منذ اعلان التصالح والتسامح قبل سنوات كانت مواقفنا ثابته ومعروفة تجاه وضع نعتبره غير شرعي او قانوني يتمثل في ماحصل للجنوب من خلال حرب صيف عام 1994م ذلك الوضع الذي قتل الوحدة ! وهكذا كنا ننظر الى الجميع والى كل جنوبي سوا من كان في السلطة او من كان خارج الوطن ... ننظر الى الجميع من انهم جنوبيون وان اهداف التصالح والتسامح هي نبذ الماضي البغيض بكل سلبياته وما كان سبب حتى أصبحنا في هذا الوضع المهين ! وخلال الفترة الماضية
كنا متواصلين مع معظم القيادات الجنوبية وخاصة في الخارج ... ومن ابرز تلك القيادات الرئيس ,حيدر العطاس" والرئيس " علي ناصر محمد" وخلال الفترة الماضية وما حصل من تطورات ومتغيرات كبيرة بعضها لم يكن في حسبان أحد ! إلا اننا سمعنا من خلال هؤلا القيادات المجربة سمعنا منهم القراءة الحقيقية والاقرب الى كل وضع ومرحلة عشناها ...
واتذكر ويتذكر كثيرا من الزملاء ومنهم الاخ الاعلامي القدير " فتحي بن لزرق" نتذكر الكثير مما حدثنا به الرئيس " علي ناصر محمد" نشر كثير منها بالامس الاخ فتحي بن لزرق ... وانا اليوم ايضا سانشر الكثير من الحكم والقراءة الحقيقة لتلك المراحل التي سمعتها من الرئيس ناصر
اتذكر ان من اهم ما قاله لي ... الخوف من ماوصل الحال اليه بيننا كجنوبيين من تشتت أصبحنا جميعا ندعي بوطن اسمه الجنوب ! لكننا نحارب بعضنا البعض ! قال لي هذه مشكلة كبيرة اخشى في حال حتى ان وصل الجنوبيين الى نقطة مناسبة ومواتيه لهم ان يقيموا دولتهم !اخشى ان لا يستطيعون القيام بذلك وذلك بسبب عقليات الكثير مننا التي أصبحت ترفع شعار " التصالح والتسامح" وهي لاتؤمن به بقدر ما ترفعه لتحقيق مآرب بعيدة كل البعد عن من يناضل لاستعادة وطن !
ومتشائم ان لا يصبح الجنوب جنوب والشمال شمال ! هذا ما كنا نسمعه من الرئيس ناصر في الفترات السابقة ... واتذكر انه قال لي في بداية الحرب ...
ان الوضع خطير جدا وان هذه الحرب ليست من اجل الجنوب او ما يضنه البعض اعتراف بالقضية الجنوبية ! وقال علينا جميعا ان نتوحد ان اردنا نجاح وان نقول بصوت واحد في رسالة جنوبية موحدة ان نقول لاشقائنا
( يجب ان تكون القضية الجنوبية اساسية ومحورية ) في هذه الحرب وان نطالب جميعا وبصوت واحد ونقول يجب ان تكن اي حلول سياسية ناتجة عن مخرجات الحرب ... ان تكن فيها القضية الجنوبية اساسية وان لا تقل الحلول فيها عن حل المشكلة باقامة ( اقليمين جنوبي وشمالي )
لفترة مزمنة بعدها يستفتى شعبنا الجنوبي الاستمرار او الخروج! وقال يومها ان هذا هو الحل الوحيد والاقرب الى الواقع ! واتذكر انه فور وصول الرئيس " علي سالم البيض . " الى الرياض اتذكر انه الرئيس "علي ناصر محمد" والاخ " محمد علي احمد" قد كلفوني بنقل رسالة مشتركة منهم للرئيس البيض
رسالة نصها ومضمونها يقول ... الاخ الرئيس " علي سالم البيض" انت من وقع الوحدة واليوم شعبنا يعيش اسوا الظروف والان حرب طاحنة شعبنا يدفع ثمنها ... ونحن اليوم نمد ايادينا اليك لنعمل على الآتي...
اولا نلتقي ثم نعمل سويا عمل سياسي نلتزم فيه جميعا ونحترم ارادة شعبنا ومطالبه ...ونعمل وفقا لهذا نعمل بما يكفل ان نحقق مخرج وحل سياسي يخرج شعبنا فيه بطرق قانونية ... كتلك التي ادخلته الوحدة ! والى اليوم والعالم لم يعترف بما وقع عليه وتنظر كثير من دول العالم ان حرب 1994م كانت بين فريقين يمنيين انتصر فيها فريق على فريق ! وللاسف وما بعد ذلك التاريخ انتهجت سياسات غير منطقية عاطفية محلية جنوبية!
للاسف لم تحقق هدف ! ابلغت الرئيس البيض هذا وقال لي يومها ... هم يناضلوا بطريقتهم وانا بطريقتي وما اعلنت ! وللاسف لولاء تدخل الاشقاء في هذه الحرب لأصبح الجنوب علمه عند الله ! لكن مهما يكن التدخل والمساندة إلا ان قضيتنا تظل بالغة التعقيد والخطورة !
علينا نحن الجنوبيين ... واليوم وكما نسمع اصوات تنادي ان تعلن كل محافظة انها اقليم مستقل ! ولا خلاف او جدل حول هذا اذا كان يمكن تحقيقه ! لكن الخوف كما قال الرئيس ناصر ... ان لا يصبح الجنوب جنوب !
الخوف ان هشاشة وضعنا دون ( مؤتمر جنوبي جامع جامع) قد تعرضنا للتشتت اكثر وقد يسهل على اي قوى معادية ان تستغل ذلك ليبداء الصراع بيننا فيه رائحة المناطقية واثارة مشاكل الماضي ! واسترزاق الكثير من الجنوبيين واستعدادهم ان يلعبوا دور المخرب وان يرفعوا شعار( مع الجميع ضد الجميع ) وهذا ما حذر منه الرئيس ناصر والرئيس العطاس كثيرا خلال المرحلة الماضية
لذلك نقول اليوم لكل أبناء الجنوب... اعلموا انكم لن تفلحوا ابدا دون الاتفاق جميعا على كيان سياسي موحد يمثل شعب الجنوب من حوف حتى باب المندب ! وغير ذلك ماهي إلا احلام واوهام ستجعل الجنوب أكثر تشتت وأكثر ضعف وأكثر مناطق في العالم ستكون بؤر لكل التنظيمات المتطرفة ( بأسم الدين)
اخيرا ... وفي هذه الظروف نقول كلمة شكر وتقدير للرئيس (العطاس) وللرئيس (علي ناصر محمد) الذين عشنا ونعيش اليوم ما اكدوه لنا قبل وقوعه ! واثبتت لنا الاحداث صدق قراءاتهم وتقييمها لها قبل حدوثها...