الفاضل عبدالعزيز المفلحي, محافظ محافظة عدن, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حتى اللحظة, الشرعية التي لديك هي شرعية تعيين (ظهر كتعيين إنفعالي أو عقابي لا أكثر) من الرئيس عبدربه منصور هادي, وهو الرئيس نفسه الذي عين علي محسن الأحمر نائب له, وسلم هاشم الأحمر منفذ حدودي هام ويمس حياة مئآت الالاف من المغتربين. هذا الرئيس نفسه مكنته الإمارات العربية المتحدة بدعمها للمقاومة الجنوبية بالدم والمال والرجال والسلاح من العودة إلى عدن, وقام هو نفسه بإقالة أكثر الرجال كسباً لثقتها وتأثيراً إيجابياً على الحالة الأمنية في عدن. رصيد شرعيتك الآخر يأتي من كونك جنوبي ومن تصريحات سابقة لك بعدالة القضية الجنوبية وبحق الجنوبيين في العودة إلى ما قبل دولة الجمهورية اليمنية بسبب ما تعرضوا له من مظالم بعد 1994 وأستخدمت أنت نفسك إسم (الجنوب العربي). لا يوجد لديك رصيد شرعية آخر. لست محافظ منتخب في إنتخابات نزيهة, لم تكن مناضلاً في الجبال, لست مُلهَم ولا مُلهِم. لم تظهر مهاراتك القيادية والمديرية والإدارية بعد. لم تسبقك إنجازاتك الإقتصادية. والسبب الرسمي الغير معلن لتعيينك هو التدهور في الخدمات في محافظة عدن العاصمة المؤقتة. لو تصمت عن أي مؤتمر صحفي وتصريح إعلامي وتستخدم كل وقت في شيء واحد فقط هو الكهرباء لملئت رصيدك من الشرعية في منصب المحافظ عند أبناء عدن وأبناء المحافظات الجنوبية الأخرى الذي أتمنى أن لا تستخف بتأثيرهم على المزاج العام في عدن وبتأثير المزاج العام في عدن عليهم. لا تصدق أن أهم القضايا عند أبناء عدن اليوم هي حقوق الأحزاب في ممارسة نشاطها السياسي, لا تصدق أن الرفض الشعبي لحزب سياسي أو آخر يؤرق نوم أبناء عدن كل ليلة, لا تصدق, هي الكهرباء. تذكر أنك نفسك صرحت بأنك ضد تشكيل الأحزاب على أساس ديني. الشيء الآخر, الدعم الأكبر لتطبيع الحياة اليومية ومكافحة الإرهاب في عدن يأتي من الإمارات العربية المتحدة, لم يأتي من الرئيس عبدربه منصور هادي, أو من أحمد عبيد بن دغر, أو من علي محسن الأحمر أو من تبرعات رجال الإعمال في محافظات الجمهورية العربية اليمنية سابقاً, أتى من الإمارات العربية المتحدة دمأً, ورجالاً, ومالاً وسلاحاً ومعداتاً. لن تكن عبقرياً لو خسرت دعم الإمارات العربية المتحدة مقابل السماح لحزب سياسي يعاني من رفض شعبي حقيقي بإعتلاء المنصات وإقامة الفعاليات وإعادة خطاب كاذب مراوغ لا يمت للواقع بصلة, الإمارات أهم وأوفى. حساسية أخرى, الكثير من المسؤولين الشماليين في نظام الرئيس عبدربه منصور هادي حالياً لهم عداوات حقيقية وعميقة مع الجنوب والجنوبيين, لا يبغضهم الجنوبيين من فراغ. هي دماء وكرامة وآراضي شاسعة وتصريحات وفتاوى. مرة أخرة, لن تكن عبقرياً لو فرشت السجاد الأحمر لمن يرى أبناء الجنوب أنهم مسؤولين عن قتلهم وإهانتم في السابق. لا داع على الإطلاق. ذكر نفسك كل يوم صباحاً ومساءأً, لم أصبح محافظ عدن حتى أجعل أبناء عدن يحبون/يقبلون مسؤولي نظام صالح السابقين- نظام هادي الحاليين. جئت لأعمل على تحسين الخدمات. هي الخدمات يا نفسي.