لقد ظلت ظاهرة الإرهاب والعنف والتطرف مرفوضة على مدار التاريخ ، فالفطرة الإنسانية السوية جبلت على حب الخير والسلام ..والأمن والاستقرار ،فيما ظلت ظواهر الشر والعنف ظواهر شاذة منافية لفطرة الله التي فطر الناس عليها ..!! لتبقى (ظاهرة الإرهاب )*..ظاهرة عالمية اليوم بما تحمل في الذاكرة من ذكريات سيئة لم تخلق ورائها غير الدمار والقتل وإزهاق النفوس البريئة ..والفشل الذريع في نهاية المطاف من تحقيق أهدافها التخريبية أو الجهادية كما تنظر إليها من مفهومها الجهادي اليوم ...!! * الأسباب والمناهج الصانعة للإرهاب :- لعله من المفيد الإشارة إلى أنه مهما تعددت الأسباب أو اختلفت المناهج الصانعة للإرهاب والإرهابيين فأن مبرراتها تظل ضعيفة ..لأنها في نهاية الأمر تدعو إلى قتل النفس التي حرم الله قتلها كجريمة لا يمكن تبريرها بأية صورة من الصور وبدون وجه حق ..منافية لكل قيم ديننا الإسلامي الحنيف ..والدعوة إلى الحرابة وضرب مصالح البلدان والشعوب و تعطيل حياتها وسكينتها ...!! لقد حاولت اليمن منذ عقود قريبة من الأزمنة الحديثة أن تكون بعيدة عن ظواهر الإرهاب إلا في فترات متفاوتة من تاريخها المعاصر والمضطرب ..ونظرا لظروفه الاقتصادية وحالة الفقر المتزايد بين فئات شبابه وعدم الحصول على فرص عمل مستمرة ..إلى جانب تدني المستوى التعليمي ...حيث استطاعت هذه الظاهرة أن تتغلغل في معاصم ومفاصل مجتمع فقير تنقصه كل وسائل العيش بكرامة وتعفف واستغناء ..!! فكانت تظهر حينا تحت مظلة الدفاع المزعوم عن حوزة الدين الإسلامي الذي تقوم به بعض العناصر المغالية في تطرفها لمفاهيمها الخاصة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ...!! * البدايات الأولى لظاهرة الإرهاب في اليمن
ومن البدايات الأولى لظاهرة الإرهاب في اليمن والتي تجسدت في بادئ الأمر بأعمال عنف وخطف السواح ..وتخريب واعتداء على النقاط العسكرية والثكنات الأمنية خلال الأعوام (2010/1996 ) والتي قامت بها جماعات متطرفة خارجة عن النظام والقانون (كما كان يطلق عليها )..ولا تخدم بأعمالها تلك إلا زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن وإقليمها المجاور ...ومن خلالها تعدد وجهاتها المختلفة ..حيث ظل النظام في اليمن (صالح ) يبتز بها دولا إقليمية ..ويدعو المجتمع الدولي إلى مساعدته ومساندته في (مكافحة الإرهاب)*.. ويفتعل تأثير ذلك بين الحين والآخر إيهاما بأن تلك الأعمال قد جلبت الضرر على الاستثمار والاستقرار والأمن والسكينة العامة في اليمن الذي انعكس بدوره سلبا على التحولات الاقتصادية والتنموية في المجتمع ...ناهيك على ما يكلف ذلك من إجراءات وتدابير لمواجهة ومحاربة تلك الأعمال والجرائم الإرهابية من أموال الخزينة العامة للدولة (حينها )..كأعباء مالية إضافية تمثلت في تكاليف الحملات العسكرية والأمنية ..على أن تتخذ التدابير الخاصة بذلك من تعزيز الانتشار الأمني في عدد من المناطق الأمنية والاقتصادية الهامة وتزويدها بمختلف المتطلبات اللازمة لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله وبمختلف جهاته وجبهاته ...!! * الحرب في اليمن و أغطية بؤر الإرهاب الدولية :- إلا أن الحرب في اليمن والتي اندلعت في عام (2015 ) بين القوى المتصارعة على السلطة والتي كانت تختبئ إلى وقت قريب خلف ( وثيقة مخرجات الحوار / والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية )*..والتي أحرقت اليمن من عآليها إلى سآفلها ..!! قد أفرزت أنواع جديدة من الإرهاب المنظم والمستفحل ...حتى غدت اليمن بلدا موبؤء بالإرهاب ...حيث أن الحرب قد كشفت كل الأغطية التي كان يتستر بها النظام الحاكم (نظام صالح )* في اليمن طوال عقود مضت ..والذي كان يلعب أدوارا متناغمة وعلى أوتار دولية وإقليمية مستغلا كل الظروف والمناخات العالمية بالظهور كضحية للإرهاب المستورد و المستهلك لكل الحالات العربية الأفغانية السابقة ..وتجديد فرص الانخراط البيني لعناصر جهادية من تنظيم القاعدة بعناصر تابعة للنظام أو جهات قيادية أو حزبية فيه .. كموطن بديل وحاضن للإرهاب . ..!! * وهاهي اليمن اليوم في ظل الحرب المستمرة لعامين تعيش أسوى حالات التشرذم والقتل والاحتراب ..بكل صوره ليغدو الإرهاب كورقة صغيرة تتقاذفها كل القوى المتضاربة هنا ..وهناك ..!! وتفتح المجال واسعا لتدخلات أجنبية أمريكية قوية تعمل بنمط أستخباراتي معين في تنفيذ عمليات عسكرية سريعة جدا ..وتكشف بؤر أقل ما توصف به في هذه الحرب اللعينة في اليمن بأنها (بؤر إرهابية )...وذلك كإحراق أوراق اللعبة السياسية المتحاربة في اليمن ..!! نعم ..اليمن بلد موبؤء بالإرهاب ..!! الإرهاب الذي تبحث عنه أمريكا وحلفائها ..كما بحثت عنه في العراق من قبل ..!!؟؟ ..الإرهاب الذي تنشره وتنشده وتستظل به قوى الظل والحرب في اليمن ..الإرهاب الذي لا يمكننا إلا أن نقول عنه (لا دين ..ولا وطن ..ولا عرف له )*..في زمن القتل ..والحرب ..والقصف ..بكل أنواع الأسلحة ..وبكل أفكارها ..وجهاتها ..ومن كل الجهات .. ومن مختلف الدول والعوالم ..سيتنقل الإرهاب كعملة عابرة للقارات ..ولها قيمتها صعودا وهبوطا ..في ظل عالم إنساني لا قيمة لحياة البشر والمجتمعات فيه ...!!