منذ 1400سنه والصفات المشتركة بين خوارج ذلك العصر وخوارج اليوم في التكفير والاغتيالات وتفجير وفي مقالنا المتواضع هذا سوف نبين بعض الاسباب التي تودي الى ظهور وعوده خوارج العصر على كثرة مسمياتهم من القاعدة وتفرعاتها الى داعش واخواتها والذين يشتركوا جميعا في نهج واحد وهو (التكفير والاغتيال والتفجير) ومن هذه الاسباب : اعراض كثير من المسلمين عن دينهم "عقيده وشريعة واخلاقا مما اوقعهم في ضنك العيش ونتج عن ذلك كثرة الافتراق والاهواء والتنازع والخصومات في الدين والاعراض عن نهج السلف الصالح والتنكر له والعلمنة الصريحة في بلاد المسلمين والى الحكم بغير ما انزل الله وشيوع الفساد والفواحش والمنكرات وحمايتها والتعلق بالشعارات ولأفكار الهدامة المستوردة وكذلك كثرة الذنوب والمعاصي وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر , شدة الغيرة وقوة العاطفة لدى فئات من الشباب والمثقفين على الدين بدون علم ولا صبر ولأحكمه وبدون مراعات المصالح ودرء المفاسد ادى ذلك الى الغلو وشده والعنف والقتل والتفجير ممالا يستقيم به للمسلمين امر لافي دينهم ولا في دنياهم , شيوع الظلم بشتى صوره وإشكاله من ظلم الحكام الى ظلم الناس بعضهم لبعض مما ينافي قصد الدين في تحقيق العدل بين جميع الناس , تحكم الكافرين (من اليهود والنصارى والملحدين والوثنيين) في مصالح بلاد المسلمين وتدخلهم في مصائر شعوبها عبر الاحتلال او الغزو الفكري والإعلامي والاقتصادي تحت ستار المصالح المشتركة او المنظمات الدولية ونحو ذلك مما تداعت علينا الامم بين طامع وحاسد وكائد مما جعل الشباب يشعر بالضيم والإذلال , الفجوة بين العلماء والشباب ففي اغلب بلاد المسلمين تجد العلماء أصحاب الفقه والحكمة والتجارب في معزل عن اكثر الشباب وربما يسيئون الضن فيهم وبالمقابل تجد الشباب بحيويتهم ونشاطهم وهمتهم بمعزل عن العلماء فتتلقفهم بعض الجماعات التي تفرق بين المؤمنين وتحشوا في اذهانهم الافكار والمفاهيم التكفيرية والتصادم والعنف مع المخالفين لهم وعدم الثقة وأحيانا السب للعلماء الاجلاء , فساد الاعلام حيث ان اغلب وسائل الاعلام في البلاد الإسلامية اصبحت تسخر للرذيلة وفساد الاخلاق بشتى صوره ووسائل اخرى لنشر فتاوى التكفير والعنف والقسوة وتشاؤم واليأس وإفساح المجال لحدثاء الاسنان وسفهاء الاحلام وفي المقابل من ذلك محاربه اعلاميه لا هل الفضيلة والتقوى والخوف من الله والذين يجتهدوا في نشر الدين الحق , استغلال هولا الشباب من قبل بعض الدول ومخابراتها وتقديم لهم الدعم المادي من سلاح ومال وسيارات وتدريب وتسخير لهم كافة الوسائل الإعلامية باعتبارهم مجاهدين وذلك لتحقيق اهداف ومصالح سياسيه واقتصاديه لصالح تلك الدول وباسم الدين , الفقر والأمية وهذه اسباب مباشره تودي حتما ببعض شبابنا الى الانخراط في هذه الجماعات وتبني فكرها وتنفيذ افعالها من تكفير واغتيال و تفجير اما بدافع اساسي وهو الحصول على المال فقط اوباغراء عقله بانه يجاهد في سبيل الله ونصرتا لدين وان عندما يستشهد سوف يغذا مع النبي صلى الله عليه وسلم وان خمسين حوريه سوف تستقبله بالأحضان وذلك بسبب عدم حصوله على التعليم الكافي الشرعي او المدرسي او السببين معا أي الفقر والجهل , وجود الصراعات والحروب في الدول العربيه الاسلاميه فيما بينها وكذا داخل الدوله نفسها اضافه الى اثارات الخلافات السياسيه وتحويلها الى صراعات مذهبيه .
نعتقد ان هذه الأسباب العامة والمشركة في جميع الحالات وهناك حالات انفرادية لها اسباب خاصة يمكن ان نتطرق لها مستقيلا بأذن الله والله من وراء القصد