بالأمس القريب ، أي في عهد صالح كان المعلمون هم المدللون فأعلى الرواتب لهم ، حتى وصل تدليلهم أن صدر قانون باسمهم هو قانون المعلم ، وكان حلم الفتاة أن يكون زوجها معلماً ، وكان المعلم هو صاحب البقرة فهو الذي يمتص ضروعها ويتنقل بين الأربعة من ضروعها ، كما كان يتندر بهذا القول عامة الشعب ، فالتسويات للمعلم والقانون له ، والعلاوات له كذلك ، مرت الأيام بعد خلع صالح الذي كان للمعلمين اليد الطولى في انتزاعه من كرسي الحكم ، فانتزعوه فذهبت حقوقهم وتندرت الفئات الأخرى براتبه ووضعه وتمنت الفتيات أن يصرف الله عنهن أزواج الغفلة المعلمين ، وأن يكون نصيبهن في عسكري ، وياسلام لو كان كتفه مرصعاً بالرتب . ذهبت قيمة المعلم كذهاب هيبة الريال ، فأصبح المعلم كالريال اليمني لا قيمة له ، وأضحى غيره كالريال السعودي يطرم طريماً ، تراجعت قيمة المعلم حتى أمسى يستجدي اللقمة ، فالمعلم اليوم يتسلم 30 ألفاً إلى 40 ألفاً وإن ارتفع قليل منهم توصلوا للستين مثلهم مثل طلابهم الذين يدرسون عندهم ، عيب يا حكومة بن دغر ، عيب والله أن يصل المعلم إلى هذا المستوى من الإهمال ، عيب وحملة القلم يهانون في عهد الشرعية ، هل يعلم هادي بهذا الأمر ؟ هل وصل لمسامع الشرعية أن اثنين مدرسين يتسلمون راتباً يعادل راتب طالب من طلابهم ؟؟ متى سيفوق بن دغر من سكرته وينصف المعلمين ؟ لقد أضحى المعلم المدلل بالأمس مهاناً منكس الرأس على أبواب التجار ، ياويحكم أيها البلداء ، كيف تناسيتم معلم الأجيال ، كيف أُهين في عهدكم صاحب القلم ؟ مابالكم تتجاهلون حاجته ؟ ما بالكم تتفننون في تعذيبه ؟ فانقدوا المعلم فإنني أرى الوطن يحتضر ، وإن لم تنتشلوا وضع المعلم ، فعلى الوطن السلام ، هزلت ونحن نرى معلم الأجيال خاضعاً مهاناً وهو يرى الوطن يحتضر ... قلت قولي هذا لعل الحكومة تفيق .