هذه المقال كتبته يوم أمس فحفظته لإعادة قراءته وتعديل ما يلزم تعديله قبل نشره، وما هي إلا دقائق من إكمال المقال حتى أتى خبر إقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك. وسانشر لكم المقال لأنه يحمل بعض القصور وأسبابها من وجهة نظري المتواضعة. "نص المقال" للأسف الشديد السلطة المحلية تحولت إلى مادة للتراشق الإعلامي والواجب هو أن يقف معها الجميع من أجل النهوض بعدن والخروج بها إلى بر الأمان.
الموضوع بكل بساطة هناك صراعات إقليمية ودولية لها سياساتها ورجالاتها في الداخل، والسلطة المحلية هي جزء من هذا الصراع، فمهما حاولنا إخفاء هذه الحقيقة أو التغطية عليها لكنها بالنهاية ستبقى حقيقة.
هناك أطراف كثيرة بالداخل تريد إفشال السلطة المحلية في عدن ومنها الإصلاح والمؤتمر وأطراف في الشرعية، بالإضافة إلى الحوثيين وعفاش الذين يريدون خلط الأوراق في الجنوب على الجميع لتخفيف الضغط عليهم وتمرير مشاريعهم الخبيثة.
كل الجنوبيين الشرفاء من جميع التيارات والمكونات إلى جانب السلطة المحلية في عدن وخصوصا " التيار المنادي بالاستقلال " وهو صاحب الشعبية الأكبر في الجنوب، وقد جاء تعيين عيدروس وشلال من قبل الشرعية لاحتواء هذا الشعب، ولكن الرجلين من وجهة نظري المتواضعة فشلوا فشلا ذريعا في استخدام شعبيتهم لانتزاع حقوق كثيرة يستحقها أبناء عدن بقدر تضحياتهم، وهذا الأمر كان واضحا وضوح الشمس لكل المتابعين وللأسف نجحوا إلى حد الآن بالهدف الذي عينتهم الشرعية من أجله.
كنا جميعا نريد من السلطة المحلية في عدن استخدام ما لديهم من أوراق ضغط وهي الأقوى في الجنوب لانتزاع ما يمكن انتزاعه من حقوق الناس، كنا نريد من كل الناس في عدن الضغط على جميع الأطراف المؤثرة لانتزاع حقوقهم جنبا إلى جنب مع السلطة المحلية التي هي بالأساس جزء من الثورة والمقاومة الجنوبية، ويكون هذا الضغط بالوسائل السلمية المشروعة التي لا تؤثر على الأمن والاستقرار، وبالطريقة التي لا يمكن استخدامها من الطرف الآخر ضد السلطة المحلية، أو حرفها عن مسارها لزعزعة الأمن والاستقرار .
كان الجميع في عدن يدركون أن هناك أطراف كثيرة ومنها أطراف موجودة في السلطة الشرعية يريدون إفشال السلطة المحلية في عدن وهذا لا جدال عليه ولا نقاش فيه، ومن ضمن الوسائل التي استخدموها لافشال هذه السلطة هي: محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في عدن، والتشوية والتشهير وصياغة وفبركة الأكاذيب عبر وسائل الإعلام، إفتعال قضايا هنا وهناك لإشغال السلطة المحلية عن هدفها الأساسي، تعمد حرمان المواطن العدني من الخدمات الأساسية من أجل إحراق قيادات السلطة المحلية عند المواطن والإثبات للداخل والخارج بإنه تم اعطى فرصة لقيادات الحراك الجنوبي وفشلوا.
تنبه الكثير من الناس أن ما يحدث في عدن هو لإفشال السلطة المحلية التي أنجبها الحراك الجنوبي ورفعوا "شعارات كثيرة منها "مع عيدروس حتى بلا فانوس" وغيرها من الشعارات التي كانت تقول الجماهير من خلالها نحن ندرك من يفتعل الأزمات ولماذا.
لكن للأسف الشديد السلطة المحلية والمواطن العدني لم يستطيعوا التعامل مع هذا الوضع، والمفروض أن من حق المواطن أن يشجب ويندد بهذه الإهمال، وأن يطالب بحقوقه؛ وحتى أن يخرج إلى الشارع سلميا للمطالبة بتلك الحقوق وأن لا يتعرضوا للسلطة المحلية بسوء، وعلى السلطة المحلية في عدن استثمار هذا الضغط الشعبي لصالحها لانتزاع حقوق الناس الأساسية على الأقل، لكن هذا لم يحدث فوقف الكثير من انصار السلطة المحلية في عدن بالمكان الخطأ، يقولون للناس تحملوا موتوا امرضوا ولا تطالبون بحقوقكم، لأن المطالبة بحقوقكم يعني إنكم ضد السلطة المحلية، حتى وصل الناس إلى حد لا يطاق، فانبرى مجموعة من الإعلاميين والمثقفين للضغط على السلطة المحلية والشرعية لإيجاد حل لمشاكل الناس، ونحن ندرك من الذين ينتقدون الوضع للتصحيح حبا في الناس وحبا في السلطة المحلية في عدن حتى لا يتم إسقاطها، ومن الذي ينتقد من أجل التجريح والتأجيج وكرها للسلطة المحلية ومشروعها الجنوبي، لكن للأسف وقف كثير من الجهلاء "معظمهم من خارج عدن" ممن يعتقدون أنهم هم الوطنيون وغيرهم خونة في وجه كل من يتحدث عن حال الناس في عدن والمطالبة بإصلاح الأوضاع واستخدموا ضدهم كل أنواع الإساءة والتحريض التخوين والتشوية والتشهير.
أنا شخصيا أرى أن الاستمرار في هذا الطريق ليس من صالح السلطة المحلية ولا من صالح المشروع الجنوبي ولا من صالح المواطن، لأن المواطن بالنهاية لصبره حدود، وهناك أطراف خبيثة تعمل ليلا ونهار لإقناع الناس بفشل السلطة المحلية وهو ما قد نصل إليه في نهاية المطاف وسيخسر الجميع.
باختصار والله إننا مع السلطة المحلية في عدن ومع شعبنا الجنوبي وقضيته العادلة وندرك تمام الإدراك أن هناك من يعمل ضد السلطة المحلية في عدن، وندرك أيضا أن السلطة في عدن لا يمكن أن تنجح إلا بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، ونرى أيضا أن التقارب بين السلطة والشعب والتكاتف والتعاون فيما بينهم لانتزاع حقوقهم هو طريق النجاح.
عندما أدرك الناس في عدن أن هناك من يقوم متعمدا بتعذيبهم وحرمانهم من وسائل الحياة الضرورية ويعاقبهم على مواقفهم البطولية في هذه الحرب، كان المفروض أن نشجع هؤلاء الناس للمطالبة بحقوقهم، ونشجع السلطة المحلية للتحرك بالإسناد الشعيبي، وأخذ ما يستحقه هذا الشعب المناضل البطل من حقوق أساسية على الأقل، يجب على أي حكومة في العالم أن توفرها لمواطنيها، لكن للأسف قام الجهلاء بالتصدي ومهاجمة كل يرفع صوته للمطالبة بحقوقه فإذلوا الناس وأضعفوا السلطة.
نحن نعلم أن أصحاب الشعبية هم من يفرضون إرادتهم وينتزعون حقوقهم المسلوبة، لكن الحالة الحاصلة في عدن لا السلطة استطاعت استثمار شعبيتها ولا الشعب تحرك بوعي لتحفيز السلطة وحثها على التحرك، والسبب كله بأن هناك جهلاء وأبواق نشاز ومسترزقين لا يدرون عن الواقع شيء وقفوا حجر عثرة أمام كل من يريد النصح وإصلاح الأوضاع وكأننا قد وصلنا إلى هدفنا وقد حققنا كلما نريد.
اليوم ما زال في الوقت بقية فعلى جميع الإعلاميين والمثقفين الوقوف إلى جانب الشعب وإظهار معاناتهم وتضحياتهم وعلى السلطة المحلية السعي والتحرك لانتزاع حقوق هذا الشعب، والشعب سيكون إلى جانبهم.
إضافة: البقية ستكون للمحافظ الجديد الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الحميد المفلحي نتمى له التوفيق والنجاح في كل مهامه.