اما ان تكون انهار من الدماء التي سالت على امتداد الشريط الساحلي من المهرة إلى المندب ومن عدن إلى ضواحي الحديدة، بل من البقع إلى ميدي وتخوم حجه لم تشفع لكم يا شهداء الجنوب ولم يأخذوا دمائكم بالحسبان في اجتماع صالات اللئام لم يتوقفوا برهه من الزمن في حال صدق مع انفسهم هل الاقدام على التضحيات والمساس بها تعتبر عبثية ام انهم قد اعتبروكم من أول يوم أدوات ترفيهية لا تستحق لحظة ندم، فدمائكم لم تكن في نظرهم وفي مشروعهم إلا مداسه حمراء تحقق لهم مظهر الفخامة والرقي و الوصول إلى أهدافهم المنشودة، جبابرة المال والاعمال المكتسبة من ثروتكم و ثروة بلادكم هل توقفوا يوما في تأمل بتضحياتكم، حتى ولو ايتامكم وقفوا على ابوابهم لمعاشاتكم بعد أن تركتموهم تحت رحمة اللئام، هل تأملوا او خطوا خطوة في قراراتهم على ما تركت تلك الحرب من مآسي و احزان للجنوب وأهله، و رفعة شأن لمن تسلقوا على ظهوركم واليوم يصدرون قرارات لأقصى انجازاتكم ولا يعيرون أي اهتمام لأراملكم وايتامكم والثكالى من امهاتكم ولا لجرحاكم واسراكم، بل اعتبروا كل هذه التضحيات من البريستيج الترفي. وهنا من حق الجنوبيين ان يقولوا كفاية يا مشير، الجنوب فيه ما يكفيه ولولا الجنوب لما وصلتم الا ما وصلتم فيه فلا تجبروا الجنوبيين على أي خيارات ولا تدفعوهم في الزوايا الضيقة قد لا تخدمكم ولا تخدم قضيتكم، انت تعلم وانا اعلم وغيرك يعلم ان لولا الجنوب لفشت مشاريع كثيرة كانت قد خدمتكم وخدمة التحالف كحاضنة للجميع. وانت تعلم أيضا ان المتعلقين والمتملقين بك يزينوا قراراتك لتكون رمح قاتل لأهل بلدك وانت تعلم انهم لم ينفعوك يوم كانوا في اوج قوتهم في صنعاء وانت في أدني ضعفك، وتعلم أيضا وانا اعلم والكل يعلم انها عندما ضاقت بك صنعاء بما رحبت كان ملاذك عدن. ولو لم يكن كذلك لذهبت إلى تعز أو ذمار وكما انك ذكي في اختيارك وتعلم مأمن اتجاهك هم أيضا كانوا يعلمون أن عدن لم تحتضنهم كما احتضنتك فاحترموا نواميس النخوة التي امطرتكم بها عدن وأهلها واحترموا اشاوس الامارات الذين تركوا بلدهم واهلهم وملذاتهم وانصهرت دمائهم السخية بدماء اهل عدن خاصة والجنوب عامة وطاردوا الإرهاب هم ورموز المقاومة في شوارع وأزقة عدن ولولاهم لما نعمتم بهدير أمواج البحر العربي ونسيم المعاشيق. فأنت تعلم بعشق الجنوب والجنوبيين بهواء زايد قبل الحرب ناهيك عن ثقافة قد تكونت بين الجنوب والامارات بعد الحرب، ثقافة جنوبية إماراتية فيها عوامل مشتركة لشهداء والجرحى وافراح واتراح قد انصهرت في بوتقة الهرم الاخوي والذي يستمد قوته من قوة جبل شمسان الذي لا يهزه موج ولا ريح وكان يجب ان تأخذوا كل الأمور فالاعتبار، وكان بحكمتك الموقرة التي نجلها ونحترمها أن تعلم قبل اتخاذ القرار ان الجنوبيين لهم ديباجة خاصة انت تعلمها أكثر من غيرك ولو انطووا تحت مظلة الشرعية من باب تقاطع المصالح فما كان منهم إلا أن خدموكم في قضيتكم على امل تخدموهم في قضيتهم، ولأنني ترعرعت في رمال البادية فأعلم كما تعلم انه ما هكذا تورد الابل وانت اكثر مني دراية بذلك. فالزبيدي شلال وهاني وأبو مشعل وغيرهم يعتبروا في وجدان الجنوبيين رموز وحاملي القضية والتي بدوركم تتجاهلوها هذه هي الحقيقة بدون رتوش، كما لا يغرنك المحاضر الجامعي الاخواني المشهور الذي شبهكم بمرحلة الرسالة وأثنى على جنرالكم الاثرم بشبيه خالد ابن الوليد وانت تعلم انه لا يساوي في كفة الميزان مربط فرس خالد فلا تأخذ بهرطقتهم معيار في اتخاذ القرار فأنهم وراء كل مفسدة في الديار واحذر منهم فأنهم اشبه بجرو الذئب الذي رضع من الشاة حتى بلغ أشده ثم افترسها، فأصلح ذات البين فليس عيبا ان تدنوا للعاصفة أو ان تطبق القاعدة الفقهية درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وانت عملت بها في جرأة الحوثي فأهل دارك أولى بك.