هو صديقي وصديق أحاديثي المكتظة واسئلتي المحيرة مواسي دمعاتي التي أسربُها في الخفاء فتترسب كأنها في قصبتي الهوائية وتخنقني؛ صديق الخيال لايواسيني واقعا سوى كلماتهُ،، اهرع اليه كلما تكاثرت حولي اسئلة مجهولة إجابتها بداخلي، لعلِي أشق طرق العودة والنجاة وأتغاضى عن الخيبة التي تُغطرس في ذاتي فأجدني وحيدة في عراء الليل وظلمته،،
صديقي أهرول إليك بأحاديث مشنوقة في كل مرة أرتب أحاديثي واسئلتي؛ أتسمر حينها لاجدك حتى أنت هذه المرة لم تفهمني ولانني كنت مسحوقة مرمية متناثرة على أرصفة الذكريات التي أتناول عقاقيرها كل مساء لكنها عقاقير مضرة تزيد حالتي بؤسا،، تدلني على النسيان من اقتحام الذكريات التي تأسرني وتبعدني بكلمات التحذير من الأشخاص الذين أجتاحوا مدينتي وهدموا صومعة مشاعري وقيدوني عن ممارسة طقوس الثقة بينما أنت ياصديقي تفتقر تلك النصائح..!!
صديق العراء، والليل ، والشتاء،لكنني فارغة عارية متجمدة،تسألني كيف هذا كلهُ..؟؟! سأجيبك:فارغة الاهتمام عارية في لليل الحنين متجمدة في شتاء المشاعر،نعم تجمدت مشاعري منذُ أن سقطت الثقة مع أول قطرة دمعة حاربت وجنتي في ليل شتاء نهش عظامي...
ياصديقي ما أكبر أذنيك في الاستماع بل أقصد ما أوسع عينيك في قراءة حروفي الباهتة المملة اليائسة المدهوسة بحوادث الخيبة وما أكثر نصائحك التي تسقطني قتيلة حينما لاتفهمني ولاتصدق الحنين المثقل على صدري..
الحنين المشتت المبعثر المغصوب المخنوق حينما يحمل أشتات المشاعر كالحنين للوطن لنفس، لصديق ،للحبيب ،للاحلام..وما أصعبها من أحاسيس مثقلة...
أنا مغترب ياصديقي مغترب عن وطني وأنا فيه عن نفسي عن أحبابي وأصدقائي وأحلامي..أعد كل يوم حقيبة سفري لاسافر واسافر وأحلق وأقلع في مطار الأمنيات وأهبط في ترانزيت الأمل لافرح باللقاء فأجدني في ساحة الاحلام الخالية..!!
ياصديقي أتعلم بأن زميلة لي اليوم حدثتني عن موقف اثار الحيرة فيها فأتتني هارعة تحدثني بأنها كانت متسمرة في شارع الحياة تحمل تلك الكتب التي لاتفرغ من ايادي الطلاب بحروفها المهملة المتصعبة السهلة الممتنعة؛ ونحن فارغو العلم مشنوقو المواهب؛ دعني أكمل لك موقفها..كانت تنتظر حافلة النقل التي تنقلنا إلى ساحة العلم كما يزعمون (الجامعة) فإذا بها تقابل في فلق الصبح مختلا عقلياً (مجنون) ينظر لها ويقترب ويقترب إلى أمامها ويطلق سراح كلماته في وجهها بمحمل من الاستشعار مرددا قائلاً لها: أنتِ طالق طالق طالق ..؟!!!! أنذهلت زميلتي لكلمات ذلك المجنون بعلامات الاندهاش..!!
لم تفهم زميلتي ياصديقي بإن ذلك المجنون حمل لها رسالة أختصار بما لم يستطع جنونه تحمله، أراد أن يوصل لها بإن أحلامك مفصولة مطلقة من واقع يحكمنا من الأوراق..!!
حتى المختل ياصديقي فهم أننا مطلقون مفصولون تائهون عن الحياة ..!!
عن الأنثى أتحدث ياصديقي؛التي صوتها مكبوت مألوم مذبوح بحشرجات صوت متقطع لايوصل بثهُ للمجتمع ولأنها أنثى لاتمارس إلا طقوس مرغوبة لذلك المجتمع...
احاديثي طويلة ونبراتي قصيرة وأحرفي نفدت بينما مشاعري تخنقني بشتاتها؛تخنقني حنين ألم أمل أشتياق حزن سعادة حلم؛مشاعر تبعثرني أشلاء تنزفني في بقيتي ولم تنفد..!!
مطوية رسالتي ياصديقي بين ذكريات باقية وممزقة وحنين مستمر وحلم حياة لم أستيقظ منه بعد...