كانت حياتي فوضى .. لا الشتاء يُهمني .. ولا الصيف , كان البحر صديقي وكاتم أسراري ,, كانت إذا رأتني الشمس حملت أشعتها الذهبية وألقت بها بين أصابع يدي . كُنت أذهب ليلاً إلى شاطئ البحر ,, فابحث فيه عن حُلمي الذي أراه كل ليلة في نومي وصحوتي. حتى في الشتاء ,, وأثناء نزول المطر ... رغم برودة المكان الذي يُنذر بقدوم عاصفة من جديد.., لكن أذهب .. لعلّي أجدُ حُلُمي السرمدي ,, أجلس على شاطئ البحر وانتظر طلوع شمسٍ من جديد .. لا احتاج ألا لشيء واحد فقط .! فقط أحتاج إلى أن التقي بتلك العيون السمراء .. التي تملأ المكان ضياءاً .. وحينها ... لا أريد المزيد .. فقط انتظر لحين .. ويجتاحُني الحنين .. ل رُبما نلتقي بعد عام .. أو بعد جيل .. أو بعد بُرهةٍ من الزمان .. لا أُريد أن أترُكَ المكان .. لا أريد أن أغادر الشاطئ .. لن أذهب لأي مكان . إنها في خاطري .. لا ملامح لها مجرد طلاسم عجيبة .. مجرد أشياء .. لا شرقية ولا غربية .. فهيا تبقى عني غريبة .. كم انتظرت .. وكم سأنتظر ,! عامان .. ل رُبما أكثر بكثير . حين أجلس على الأريكة المُتهالكة .. وتلك الطاولة التي ما عادت تستحمل البقاء .. وهذا القلم الذي أكتُبُ به كل ليلة دخل في غيبوبة مثلي من شدة الاشتياق للقاء ... أألتقيكِ سيدتي ؟. . هل سأجدُك يوماُ بين أصابعي ..,؟ في أحلامي .. والفوضى تحمِلُني .. تحتل عُمري .. وتستعمر كياني .؟ تلك الفوضى ما عادت تُعنيني .. ف لقائُكِ أدمى شراييني .. سيدة هذا العالم .. سيدة المكان .. وكل زمان . سيدة الأبجديات .. وكل الحروف والكلمات. سيدة الموسيقى والمزامير اليومية . لا فوضى دون أن أحلُمُ بكِ ., لا حرية دون لِقائُكِ ,, لا أبجديات للوطن . لا كلمات للحرية إلا من خلال حروف إسمُكِ .. أألتقيك بعد صباح ؟ بعد بزوغ فجرٍ من جديد .. هل ألتقي بكِ قريب .. فهذا غريب , حتى ل لقائك هناك طلاسم غريبة .. وسيمفونية عجيبة .. وتراتيل يجب أن أرتلها .. وكلمات بمعنى فاخر ك فنجال قهوةٍ عُذرية .. أرتشفها ذات صباح . إني أراكِ تقتربين من بعيد .. تلوحين بيديكِ من جديد .. ها أنتِ تقتربين .. وأتسمر في مكاني وكأن الروح غادرتني وجاءت لتستقبلُك وتركتني. لا أقوى على الحراك .. فروحي ما عادت في جسدي ... أنها معك . إنها بجوارُكِ .. أريد أن اصرخ لا استطيع .. أريد أن أهرب لا اقدر ! يا الله .. أني ك تمثال متجمد في مكاني من هول اللقاء .. ها أنت تصلين .. تضعين يديكِ في يديّ .. ك قطعتُ جليد .. إني مُتجمد في مكاني إني لا أدري ماذا دهاني .؟ ليلي من الانتظار .. أيام من الشوق .. وألان .. لا أقوى حتى على رد السلام .! اعُذريني سيدتي .. فالشوق والحنين .. غادرُني من سنين .. وخاصم أيام بعد طول غيابك , ما شعرتُ يوماُ بالسعادة إلا عندما التقيتُ بعيّناكِ صاحبني الذهول يا صاحبة العيون السمراء .. يا هذا المساء وكل مساء ... عيناكِ سيدتي ليلٌ ودموع .. ذهابٌ ورجوع .. إنها ثورة أبدية . وأنا ثائرٌ حائر . لا أجد إلا عيناكِ تصحبُني إلى ما لا نهاية .. ومتى الرجوع .. وفي حبك لا ركوع . وفي وجدك تتجمد الدموع .. لا كلمات أبجدية .. ولا أحلام وردية .. لا مكان للبقاء ومتى سيكون اللقاء .. لن أُسافر .. لن أتركَ هذا الشاطئ إلا حين ينتهي الحنين . لا بحرٍ من غير سُفن تُبحر إلى عينيكِ كل صباح .. وتغتالُني عيناكِ . وتعتقِلُني وتحتلُ عُمري وتستعمر أيامي . وأبقى أنا أسيرُكِ إلى الأبد .دون أحد , يا سيدة الموانئ .. وسيدة الشواطئ .. كل سفن البحارة عادت الى مرفأها وسفينتي ما زالت تجوب البحار .. ما زِلتُ تائه في صدى عينكِ السماء ك قِطعٍ من الليل . ك موج أزرق تحمله الشواطئ الى المجهول .. وأبقى أنا في غيابُكِ أنتظر ساعة اللقاء .. إنه الحنين يا سيدتي . ف لا أقوى على الانتظار .. فما عاد كلماتي تحملُني .. ولا حروفي تُسعِفُني . أنتظر لِقائُكِ .. أنتظر بزوغ فجرُ عينيكِ من جديد .. إلى لُقياك .. أنتظر هذا المساء .. وكل مساء .. فالفوضى أتعبتني .. وإنها فوضى كبيرة تحتلُني . بقلم الكاتب : موسى العقاد بريد الكاتب : [email protected]