هاهي ذكرى رحيلك السنوية تهل علينا مجددا كعادتها ولكن في نسختها الثامنة وها نحن نحييها بقلوبنا وأقلامنا ودموعنا ونحيي بأحيائها أرثك الكبير من الحب الذي أغمرتنا به ومواقفك الرجولية الكثيرة التي وقفتها معنا ودروسك العظيمة التي علمتنا أياها خلال فترة تتلمذنا على يديك ونخلد الى الأبد جمال وعظمة علاقتنا بك التي كان وما يزال لها الأثر الكبير في تكوين شخصياتنا والبصمة الخالدة في مسيرتنا الصحفية المتواضعة. ونحيي بأحياء ذكرى رحيلك الثامنة أرثك الصحفي العظيم وكنز نتاجك الثمين الذي جمعته على مدى عقدين من الزمن ونيف ، نتاج فكرك المختلف عن كل الأفكار وقلمك المغاير عن كل الأقلام، قلمك الذي تقزمت كل الأقلام أمام تميزه وشجاعته وطرحه الذي غالبا ما تحولت قطرات حبره الى رصاصات قاتله موجهة إلى صدور الفاسدين العابثين بقوت الشعب ومقدراته وأمنه واستقراره. بأحيائنا نحن محبيك وتلامذتك ذكرى رحيلك الثامنة نحيي ذكرى رحيل رجل عظيم حفر أسمه في ذاكرة المواطن ونقش سيرته على جداريات الوطن البائس ورسم صورته الشموخه في حنايا القلوب العاشقة للحقيقة والباحثة عنها في ثنايا الواقع المزري . سنوات ثمان مضت منذ أن رحلت عن دنيانا ولم يزل أسمك يملئ ثناياها ، غادرت حياتنا ولم يزل أسمك يمر فيها تزامنا مع مرور ومضي ساعاتها وأيامها وأسابيعها وشهورها , غبت عن أعيننا ولم يزل عطر سيرتك ومسيرتك يؤكد حضورك الأبدي في ذاكرتنا وسكونك السرمدي في قلوبنا وخلود عظمة وشموخ شخصيتك في وجداننا. سنوات ثمان مضت ولم تمض بعد مأثر قلمك وعمق وقوة وتأثير طرحك من ذاكرة قرأك ، مضت ولم تندمل بعد جروح الفاسدون والعابثين بمجتمعك ممن أصابتهم سهام نقدك ، مضت ولم ينسى بعد ممن وقفت معه وحملت ملف مظلوميته وأوصلت حيثيات معاناته إلى أعلى المستويات وسخرت له شخصيتك وقلمك وعلاقاتك حتى أنصفته. نعم مرت السنوات وانطوت في زخم الحياة وضجيجها ومشاكلها وضنكها وأنت يا أبا محمد مازلت متربعا على هرم الحب وباسطا في فيافي القلوب وخالدا في حنايا الذاكرة المنهكه بكثرة أحداث الأيام وأزدحام مأسيها وتراكم نتائجها الكارثية. أبا محمد نعم رحلت عننا ولكن بأختيار بأرائك لتكن جواره , وغبت ولكن بإرادة خالقك الذي له ما أعطى وله مأخذ وسكنت فينا ولكن بحسن خلقك وجمال تعاملك وعظمة مواقفك ولهذا بقيت معنا وفينا حاضرا لم ترحل ولم ولن تغيب تضل كلماتك الناصحة ناقوسا يقض خلايا النسيان فينا وتبقى أرشادتك الهادفة تذكير بأبوتك الصادقة وأستاذيتك الحقيقية في مرحلة بداياتنا . أبا محمد لقد شهدت السنوات الثمان الكثير من المتغيرات وأبشرك بعدم ذهاب جهدك في تعليم الكثير من تلاميذك أبجديات العمل الصحفي هدرا فهاهم الكثير منهم اليوم يتبؤون مناصب علياء في الدولة منهم نائب الوزير ووكيل الوزارة والمدير العام في الوزارة أو المحافظة لم تكن الوساطات دليلهم للوصول الى تلك المناصب بل كانت كفاءاتهم وجدارتهم هي من أوصلتهم الى ما وصلو إليه فهاهما شفيع العبد وصالح الحميدي وكلاء وزارات وهاهو عبدالله مهيم مستشارا في وزارة الشباب وهاهما علي سالم بن يحيى واحمد بوصالح مدراء عموم مكاتب وزارية بالمحافظة ومحمد هشام باشراحيل مستشارا في وزارة الاعلام وجمال شنيتر نائبا لمدير إذاعة شبوة وغيرهم الكثير من تلاميذك ممن لا تحضرني أسمائهم في هذه اللحظة أضحو اليوم من كبار الصحفيين يمتلكون مواقع الكترونية وصحف ورقية ومراسلون للقنوات والوكالات الإخبارية العربية والعالمية. اليوم وبعد مضي ثمان سنوات من رحيلك عن هذه الدنيا هاهو شقيقك الأصغر ياسر ممتطيا صهوة جواد القلم الذي ترجلت منه وهاهو يسير بخطى ثابتة على دربك وهاهو نجلك الأكبر محمد عادل يخطو خطواته الأولى بثبات على دربك ويخوض معمان العمل الصحفي ككاتب وسكرتير لتحرير صحيفة صدى بالحاف حديثة الولادة. نعم لقد تغيرت أشياء كثيرة وتبدلت أمور أكثر ولم يبقى ثابتا في دنيانا إلا صورتك الخالدة ومواقفك الرجولية وابداعاتك الصحفية الرائعة وعظمة قلمك الكبير وشموخ طرحك الناقد. فالف رحمة من الله العلي القدير عليك أيها الحبيب الغالي والمعلم الرائد والقلم النادر ، وأصدق الدعاء بالرحمة والمغفرة والسكن في فسيح الجنان الى جانب عبيد الله الصديقين الاخيار .