حينما تشاهد الأبطال يطلقون الحسرات ويوقفون باستحياء امام عدسات الكاميرا محاولين التعبير عن اوجاع قلوبهم التي يشعرون بها فتسابقهم دموعهم قبل حروف كلماتهم معبرةٌ عن حجم الوجع الذي يشعرون به . ويخرجون كلمات متقطعة من اعماق قلوبهم مصحوبة بتنهيدة لا تقوى الجبال على حملها وخلايا اجسادهم ترتعش وملامح كئيبة تخشى ملامحهم فيجب عليك حينها الوقوف دقيقة محاولاً مراجعة تفاصيل ما يحدث .
علي ثربة الثائر الصلب صاحب العٓلم المنمق و العصى الطويل المعاق الذي أعاق قوى الآحتلال بصموده و إخلاصه ، صاحب الجسد النحيل الذي صعقه الاحتلال بالكهرباء عدة مرات من اجل ترك العلم فرد بكل شموخ اقتلوني وخذوه وكان يقصد علم دولة الجنوب .
علي ثربة ثورة متحركة كنّا نستمد صمودنا من مبادئه القوية وشموخه المتين ، رغم ضروفه الصعبة وحياته القاسية إلا انه كان رقم صعب في الثورة لا يمكن تجاوزه باع عدد من نعاج أمه من اجل المشاركة في مليونيات الحراك الجنوبي وباع نفسه رخيصة من اجل المشاركة في استعادة الوطن .
اليوم بعد أن شُلَّت الثورة وتغيرت قيمها وذبحت مبادئها تخليتم عن علي ثربة مقابل رقم عسكري وحفنة ريالات يمنية ، تركتم علي ثربة يذرف دموع القهر و الحسرة محاولين إقناعه بأنه معاق ونسيتم بأن أعاقته تحركت حينما كان الأمن المركزي يعيق تحركاتكم ويرعد فرائصكم يا هؤلاء علي ثربة بطل وتاريخه ناصع وإعاقته شرفٌ لثورتنا وتاج على رؤوسنا و وسام على صدورنا .
قبل الختام رفيقي علي ثربة ما أوجعني اليوم بأن بطش الأمن المركزي الذي سجنوك و ضربوك و حرقوا جسدك لم يصنعوا بقلبك الوجع ولم يجبروا مُقلتيك على الدموع بل كنت تعود إلينا منهك الجسد شامخ العزيمة واتذكرك وانت تحكي لنا تفاصيل قصت اعتقالك وحينها كنت تضحك وتضحكنا معك واليوم لم أقوى على مشاهدتك وانت تبكي من رفاق الأمس وقادة اليوم .
عزيزي الأستاذ فضل الجعدي محافظ الضالع وأخي اللواء علي مقبل و اخي القائد أبو الجنوب قائد المقاومة الجنوبية في الضالع دموع علي ثربة وصمة عار في جبينكم ونقطة سوداء في تاريخكم فمن بين آلاف الأرقام العسكرية عجزتم منح رقم واحد ل علي ثربة هل تريدون خذلانه أم نسيتم بطولاته و صموده الأسطوري ؟